قالت عن نفسها
وعيت ماذا تعنى كلمة "كتاب" على يدي أمي الحبيبة , وكنت وقتها طفلة دون الثالثة .
فكم أجلستني بين يديها منبهرة بما تقصه علي من بين تلك الوريقات الملونةبعبير الحكي . اشتقت حينها لامتلاك قلم وردي أنقش به مثل تلك الأشكال المرسومةالمسماة بالحروف .
وتمنيت حينها أن أمتلك المقدرة على أن أحكي عن الأميراتوالأقزام وشخوص الأساطير مثلما تفعل أمي , فتحولت لقاصة مقلدة لحكايات أمي وكانجمهوري الوحيد شقيقتى الصغرى والوحيدة رانيا .
وأعتقد أن في طفولتنا كانت تستمتع بحديثي إليها كما تفعل الآن على ما أظن .
كل ذلك قبل وعيي بك يا أبي , وعيتك طبعاً كأب حنون ومعطاء ولكن لم أعي معنى أن تكون شاعراً كما كنت .
في لمحات من ذاكرة طفولتي البعيدة كنت أراك تحتضن قلمك في شوق كل مساء ..
تناجيه فيما يبدو , ويهمس لك بأشياء أو هكذا صور لي خيال الطفولة !
أذكر جلساتي وإياك وأنا بعد طفلة في العاشرة وأنت تقص علي أيضاً حكايات !
ولكن حكايتك مختلفة عن حكايات أمي , وإن كانت متماشية معها في خطوط متوازية رقيقة الظلال .
حكايات عن الواقع ..
واقع أسرتنا ريفية الأصل التي تفخر بها - رغم عدم معايشتك لأجواء الريف .
جدي الذي كان أول عمدة متعلم في بلدتنا , وجدك الذي كان يسبقه.
عصاه التي فهمت أنها نوع من الوجاهة والتي بقيت رمز له كشخصية لم أعرف عنها سوى الكلمات .
واقع بلادي التي كانت في ذلك الحين مكان بعيد لاتمسه عيوني إلا مرة في كل عام بحكم معيشتنا خارج البلاد .
واقع تاريخنا ..
مصطفى كامل - سعد زغلول
ناصر والسادات
واقع الفخر في قصة عمى المجند في حرب 73
ولحظة عودته سالماً والحمد لله منتصراً
وبدأت أقلدك أيضاً ..
حتى وعيت أنت - قبلي حتى - أني ربما ورثت موهبتك كما ورثت ملامحك بكل تفاصيلها .
في المدرسة كنت من أبرع التلميذات في كتابة الموضوعات التعبيرية في حصص اللغة العربية .
وفي الجامعة تدفقت كلماتي لتعلق على كل ما يدور حولنا في السياسة والفن والمجتمع .
لكن مع الأسف , لم تكن هنا يا أبي حين ترجمت كل هذا لعمل أدبي مطبوع لأول مرة , حمل اسماً شاعرياً كأسماء قصائدك
"حلم الجوادالأبيض"
فقد رحلت في ربيع 2006 الحزين , وتركتنى مصرة على أن أكون حقاً ابنة أبيها .
لكني حينها أهديته لروحك , فهل شعرت بي ؟!
أكاد أقسم على ذلك .
رحمك الله يا أبي .
ضيفتى الحبيبه هى
بتراسل في عدة مجلات إلكترونية منها
اليوم السابع
دنيا الرأي
القبس الكويتية
رؤية مصرية
القلادة العربية
المطرقة
كي جينيوز الأردنية
شباب مصر
الديوان
أميرة سعيد عزالدين تكتب:"تخاريف شتوية"نافذتى الشتوية العجوز تهتزُ طرباً..نقراتُ المطر تتناغم،
وتشدو لها فتغدو رقصاً.
نافذتى تمالكى إطاركِ العتيق وتثبتى،
فلست أنتِ تلك المزدانة بنباتات طفولتى..
ولا ذاك البخار الساكن سطحَ الزجاجَ
هو من ترسم عليه تفاصيلَ لوحتى..
شبتِ واغتالت الأيامُ نباتاتكِ
وشابَ منى القلبُ عزيزتى.
عشقتُ المطر فيكِ، فأنا طفلة شتوية..
أنا "ميرميد" خرجت للحياةِ
من عمقِ "تشرين" بين ليلةٍ وشتاها..
أنا هى تلكَ الجنيّة!
عروس البحر الإنسية..
أتلمس الطرقاتَ بين زخاتِ المطر
أمرح به ويرسم فوق شفاهى
بسمةً منسية.
لم أخافُ الأمطارَ يوماً
فهى رسالةُ السماءِ بالغفران،
نبوءةٌ إلهية..
تغسلُ دنسَ النفوسِ فينا
وتخلعُ عنا أرواحنا البليّة..
هى معجزةٌ شتوية.
لكنى الآن ما عدتُ أنا هى!
لستُ تلكَ الـ "ميرميد"
الجنيـّة..
شابت أيامُ فؤادى وأمسيتُ،
خائفةً على نفسٍ مطوية..
بعبقِ عمرِ اختلفَ
وطفولةٍ شهيدة
وسنواتٍ منسية.
