القرآن تدبر وعمل  صفحة رقم 71 سورة آل عمران 

حفظ سورة آل عمران – صفحة 71 – نص وصوت

 

الوقفات التدبرية

( 1 )

{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ
وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنْ حَوْلِكَ }

لعل المراد بهذه الرحمة ربطه سبحانه وتعالى على جأشه
صلى الله تعالى عليه وسلم، وتخصيصه له بمكارم الأخلاق،
وجعل الرفق ولين الجانب مسبباً عن ربط الجأش؛
لأن من ملك نفسه عند الغضب كان كامل الشجاعة
الألوسي: 4/105.

السؤال :

ما علامة رحمة الله بالعبد المذكورة في الآية ؟

( 2 )

{ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ }

وقد قيل : إن الله أمر بها نبيه لتأليف قلوب أصحابه،
وليقتدي به من بعده،
وليستخرج بها منهم الرأي فيما لم ينزل فيه وحي من أمر الحروب ،
والأمور الجزئية، وغير ذلك ، فغيره ﷺ أولى بالمشورة
ابن تيمية: 2/161.

السؤال :

بين بعض حِكَم الأمر للنبي صلي الله عليه وسلم
بمشاورة أصحابه ؟

( 3 )

{ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ }

إشعار بمنزلة الصحابة ، وأنهم كلهم أهل اجتهاد ،
وأن باطنهم مرضي عند الله تعالى
الألوسي: 4/107.

السؤال :

في الآية رد على بعض الفرق الضالة بشأن الصحابة،
وضح ذلك؟

( 4 )

{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ
إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ }

التوكل هو الاعتماد على الله في تحصيل المنافع ،
أو حفظها بعد حصولها، وفي دفع المضراتورفعها بعد وقوعها ،
وهو من أعلى المقامات لوجهين :

أحدهما قوله :

{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } ,

والآخر : الضمان الذي في قوله :

{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }
ابن جزي: 1/164.

السؤال :

لمَ كان التوكل على الله من أعلى المقامات؟

( 5 )

{ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ
وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ }

{ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ } ويكلكم إلى أنفسكم
{ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ } فلا بد أن تنخذلوا
ولو أعانكم جميع الخلق
وفي ضمن ذلك الأمر بالاستنصار بالله ،
والاعتماد عليه، والبراءة من الحول والقوة
السعدي: 154

السؤال :

مساعدة الأقوياء لك
هل تغني عن الاعتماد والتوكل على الله سبحانه ؟

( 6 )

{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ }

تقديم التلاوة لأنها من باب التمهيد،
ثم التزكية لأنها بعده ؛
وهي أول أمر يحصل منه صفة يتلبس بها المؤمنون ،
وهي من قبيل التخلية المقدمة على التحلية ؛
لأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح
ثم التعليم لأنه إنما يحتاج إليه بعد الإيمان
الألوسي : 4/114

السؤال :

ما الحكمة في ترتيب التلاوة ثم التزكية ثم التعليم ؟

( 7 )

{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا
قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

وأخبر أن ما يحصل لهم من مصيبة
انتصار العدو وغيرها إنما هو بذنوبهم،

فقال تعالى في يوم أحد :

{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا
قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ }
ابن تيمية : 2/167.

السؤال :

ما سبب المصائب على الفرد والمجتمع ؟

التوجيهات

1- الرحمة، والعفو، والتواضع،
ولين الجانب، من أهم صفات الداعية

{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }

2- تذكر أن طلب النصر من غير الله خذلان،
والمنصور من نصره الله،
والمخذول من خذله الله عز وجل

{ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ
وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ }

3- لا تنس دائما أن الذنوب والمعاصي
هي سبب الخسران والهزيمة وعدم التوفيق،

{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا
قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

العمل بالآيات

1- اسأل الله سبحانه أن يرزقك الرحمة بإخوانك،
واللين لهم، وشاورهم ببعض أمورك،
ودرب نفسك على هذه الصفات،

{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }

2- حدد اليوم الأمور التي تسبب لك قلقاً في حياتك،
ثم تأمل كثيراً في صفات الله المناسبة لها؛
لتكون حافزاً لك للتوكل على الله سبحانه،

{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ
إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ }

3- حدد لك ورداً يومياً من القرآن الكريم،

{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ }

معاني الكلمات

فَظًّا : سَيِّئَ الخُلُقِ

يَغُلَّ : يَأْخُذَ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ قِسْمَتِهَا

بَاءَ : رَجَعَ

▪ تمت ص 71

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق