في فترة الخطبة وبداية الزواج يكون أحد الزوجين صورة مثالية عن الطرف الآخر ، ثم يفاجأ بالعيوب الطبيعية التي لم يكن يتوقعها. عوضاً عن قلة التفاهم وانعدام لغة الحوار مما يؤدي لمزيد من المشاكل فيتجاهل أحدهما الآخر تجنباً للمشاكل. كما أن ضغوط العمل والأعباء المالية والأعمال المنزلية من أكثر أسباب الروتين والملل الزوجي. وفتور العلاقة الزوجية بين الزوجين لتصبح روتيناً مملاً و”تقضية واجب “، حتى جنسياً.
وبعدما تزداد ضغوط الحياة وتنطفئ شمعة الحب وتظهر حقيقة الأشخاص، يحاول بعض الأشخاص أن يحيا الحب داخل قلوبهم من جديد لاستكمال الحياة مع الشريك، أما الآخرون فيرفعون راية الاستسلام ويعيشون حياتهم مع الشريك من أجل الاستقرار فقط. فالطلاق الصامت هو نهاية غير رسمية للزواج.
عقد الزواج سارٍ ولكن الحب انتهى وانتهت معه المشاركة في الحياة، فالزوجان يعيشان كالغريبين، وكأنه زواج كاثوليكي لا طلاق فيه. هذا النوع من الانفصال الصامت ظهر حديثاً في مجتمعاتنا العربية بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي أصبحت تنظر للطلاق والمُطلّقة نظرة دونية بعض الشيء، غير أن المنفعة المتبادلة بين الزوجين بعدم تحمل تكاليف الطلاق والنفقة من جانب الزوج ورغبة الزوجة في وجود أب في حياة الأبناء ولو بصورة شكلية تصل بنا إلى تلك النتيجة.
وتنصح بأهمية مشاركة الأزواج معاً في الأنشطة اليومية والاهتمامات والهوايات والأعمال المنزلية، فابتعاد كل منهما عن الآخر في هوايات وأنشطة منفصلة يصيب العلاقة بالبرود واللامبالاة، فيجب أن يخصصا وقتاً للتنزه معاً أو ممارسة الرياضة أو حتى ألعاب الفيديو ومشاهدة برامج التليفزيون.
كما أن السفر له فوائد عظيمة في تجديد الطاقة الإيجابية وكسر الروتين، وقيام الزوجين معاً برحلة سياحية أو زيارة إحدى المدن الساحلية يزيل التوتر والضغوط النفسية.
علماً أن التخطيط وحده للرحلة يؤدي لحالة من الحماس والترقب.
والإجازة من الحياة الزوجية أحياناً ينصح بها استشاريو الزواج بإعطاء الزوجين فرصة للابتعاد أحدهما عن الآخر لفترة يتفقان عليها، هذه الفترة تشحن طاقتهما واشتياقهما لحياتهما الزوجية معاً.
الاستشاري النفسي جمال فرويز يقول إن الطلاق الصامت أصبح مشكلة يعاني منها العديد من المنازل المصرية، وسببها أن أحدهما يتنازل للآخر بسبب ضعفه واحتياجه، فيقوم بالتنازل ومشاركة الحياة معه بشكل اجتماعي فقط كأحد الحلول ذات الشكل الاجتماعي الأنيق، ولكن بعض الأفراد يرفضون ذلك لأن الحياة معاً تصبح مستحيلة.
ويضيف فرويز “الأطفال هم من يدفعون الثمن في جميع الأحوال، في الطلاق الصامت قد يكون الأمر أهون من الطلاق الحقيقي، فهم لا يشعرون بالتشتت بين الأب والأم، فإذا اضطر الأهل للطلاق الصامت فمن المستحسن أن يحصل باحترام بين الزوجين واحترام حرية الآخر المطلقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق