الخديوى عباس حلمى الاول
















  • واليا
    من نوفمبر 1848 إلى يوليو 1854 ،  ولد سنة 1813 في جدة ونشأ في مصر ،
    خلف عمه إبراهيم باشا في تولي مصر
    1848 هو حفيد محمد علي وابن أخ
    إبراهيم باشا في عهده اضمحل الجيش
    والبحرية في مصر وأغلقت كثير من
    المدارس والمعاهد ، عاش عيشة بذخ ،
    ولى عباس الحكم بعد وفاة عمه
    إبراهيم باشا، و في حياة محمد علي
    باشا، و هو ابن أحمد طوسون باشا بن
    محمد علي باشا، لم يرث عن جده
    مواهبه و عبقريته، و لم يشبه عمه
    إبراهيم في عظمته و بطولته ، بل
    كان قبل ولايته الحكم و بعد أن
    تولاه خلوا من المزايا و الصفات
    التي تجعل منه ملكا عظيما يضطلع
    بأعباء الحكم و يسلك البلاد سبيل
    التقدم و النهضة وانصرف عن التفرغ
    لشئون الدولة ظل في الحكم قرابة
    الخمس سنوات واغتيل في قصره في
    بنها في عام 1854 .





  • يمكن
    اعتبار عصر عباس باشا الاول عهد
    الرجعية ، ففيه وقفت حركة التقدم
    والنهضة التى ظهرت فى عهد محمد على
    .




  • ولى
    عباس حلمى الحكم بعد وفاة ابراهيم
    باشا ، وفى حياة محمد على باشا ،
    وهو ابن طوسون بن محمد على ، ولم
    يرث عن جده مواهبه وعبقريته ، ولم
    يشبه عمه ابراهيم فى عظمته
    وبطولته ، بل كان قبل ولايته الحكم
    وبعد ان تولاه خاليا من المزايا
    والصفات التى تجعل منه ملكا عظيما
    يضطلع بأعباء الحكم ويسلك بالبلاد
    سبيل التقدم والنهضه .



نشأة
عباس  :




  • بذل
    محمد على شيئا من العناية فى تعويد
    عباس ولاية الحكم ، اذ انه كان
    اكبر افراد الاسرة العلوية سنا ،
    وبالتالى احقهم بولاية الحكم بعد
    ابراهيم باشا ، فعهد اليه
    بالمناصب الادارية والحربية ،
    فتقلد من المناصب الادارية منصب
    مدير الغربية ، ثم منصب
    الكتخدائية التى كانت بمنزلة راسة
    النظار ، ولم يكن فى ادارته مثالا
    للحاكم البار ، بل كان له من
    التصرفات ماينم عن القسوة ، وكان
    يبلغ جده نبأ بعض هذه التصرفات ،
    فينهاه عنها ، ويحذره من عواقبها ،
    ولكن طبيعته كانت تتغلب على نصائح
    جده واوامره .




  • واما
    من الوجهه الحربية فقد اشترك مع
    ابراهيم باشا فى الحرب السورية ،
    وقاد فيها احد الفيالق ، ولكنه لم
    يتميز فيها بعمل يدل على البطولة
    او الكفاءة الممتازه .




  • وبالجملة
    فلم تكن له ميزه تلفت النظر سوى
    انه حفيد رجل عظيم اسس ملكا كبيرا
    ، فصار اليه هذا الملك ، دون ان
    تؤول اليه مواهب مؤسس هذا الملك ،
    فكان شأنه شأن الوارث لتركه ضخمة
    جمعها مورثه بكفاءته وحسن تدبيره
    وتركها لمن هو خلو من المواهب
    والمزايا .




  • وكان
    ابراهيم باشا لايرضيه من عباس سوء
    سلوكة وميله الى القسوة وكثيرا
    مانقم عليه نزعته الى ارهاق
    الاهلين ، حتى اضطره الى الهجره
    للحجاز ، وبقى هناك الى ان داهم
    الموت عمه العظيم .



ولايته
الحكم   :






  • كان
    عباس متغيبا بالحجاز لما عاجلت
    المنيه ابراهيم باشا ، فأستدعى
    الى مصر ليخلفه على دست الاحكام
    تنفيذا لنظام التوارث القديم الذى
    يجعل ولاية الحكم للارشد فالارشد
    من نسل محمد على ، وتولى الحكم فى 24
    نوفمبر سنة 1848 ( 27 ذى الحجة سنة 1264
    هـ ) .



اخلاقه

  :






  • بقى
    عباس فى الحكم خمس سنوات ونصفا ،
    كان يبدو فى خلالها غريب الاطوار ،
    شاذا فى حياته ، كثير التطير ، فيه
    ميل الى القسوة ، سىء الظن بالناس
    ، ولهذا كان كثيرا مايأوى الى
    العزلة ، ويحتجب بين جدران قصوره ،
    وكان يتخير لبنائها الجهات
    الموغلة فى الصحراء او البعيده عن
    الانس ، فيما عدا سراى الخرنفش ،
    وسراى الحلمية بالقاهرة ، فقد بنى
    قصرا فخما فى بالعباسية ( التى
    سميت من ذلك الحين بأسمه ) ، وكانت
    اذ ذاك فى جوف الصحراء ، وقد شاهد
    المسيو فردينان دلسبس هذا القصر
    سنة 1855 ، فراعته ضخامته ، وذكر ان
    نوافذه بلغت 2000 نافذه ، وهذا وحده
    يعطينا فكرة عن عظم القصر واتساعه
    ، فكأنه بنى لنفسه مدينة فى
    الصحراء ، وبنى قصرا اخر نائيا فى
    الدار البيضاء ، الواقعه بالجبل
    على طريق السويس المقفر ، ولاتزال
    اثاره باقيه الى اليوم ، وقصرا
    بالعطف ( ذكره على باشا مبارك فى
    الخطط ج7 ص 63 ) وقصرا فى بنها على
    ضفاف النيل ، بعيدا عن المدينة ،
    وهو الذى قتل فيه بعد ذلك .




  • وقد
    اساء الظن بأفراد اسرته ، وبكثير
    من رجالات محمد على وابراهيم ،
    وخيل له الوهم انهم يأتمرون به ،
    فأساء معاملتهم ، وخشى الكثير
    منهم على حياته ، فرحل بعضهم الى
    الاستانه ، والبعض الى اوروبا
    خوفا من بطشه ، واشتد العداء بين
    الفريقين طول مدة حكمه ، وبلغ حقده
    على من يستهدفون لغضبه انه حاول
    قتل عمته الاميرة نازلى هانم ،
    واشتدت العداوه بينهما حتى هاجرت
    الى الاستانه خوفا من بطشه .




  • وسعى
    الى ان يغير نظام وراثة العرش
    ليجعل ابنه الهامى باشا خليفته فى
    الحكم ، بدلا من سعيد باشا ، ولكنه
    لم يفلح فى مسعاه ، ونقم على سعيد
    الذى كان بحكم سنه ولى العهد ،
    واتهمه بالتأمر عليه ، واشتدت
    يبنهما العداوه حتى اضطره ان يلزم
    الاسكندرية ، وهناك اقام بسراية (
    بالقبارى ) .




  • وانتشرت
    الجاسوسية فى عهده انتشارا مخيفا
    ، فصار الرجل لايأمن على نفسه من
    صاحبه وصديقه ، ومن يغضب عليه
    ينفيه الى السودان ويصادر املاكه
    ، وكان نفى المغضوب عليهم الى
    اقاصى السودان من الامور المألوفه
    فى ذلك العصر .




  • وكان
    عباس مولعا بركوب الخيل والهجن ،
    يقطع بها المسافات البعيده فى
    الصحراء ، وله ولع شديد بأقتناء
    الجياد الكريمة ، يجلبها من مختلف
    البلاد ، ويعنى بتربيتها عنايه
    كبرى ، ويبنى لها الاصطبلات
    الضخمة ، وينفق عليها بسخاء ، شأن
    هواه الخيل .



اعماله 
وسياسته العامة :








  • يختلف
    عهد عباس عن عصر محمد على ، فأن
    حركة النهضة والتقدم والنشاط التى
    امتاز بها هذا العصر قد تراجعت كما
    قلنا فى عصر عباس ، وهناك ظاهرة
    اخرى للفرق بين العهدين ، ذلك ان
    محمد على كان يستعين بذوى العلم
    والخبرة من الفرنسيين فى معظم
    مشاريع الاصلاح ، لكن عباس لكونه
    لم يفكر فى تعهد هذه الاصلاحات
    اقصى معظم هؤلاء الخبراء واستغنى
    عنهم ، وقد تضائل النفوذ الفرنسى
    فى عهده ، ولم يعد الى الظهور الا
    فى عهد سعيد باشا ، ومن هنا نعرف
    سببا لتحامل كثير من المؤرخين
    والمؤلفين الفرنسيين على عباس ،
    فأنه وان كانت اعماله لاتدعو الى
    الاطراء ، لكننا نعتقد ان احكام
    الفرنسيين عليه لاتخلو من التحامل
    ، لتأثرهم من تضاؤل النفوذ
    الفرنسى فى عهده ، والفرنسيون لما
    اتصفوا به من الوطنية يكرهون كل
    ملك او امير يقترن عهده بتضاؤل
    النفوذ الفرنسى فى بلاده ، من اجل
    ذلك نراهم يكيلون المدح جزافا
    لسعيد باشا ، ونعتقد ان هذا راجع
    الى ميوله الفرنسية وعودة النفوذ
    الفرنسى الى مصر فى عهده ، على يد
    المسيو فردينان دلسيبس وامثاله
    ممن اتخذهم سعيد بطانته واوليائه .




  • فعباس
    اذن قد اقصى عنه الخبراء من كبار
    رجال الموظفين الفرنسيين ، فلم
    يعد لهم نفوذ لديه ، بل لم يكن
    يعاملهم معاملة عطف واحترام ،
    واستغنى عن خدمة بعضهم .




  • وعلى
    العكس ، بدأ النفوذ الانجليزى فى
    عهده على يد المستر ( مرى ) القنصل
    البريطانى فى مصر وقتئذ ، فقد كان
    له عليه تأثير كبير ، وله عنده
    كلمة مسموعة .




  • ولايعرف
    السبب الحقيقى لهذه المنزله ، سوى
    انها نتيجة المصادفة ، فأن الملوك
    والامراء المستبدين ليس لهم قاعده
    مستقرة ، ولاتصدر اعمالهم عن
    برنامج او تفكير ، بل يتبعون الهوى
    فى كثير من اعمالهم ، وقد يكون
    لكفاءة المسترى مرى دخل فيما ناله
    عند عباس من النفوذ ، وقيل انه كان
    يستعين به فى السعى لدى حكومة
    الاستاته بوساطه سفير انجلترا
    لتغيير نظام وراثة العرش ، كى يؤول
    الى ابنه الهامى ، وفى رواية اخرى
    انه كان يستعين به وبالحكومة
    الانجليزية ليمنع تدخل حكومة
    الاستانه فى شئون مصر اذ كانت تبغى
    تطبيق القانون الاساسى المعروف
    بالتنظيمات على مصر .



السكة
الحديدية بين الاسكندرية والقاهرة 
:






  • ولقد
    فازت السياسة الانجليزية بضم عباس
    الى وجهة نظرها ، فتم على يده
    اصلاح طريق السويس ، ثم شرع فى مد
    السكة الحديدية من الاسكندرية الى
    القاهره سنة 1852 ، وعهد بتخطيط
    العمل الى المهندس الانجليزى
    الشهير بوبرت ستفنسن ، يعاونه
    مهندسون مصريون ، لكن المهندسين
    المصريين هم الذين تم على ايديهم
    انشاء الخط كما يقول المسيو مريو ،
    ومنهم صار لهم فيما بعد شأن كبير
    وتقلدوا كبرى المناصب ، مثل سلامة
    باشا ابراهيم ، وثاقب باشا ، ومظهر
    باشا ، وبهجت باشا ، واستخدم عباس
    فى تعبيد الطريق وتركيب القضبان
    الجنود والبحارة المصريين ،
    وانشىء من سكة الحديد فى عهده الخط
    الموصل بين الاسكندرية وكفر
    الزيات ( سنة 1854 ) ، وتم الخط بأكمله
    فى عهد سعيد ، ويئس المسيو فردينان
    دلسبس من نجاح مشروق شق القناه ،
    ولم يعاوده الامل الى بعد ان تولى
    سعيد باشا الحكم .




  • واذا
    نحن صرفنا النظر عن التراحم
    السياسى بين انجلترا وفرنسا ،
    فمما لاشك فيه ، من وجهة النظر
    المصرية ان مشروع السكة الحديدية
    بين الاسكندرية والقاهرة وبين
    القاهره والسويس انفع للبلاد ،
    وابعد عن الضرر من مشروع القناة ،
    فأن مصر لم تستفد كثيرا من فتح
    قناة السويس ، بل كانت القناه شؤما
    عليها ، ولان السكه الحديدية قد
    نهضت بعمران البلاد التى مرت بها ،
    بخلاف القناة .




  • فأصلاح
    طريق السويس ، والشروع فى مد السكة
    الحديدية بين الاسكندرية
    والقاهرة ، هما اول مافكر فيه عباس
    ، وهما من المشاريع الجليلة ، ولعل
    هذا العمل الوحيد الانشائى الذى
    يذكر لعباس ، لانه لايخفى ان السكك
    الحديدية هى من اعظم دعائم
    العمران والتقدم ، وكانت هذه
    السكة اول خط حديدى انشىء فى مصر ،
    بل فى الشرق قاطبة ، فمصر قد سبقت
    دول الشرق فى اعمال العمران ،
    ولايخفى ان تركيا وهى اقوى دول
    الشرق وقتئذ ، تأخرت عن مصر فى مد
    السكك الحديدية واستخدام
    القطارات البخارية ، وانك لتلمح
    تقدم مصر وسبقها تركيا فى ميادين
    العمران حينما زار السلطان عبد
    العزيز مصر سنة 1863 ، فأنه ركب
    القطار من الاسكندرية الى القاهره
    وقد تملكه العجب ، لانه لم يرى
    القطارات البخارية فى حياته من
    قبل .



ضبط
الامن  :








  • عنى
    عباس بأستتباب الامن ، فضرب على
    ايدى الاشقياء وقطاع الطرق ،
    وطاردهم وعاملهم بقسوة ، فخشوا
    بأسه ، وانقطع دابرهم ، وامن الناس
    شرورهم ، فأستتب الامن فى عهده ،
    وهذا من خير اعماله .



المدارس
والمصانع  :






  • اما
    المدارس فقد ساءت حالتها فى عهده ،
    فألغى معظمها ( بعد الذى عطل منها
    فى اواخر عهد محمد على ) ، واقفلت
    ابوابها بين عاليه وثانويه
    وابتدائيه ، ولم يبق منها الا
    النذر اليسير ، وكأنما كان عباس
    يكره العلم والتعليم ، فأنه لم
    يكتفى بأغلاق معظم المدارس ، بل
    انفذ الى السودان طائفة من كبار
    علماء مصر فى ذلك العهد ، مثال
    رفاعه بك رافع ، ومحمد بيومى افندى
    ، ودقلة افندى ، بحجة انشاء مدرسة
    ابتدائيه بالخرطوم ، والسبب
    الحقيقى هو ابعادهم ونفيهم عن مصر
    ، وقد ساءت حالتهم بعد ذلك ، ومات
    منهم هناك محمد بيومى كبير اساتذة
    الهندسة والرياضيات فى مدرسة
    المهندسخانة .




  • وانتقى
    من تلاميذ المدارس التى الغاها
    عددا منهم ادخلهم مدرسة انشأها
    سنة 1849 ، واسماها ( المفروزة )
    اشارة الى انه افرز تلاميذها من
    بين طلبة المدارس ، وكانت هذه
    المدرسة بمثابة مدرسة تجهيزية
    حربية .




  • واقفل
    مابقى من المعامل والمدارس
    والمصانع التى انشأها جده بحجة
    الاقتصاد فى النفقات .



البعثات 
:






  • ارسل
    الى اوروبا 19 طالبا من تلاميذ
    المدارس المصرية لأتمام دروسهم
    بالمدارس الاوروبية ، على انه
    استدعى معظم اعضاء البعثات الذين
    كانوا يتلقون العلم فى فرنسا منذ
    عهد محمد على .



السودان 
:






  • لم
    يعن عباس بالسودان عناية جده به ،
    ولم يفكر يوما فى زيارة ذلك
    الاقليم العظيم الذى يعد الجزء
    المكمل لمصر ، ليشاهد بنفسه شئون
    البلاد واهلها ، ويتعرف احوالهم
    كما فعل محمد على الذى لم تمنعه
    شيخوخته ومشاغله العديده من ان
    يجوب السودان باحثا مستطلعا .



الجيش
والبحرية  :








  • انفذ
    عباس بعض الاصلاحات الحربيه التى
    فكر فيها ابراهيم باشا قبل وفاته ،
    كتجديد الاستحكامات ، وانشاء
    الطرق الحربيه ، وفيما عدا ذلك فأن
    الجيش لم يكن موضع عنايته ، وقد
    تسرب الى ادارته الخلل وسوء
    النظام ، بعد ان كان مضرب الامثال
    فى النظام والكفاءه على عهد محمد
    على ، وذاد فى اضمحلاله انه ادمج
    فيه نحو ستة الاف من الارناءود ،
    جعلهم خاصة جنده ، وسلحهم
    بالمسدسات ، فكانت لهم فى عهده
    الصوله والسطوة ، وشمخوا بأنوفهم
    فى المصريين ، جنودا وافرادا ،
    وجرد عباس الاهلين من السلاح ،
    وحظر عليهم حمله ، فعاث الارناءود
    فى الارض فسادا ، بما اشتهر عنهم
    من الظلم والعسف والارهاق ، وبقى
    هؤلاء الاخلاط قوام الجيش فى عهده
    .




  • وظل
    سليمان باشا الفرنساوى القائد
    العام للجيش المصرى ، ولكن يده غلت
    عن النهوض به واصلاح شئونه .




  • وساءت
    حالة البحريه بعد ان كانت زاهره ،
    واخذت فى الاضمحلال ، ويرجع ذلك
    الى اهمال عباس اعمال العمران
    عامة ، ثم الى سبب خاص وهو كراهيته
    لعمه سعيد باشا ، ومعلوم ان سعيد
    كانت نشأته فى البحريه ، وكان
    عائدا عاما للاسطول فى عهد محمد
    على ، فلما تولى عباس الحكم فى حقد
    على البحريه جملة واحده ، لحقده
    على سعيد باشا ، فأهمل شأنها
    وتعطلت اعمال الترسانة ، ووقف
    اصلاح السفن ، فسرى اليها العطب
    والتلف .



مقتل
عباس  :






  • اتفقت
    الروايات على ان عباس مات مقتولا
    فى قصره فى بنها ، وهذا امر مقطوع
    بصحته ، ولكن الخلاف فى رواية
    مقتله ، وليس عجيبا ان يختلف
    الرواه فى ذلك ، فأن مقتل عباس كان
    نتيجة مؤامرة من مؤامرات القصور ،
    وهذه المؤامرات لايسهل اكتساب
    حقيقتها ، او الاتفاق على روايتها
    لما يكتنفها من الاسرار ، ولانا
    تقع فى جنح الظلام ، بعيده عن
    الانظار ، فلا يعرف الناس عنها الا
    ماتتناقله الالسنه بعد وقوعها ،
    ومن هنا ينشأ الاختلاف فى الرواية
    ، ولدينا عن مقتل عباس روايتان
    احدهما ذكرها اسماعيل باشا سرهنك
    فى كتابه ( حقائق الاخبار عن دول
    البحار ج2 ص 265 ) والاخرى ذكرتها
    مدام اولمب ادوار كما سمعتها بمصر
    فى اوائل عهد اسماعيل ودونتها فى
    كتابها ( كشف الستار عن اسرار مصر ص
    143 ) .




  • ويؤخذ
    من رواية اسماعيل باشا سرهنك ، ان
    عباس كانت له حاشية من المماليك
    يقربهم اليه ويصطفيهم ، ويتخذ
    منهم خواص خدمه ، وهم عنده من
    المنزله ماجعله يغدق عليهم بالرتب
    العسكرية العالية ، على غير كفاءة
    يستحقونها ، حتى حاز اكثرهم رتبة
    قائمقام وكان لهم كبير من خاصة
    غلمانه ، يسمى خليل درويش بك ،
    وعرف فيما بعد بحسين بك الصغير ،
    وقد اساء هذا الرئيس معاملة اولئك
    المماليك ، فأستطالوا عليه بالغمز
    واللمز ، وخاصة لانه كان صغير السن
    ، فأتخذوا من حداثته مغمز
    الاقاويل ، فسخط عليهم ، وشكاهم
    على مولاه ، فأمر بجلدهم ، فجلدوا
    ، وجردوا من ثيابهم العسكرية ،
    والبسهم خشن اللباس ، وارسلهم الى
    الاصطبلات لخدمة الخيل ، فعز ذلك
    على ( مصطفى باشا ) امين خزانة عباس
    ، لانهم كانوا من اتباعه المقربين
    اليه ، فسعى جهده لدى سيده ليعفو
    عنهم ، فلم ينل بادىء الامر بغيته
    ، فلما ذهب عباس باشا الى قصره فى
    بنها بصحبة احمد باشا يكن
    وابراهيم باشا الالفى محافظ
    العاصمة ، رجاهما مصطفى باشا ان
    يطلبا العفو عنهم ، فطلبا ذلك من
    عباس ، فأجاب ملتمسهما ، واصدر
    امرا بالعفو عنهم ، وردهم الى
    مناصبهم ، فجاءوا الى بنها
    ليرفعوا واجب الشكر للامير ،
    ولكنهم اضمروا الفتك بك انتقاما
    لما اوقع بهم ، فأئتمروا به مع
    غلامين من خدمة السراى ، يدعى
    احدهما عمر وصفى والاخر شاكر حسين
    ، واتفق الجميع على قتله ، وكان من
    عادة عباس عند ان نومه ان يقوم على
    حراسته غلامان من مماليكه ، ففى
    ليلة 18 شوال سنة 1270 ( 14 يوليه سنة 1854
    ) كان الغلامان الذكوران يتوليان
    حراسته ، فجاء المؤتمرون فى غسق
    الليل على اتفاق معهما ، وفتحا لهم
    الباب ، فدخلوا الى غرفة الامير
    وهو نائم ، ولما ارادوا الفتك به
    استيقظ وحاول النجاة ، فصده عمر
    وصفى ، وتكاثر عليه المتأمرون
    وقتلوه ، ثم اوعزوا الى الغلامين
    بالهرب فهربا ، وكتم المتأمرون
    الخبر الى اليوم التالى ولما لم
    يستيقظ الامير فى موعده دخل عليه
    احمد باشا يكن وابراهيم باشا
    الالفى فوجداه مقتولا ، فذعرا
    لهذه الفاجعة ، واتفقا على اخفاء
    الخبر حتى نقل الامير القتيل الى
    القاهره فى عربة ووصلا الى قصره
    بالحلمية ، وهناك ذاع خبر قتله .




  • تلك
    خلاص رواية اسماعيل باشا سرهنك .




  • اما
    رواية مدام اولمب ادوار فخلاصتها
    ، ان الاميرة نازلى هانم عمة عباس
    هى التى ائتمرت به وهى فى الاستانه
    ، وانفذت مملوكين من اتباعها
    لقتله ، واتفقت واياهما على ان
    يعرضا انفسهما فى سوق الرقيق
    بالقاهره ، كى يشتريهما عباس
    ويدخلهما فى خدمته ، وكان
    المملوكان على جانب من الجمال ،
    مما يرغب وكيل الامير فى شرائهما ،
    فجاءا الى القاهره فعلا ونزلا الى
    سوق الرقيق ، الى راهما وكيل
    الامير ، فراقه جمالهما ،
    فأشتراهما وادخلهما سراى مولاه
    ببنها ، فأعجب بهما عباس ، وعهد
    اليهما بحراسته ليلا ، قالت مدام
    الومب ادوار ، فلما كانت الليلة
    الاولى لم يجروء المملوكان على
    ارتكاب القتل ، لانهما خشيا بأس
    عباس اذ كان قوى البنيه ، شديد
    البطش ، وخافا ان يقاومهما وينجو
    من فتكهما ، فينكل بهما اشد تنكيل
    ، ويوردهما موارد الهلاك المحتوم
    ، فأنقضت الليلة الاولى بسلام ،
    ومرت ايام عدة وهما يستجمعان
    قوتهما لانفاذ القتل عند سنوح
    الفرصه ، حتى جاءتهما النوبة
    ثانية لحراسة مولاهما ، فاعتزما
    ان يكونا اكثر شجاعة من قبل فلم
    يكد يستغرق عباس فى النوم حتى
    انقضا عليه وقتلاه ، ولم يدعا
    الوقت لصيح او يقاوم ، ولما ارتكبا
    الجريمة نزلا اصطبلات الخير
    الملحقة بالسراى ، وطلبا الى
    السائس ان يجهز لهما فورا جوادين
    بحجة ان الباشا يطلب حاجه له من
    قصره بالعباسية ، فلم يشك الخادم
    بالامر ، وجهز لهما الجوادين
    فسارا بهما عدوا الى القاهرة ، ومن
    هناك فرا الى الاستانة ، حيث
    نقدتهما الاميرة نازلى مكافأة
    سخية على انفاذ المؤامرة .




  • وتقول
    مدام اولمب ادوار ان الهامى باشا
    تعقب المملوكين القاتلين ليثأر
    لأبيه ، فألتقى بأحدهما فى
    الاستانه ، وقتله رميا برصاص
    مسدسه ، ولم يستطع اللحاق بالثانى
    ولم يعثر له على مكان ، وقيل انه
    اوى الى بلاد الارناءود فرارا من
    القتل .




  • فالروايتان
    مع اختلافهما فى بيان المحرضين
    على القتل وطريقة ارتكاب الجريمة
    متفقتان كما ترى فى ان عباس مات
    مقتولا اثر مؤامرة دبرت لقتله
    وانفذت فى قصره ببنها .



ميزة
عباس  :








  • كان
    عهد عباس كما ترى خلوا من اعمال
    النهضة والعمران ، اللهم ماكان من
    انشاء سكة الحديد بين القاهره
    والاسكندرية ، واصلاح سكة السويس
    الحجرية .




  • على
    ان لعباس ميزة اخرى يجب ان يذكرها
    له التاريخ ، وهى انه لم يفتح على
    مصر ابواب التدخل الاجنبى ، فلم
    يمكن للاجانب فى البلاد ، ولم يمد
    يده الى الاستدانه منهم ، بل ترك
    خزانة مصر حره من اثقال الديون
    الاجنبية التى كبلها بها خلفاؤه
    من بعده ، وكان يجتهد دائما فى سد
    عجز الميزانيه ، دون ان يلجأ الى
    القروض ، ولم يكن يميل الى منح
    الاوروبين امتيازات بأستثمار
    مرافق البلاد ، فهذه ميزه يجب ان
    تذكر له بالخير ، ويمتاز من هذه
    الناحية على سعيد واسماعيل ، فخطأ
    سعيد باشا انه منح المسيو فردينان
    دلسبس امتياز حفر قناة السويس ،
    وافتتح عهد الاقتراض من الخارج ،
    وخطأ اسماعيل انه كبل مصر بالديون
    الجسيمة التى اقترضها من البيوت
    الاوربية .









زوجات
عباس حلمى ومستولداته :


  • ماهوش

    قادين

    وقد

    رزق

    منها

    الأمير

    إبراهيم

    الهامي

    باشا 


  • شازدل

    قادين

    الجركسية

    وقد

    رزق

    منها

    الأمير

    مصطفى

    والأميرة

    حواء


  • هواية

    قادين

    وقد

    رزق

    منها

    الأمير

    محمد

    صديق

    والأميرة

    عائشة 


  • همدم

    قادين


  • برلانته

    هانم


http://www.gzl7.com/vb/showthread.php?p=185147

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق