من خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله ...... عن التسبيح بتصرف - منتديات غزل القلوب

من خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله ...... عن التسبيح بتصرف - منتديات غزل القلوب

من خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله ...... عن < التسبيح > بتصرف




* من خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله ...... عن < التسبيح > بتصرف :

- التسبيح: هو حيثية الإيمان بالله؛ لأنك تؤمن أن مَنْ آمنت به فوق كل شيء .
- والتسبيح: هو التنزيه، وهذا ثابت لله تعالى قبل أن يوجد مِنْ خَلْقه مَنْ يُنزِّهه، والحق سبحانه مُنزَّه بذاته . وكذلك فصفات الكمال في الله تعالى موجودة قبل أن يوجد الخَلْق.

لذلك فإن المتتبع لهذه المادة في القرآن الكريم مادة (سبح) يجدها بلفظ (سُبْحان) في أول الإسراء : { سُبْحَانَ الذي أسرى..} [ الإسراء: 1] ومعناها أن التنزيه ثابت لله تعالى قبل أن يخلق من ينزهه.
ثم بلفظ: { سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السماوات والأرض..} [ الحديد: 1] بصيغة الماضي، والتسبيح لا يكون من الإنسان فقط ، بل من السماوات والأرض، وهي خَلْق سابق للإنسان .
ثم يأتي بلفظ: { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض..} [ الجمعة: 1] بصيغة المضارع ؛ ليدل على أن تسبيح الله ليس في الماضي، بل ومستمر في المستقبل لا ينقطع.

- وصدق تعالي إذ يقول : { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } [ الإسراء] يسبح بلسان الحال ولسان المقال - فعم َّ بعد ذلك الأشياء ؛ فما من شيء في هذا الوجود من المخلوقات إلا ناطقٌ بعظمة الله ، شاهدٌ بوحدانيته جلَّ وعلا . السماواتُ تسبّح الله في زرقتها ، والحقولُ في خضرتها ، والبساتينُ في نضرتها ، والأشجار في حفيفها ، والمياهُ في خريرها ، والطيورُ في تغريدها ، والشمسُ في شروقها وغروبها ، والسُّحبُ في إمطارها ، والكل شاهد بالوحدانية للّه .

إذن: ما دام التسبيح والتنزيه ثابتاً لله تعالى قبل أن يخلق مَنْ يُنزِّهه ، وثابتاً لله من جميع مخلوقاته في السماوات والأرض ، فلا تكُنْ أيها الإنسان نشازاً في منظومة الكون، ولا تخرج عن هذا النشيد الكوني ؛ لذا : { سَبِّحِ اسم رَبِّكَ الأعلى} [ الأعلى: 1] ـ وهي آخر آية تسبيح من المُسبحات السبع .

فسبحان الله الذي تسبح له السموات العلي والأرض ومن فيهن ، سبحان العلي الأعلي ، سبحانه وتعالي علوا كبيرا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق