الفشل التاريخي في مقاومة الآيس كريم البطيخي
حدثني الآيس بن الكريم، اليائس من نظام الرياضة والريجيم، فقال: قرأت في الأثر: (لا يجتمع حُبَّان في قلب واحد)، ولكن أعتقد أن هذا كلام ليس عليه شاهد، وخير دليل على ذلك أنني ابتليت بشيئين أستحق عليهما التوبيخ، وهما حب الآيس كريم وعشق البطيخ، إذ تمكنا من القلب ورشقا في المخيخ، وعجزت عن هجرهما حتى لو نُفيتُ إلى المريخ.
وكما قال الشاعر المُتيّم بحب البطيخ:
ثلاث هن في البطيخ زيْن *** وفي الانسان منقصة وذلـة
خشونه جسمه، والثقل فيه *** وحمرة لونه من غير علـة
إذا شققتــه يومــا تـــراه *** بـدورا أشرقـــت منـها أهلــة
وبالأمس بينما كنت بالتريض أجاهد، وعلى قطع السكريات محافظ ومعاهد، وبعد أن قطعت في المشي أربعة كيلومترات، التفت فوجدت بضعة سيارات، تبيع المرطبات والمثلجات، ولفت نظري أن إحداها تعلق صورة البطيخ في إعلان، فوسوس إليّ الشيطان، وقال هل أدلك على سر في الكتمان، هذا الآيس كريم لا يزيد الأوزان، فكل ما لذ وطاب بأمان، فهو فهو يغيث المكلوم ويشفي السقيم، فدلل نفسك وخذ منه كوبا أو قرطاسا، ولن يراقبك أحد حتى لو كانت وكالة ناسا.
فلم أستطع المقاومة ولا المناورة، واقتربت من عربة آيس كريم مجاورة، وطلبت كما في الصورة هذه البسكوتة، لعلي أخرج طاقتي المكبوتة، وسال لعابي عندما رأيت الآيس كريم الأحمر يتدلى بإغراء من الماكينة، فنزلت على القلب الطمأنينة، وغشيت النفس السكينة، فقبضت عليها بكلتا اليدين، كأنما ظفرت بإحدى الحسنيين، وذاب البطيخ مثلجا على لساني، وتناسيت معه كل أحزاني، ولكن لا أعلم من هو الجاني، أهو اشتياق من نفسي أم نزغة من شيطاني.
منقول من وائل السيد
تم النشر في ١٢ مايو ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق