أسطورة الضفادع الأربع في التغــيير
أسطورة الضفادع الأربع في التغــيير
سأورد قصةً مثيرة عن أسطورةٍ لضفادع أربع تقودها ضفدع تدعى (تغ) والتي تقول: (في أحد أيام الشتاء الدافئة وفي بركة ماء أخاذة أقامت عائلة تتكون من أربعة ضفادع تدعى (تغ، تغي، تغيي، تغيير)، مرت بهم الأيام والشهور يرتعون ويمرحون في موقعهم الخلاب الذي اختاروه، وجعلهم يعيشون بمأمن من تمتع بالشمس والمياه والطعام.
بدأت الضفادع في تكوين صداقات مع من حولها، في جو يتميز بالهدوء والأمان والاستقرار، وفي أحد الأيام وبدون مقدمات بدأت الأحوال يسودها شيء من الغرابة حين جاء طائر (أبو قردان) يحذر الضفادع من أن البرك حول بركتهم الجميلة بدأت في الجفاف، وأن هناك تنبؤات بأن هذا الصيف سوف يبدأ شديد الحرارة، ودعاهم إلى أن يتحركوا للتخطيط والبحث عن بركة أخرى.
اجتمع أصدقاء أبو قردان لمناقشة تقريره وخبره اليقين، وحينها بدأ النقاش بين الضفادع الأربعة، حتى اختلفت في جميع رؤاها وقراراتها، حينها تدخل أبو قردان قائلاً ليس هناك وقت لهذا الخلاف، فالبركة سوف تجف تماما خلال أيام، ألا ترون أن منسوب المياه بدأ في الانخفاض منذ أشهر وأنتم تعيشون، ولم تعلموا بل ولا تريدون أن تعلموا أسفاً.
تدخل (تغ) صارخاً بأعلى صوته: هذا ليس صحيحاً، فإن منسوب المياه ثابت، ونحن سعيدون به، ولا يوجد ما يدعونا أصلاً إلى أن نطرح هذا الموضوع للنقاش أساساً.
تنهد (تغي) قائلاً: أنا أحب هذا المكان، فهو يحمل أجمل ذكرياتنا، صمت برهة وقال: عندما تجف البركة تماماً، عندها سوف نرى ما سوف نفعله ويستوجبنا فعله.
تدخل (تغيي) بسخرية: لا تخدعوا أنفسكم فمنسوب المياه فعلاً بدأ في الهبوط، انظروا إلى تلك الجدران والأعشاب التي بدأت في الظهور تحتنا، يجب أن نتخذ قراراً سريعاً بالانتقال إلى بركة أخرى فوراً قبل إصابتنا بالجفاف، وكفاكم بكاءً على اللبن المسكوب.
وبلغة واثقة يعلوها نبرة صوت حزينة قال (تغيير): أنا أعلم كم أنفقنا من الوقت والجهد حتى نحصل على هذه البركة، وحتى نشعر بالأمان، تذكروا حين وجدنا هذه البركة، فقد قلت لكم لا تركنوا لهذه البركة فقط فالحياة تتغير، لقد كنت في فترة راحتكم أتغيب عنكم باحثاً عن بركة أخرى مستقبلية تضمنا في مثل هذا الوقت، فهيا بنا أيها الجماعة.
قاطعه (تغ): بعد أن (وضع يديه في أذنيه) اتركوني وحدي، فسوف أموت هنا، فلن أترك بركتي مهما حصل.
قال (تغي): إني أخاف من الذهاب خارج هذه البركة فهي حياتي، لا لن أترك هذه البركة.. إنها مشكلة.
حاول (تغيير) أن يقنعهما: إن هذه المشكلة داخلك يا (تغي) إنك ظننت أن هذه البركة هي أحسن بركة، في حين أنك لم تجرب العيش بغيرها، وإنك اعتقدت أنها أجمل بركة في المنطقة إننا إذا تمسكنا بهذه البركة، فإننا قد نفقد هذه الحياة التي نحاول التمسك بها.
هز(تغيي) رأسه: صدقت يا (تغيير)، لابد أن تؤمنوا بأن قانون الاستقرار ليس له وجود على هذه الأرض، فاحزموا أمتعتكم معنا كي نبحث على بركة أخرى.
(تغ): لا أريد أن أكون أضحوكة للعالم، أنا لن أترك بركتي وأذهب للمجهول، اذهبوا وراء الوهم والمستحيل...
النهاية مفتوحة لأسطورة جميلة تحاكي واقع الإدارة بصفة عامة والإدارة التربوية، خاصة في عصرنا العائم بين أربع شخصيات
( تغ) وهو الشخص الرافض للتغيير، ولا يؤمن به، ويصم الآذان عنه.
(تغي) شخص بطيء الاستجابة يتحرك بعد فوات الأوان.
(تغيي) شخص سريع الاستجابة لحدوث التغيرات.
(تغيير) شخص يتنبأ بالتغيير ويستعد للتكيف والتعامل معه.
أإن التغيير هو القوة التي تُبقي نهر حياتنا متدفقاً، فإذا توقف التغيير ركدت مياهه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق