أخبر أن ما أصابهم يوم التقى الجمعان ” جمع المسلمين وجمع المشركين في أحد “ من القتل والهزيمة أنه بإذنه وقضائه وقدره، لا مرد له، ولا بد من وقوعه، والأمر القدري إذا نفذ لم يبق إلا التسليم له، وأنه قدَّره لحكم عظيمة، وفوائد جسيمة، وأنه ليتبين بذلك المؤمن من المنافق السعدي: 156.
السؤال :
استفاد المسلمون فائدة من الهزيمة في أُحد، فما هي ؟
{ لَوْ أَطَاعُونَا } يريد في ألا يخرجوا إلى قريش. وقوله : { وَقَعَدُوا } أي: قالوا هذا القول وقعدوا بأنفسهم عن الجهاد، فرد الله عليهم بقوله: { قُلْ فَادْرَءُوا } أي: قل لهم يا محمد: إن صدقتم فادفعوا الموت عن أنفسكم و ” الدرء ” : الدفع؛ بين بهذا أن الحذر لا ينفع من القدر، وأن المقتول يقتل بأجله، وما علم الله وأخبر به كائن لا محالة القرطبي: 5/405.
{ بَلْ أَحْيَآءٌ } إعلام بأن حال الشهداء حال الأحياء من التمتع بأرزاق الجنة، بخلاف سائر الأموات من المؤمنين؛ فإنهم لا يتمتعون بالأرزاق حتى يدخلوا الجنة يوم القيامة ابن جزي: 1/166
ولفظ : { عِندَ رَبِّهِمْ } يقتضي علو درجتهم، وقربهم من ربهم، { يُرْزَقُونَ } من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه إلا من أنعم به عليهم، ومع هذا { فرحين بما آتاهم الله من فضله } أي: مغتبطين بذلك ، قد قرت به عيونهم، وفرحت به نفوسهم؛ وذلك لحسنه وكثرته ، وعظمته، وكمال اللذة في الوصول إليه، وعدم المنغص ، فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله، فتم لهم النعيم والسرور السعدي: 156
السؤال :
يجمع الله للشهيد بين نعيم البدن ونعيم القلب والروح , وضح ذلك ؟
لم يفت منهم إلا حياة الكدر التي لا مطمع لأحد في بقائها وإن طال المدى وبقيت لهم حياة الصفاء؛ التي لا انفكاك لها، ولا آخر لنعيمها، فلا فتنة تنالهم، ولا حزن يعتريهم، ولا دهش يلم بهم في وقت الحشر، ولا غيره البقاعي: 2/180.
من إخوانهم الذين تركوهم أحياء في الدنيا على مناهج الإيمان والجهاد ؛ لعلمهم أنهم إذا استشهدواولحقوا بهم، ونالوا من الكرامة ما نالوا؛ فهم لذلك مستبشرون البغوي: 1/448
{ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } كلمة يدفع بها ما يخاف ويكره, وهي التي قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، ومعنى { حَسْبُنَا ٱللَّهُ } : كافينا وحده؛ فلا نخاف غيره، ومعنى: { وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } ثناء على الله، وأنه خير من يتوكل العبد عليه، ويلجأ إليه { فَانْقَلَبُوا } أي: رجعوا بنعمة السلامة،وفضل الأجر ابن جزي: 1/167.
السؤال :
ما معنى ††† قوله تعالي :
{ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } ؟
التوجيهات
1- تيقن أن كل الأحداث التي تحصل في العالم سبق بها علم الله تعالى، ولا تحدث إلا بإذنه ، وأن لها حكماً عظيمة ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق