أما من هم أكبر سناً امثال اولادى فإنهم لا يتورعون عن شراء المفرقعات وإطلاقها في الأجواء متلذذين بأصوات الدوي الذي تحدثه انفجاراتها ..
وهكذا تتحول مدينتى إلى مدينة رمضانية بآلاف المدافع على اختلاف أنواعها .
وربما أدت أصوات المفرقعات النارية إلى حالة هيستيرية من الغضب لدى الرجال المسنين في تلك الأزقة ،
فهؤلاء الأخيرين اعتادوا أن تكون لحظات رمضان أكثر اللحظات اتصالاً مع خالق الأكوان على مدار العام ، وبالتالي فإن تعبدهم وتبتلهم إلى الله ، ودموعهم التي تنهمر على خدودهم وهم يقرؤون القرآن أو يسجدون بين يدي ربهم و يناجون الغفور الرحيم تضرعا وخفية ، لا يقطعه ويشتته سوى أصوات دوي الألعاب النارية المتصاعدة مما يخرجهم من حالتهم اللادنيوية إلى حالة من الحنق والغضب الشديدين ، وينهال البعض منهم بما جادت قريحته من شتائم وألفاظ بذيئة على الصين التي تصدر لبلادنا مثل هذه الطياشات الحمقاء وعلى بائع المفرقعات في الحارة وعلى الطفل الغبي نفسه ..ونادراً ما يسلم أهل الطفل أيضاً من مثل تلك الإهانات !!!!!
الرحمه يا أولادى