فى ظلِ نافذتى العجوز أترقب،
قطراتُ المطر تمضى..
وزخاتى السوداء تمضى
وأيامى الجدباء تمضى
وأتندم على كلِ قطراتٍ مضت،
لم تمسُ وجهي.
صرتِ عجوز يا نافذتى،
ثوب طلاءكِ المزدان بالورود تمزع
زجاجكِ الأبله يراقصكِ ولا يتورع
عن تفتيتِ جنباتكِ فى سبيلِ لحظاتٍ شتوية..
وأنا!!
لازلتُ أحيا ساكنةً..
مترددةً
متخوفةً
من ضمةِ الأمطارِ، صديقتى..
وتحولُ بيننا نافذةً هرمة،
ترى إن هبطتُ الآن عزيزتى
هل ألحقُ بآخرِ ضمةٍ؟!
بآخر لثمةٍ وقطرة
من شفاهِ الشتوية!
كذبةٌ أخرى.. لأجلي بقلم: أميرة سعيد عزالدينتاريخ النشر : 2010-08-24
هناك في ذلك الركن تجلس، تتركُ برودةَ المقهى تُطفئ ولو شيئاً يسيراً من اتقادِ نفسها. تنظر لدرجاتِ سُلم المقهى من النافذةِ القريبةِ، ترانا أنا وأنتَ!.. ندخل المكان فتضمنا العيونُ قبل المقاعدِ ووساداتها الوثيرة.. نجلس في الركنِ المقابلِ لها.
لا تتخلى عيناكَ عن أسرِ نظراتي فتبقى ممغنطةً بلفتاتكَ.. تتنامى رجفةُ أناملي المستسلمة في دنيا كفيكَ.. يرتفعُ ضجيجَ نبضاتها.. تتُابعنا عيناها ببسمةٍ تلتمعُ بريشةِ الدموع.
"أيمكنُ أن يكونَ الحلم بهذة الروعة؟!!.."
كلمات نقشتها أهدابي على جفنيكَ، تنُصت هي إليكَ إذ تهمسُ لي:
"أحبكِ.. ولستُ أنا حلم ولا عيوني أوهام."
أدمعُ أنا، أسحبُ منديلاً بشعار المقهى و تسحبُ قلمكَ، تنقشُ بسوادِه تلكَ الكلمات..
تذيله باسمكَ.. وأذيله بشفاهي اللاثمة.. و.. أحفظه للآن.
هي تنظر إلينا وبين يديها منديلاً شبيه، تلثمه بدموعٍ منهمرةٍ من خلفِ بسمتها الأليمة.
يختلجُ فؤادي كما تفعلُ أناملي بين يديكَ، ينقبض...
يتسائل، لم الخوف؟!..
ألقي نفسي في عينيكَ أكثر.. تتلاحق أنفاسي بكلماتٍ مرتجفة أكثر وأكثر:
"دائماً الكذبُ أروع والخديعةُ ألذ من الحقيقةِ، فياخوفي لو تكون.. رائعاً!.."
فلا تجيبني.. أراها تبكي!.. أتبكيني الحزينة؟!..
تنسحبُ لتتركني مبتعداً جداً.. قائلاً في وثوق جداً:
"تعالى، أنتِ تحبينني.. تعالى."
حاولتُ أن أفعل صدقني، حتى هي- تلك الحزينة- حاولت أن تقويني..همت إليَّ لتُنهضني.. رأيتَ عيونكَ يا حبيبي كُثر..كُثر، تتهاوى منها معاً كل اثنتين!..
عيون هوى.. عيون صدق.. عيون أمان وحنان....
عيون أوهــام!..
رأيتها كلها تتهاوى، حتى أهدابكَ تتساقطُ كصُفر أوراق الخريف. رأيتَ كلماتكَ وهي تسعى مختفيةً ببحورِ الصمت!..
رأيتَ تلكَ الحزينةَ تبكي في ركن المقهى العزيز، برودةُ المكان أضحت جليداً. لأول مرة تخيفني يدكَ الممدودة نحوي!..
توسلتْ إليكَ الحزينة:
"عُد كما أنتَ لبرهة، حتى ولو بألفِ عينٍ، عُد.. ولو بألفِ وجهٍ وآلافِ الأحاديثِ، عُد..
لكن عُد لأجلي!.."
نعم.. تلك الحزينة في ركنِ المقهى العزيز الشاهد عليكَ هي أنا، ولا أبغي منكَ سوى كذبة واحدة أخرى يا أروع من كذب... هل لي في كذبةٍ أخيرةٍ.. لأجلي؟!
أهلا بكم من جديد
فى أمسيات همس دافئه
مع قلم جديد مميز و مبدع
قلم أبهر الجميع منذ قدومه
يمتعنا دائما بإسلوبه
و رقة كلماته و رقى إحساسه
ينفرد بإسلوب خاص جدا
له لون فريد فى عالم الإبداع
ضيفتنا اليوم هي
الأبنه الفاضله
اميره سعيد عز الدين
أهلا بيكِ أبنتى العزيزه
سنسعد بإستضافتك لنا على مدار ثلاثة أيام
فى إنتظار مشاركاتك
تحياتى و تقديرى