القرآن تدبر وعمل سورة آل عمران – صفحة 64

حفظ سورة آل عمران – صفحة 64 – نص وصوت 

 

 

الوقفات التدبرية

( 1 )

{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ }

من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤَدِّ شرط الله فيها
ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله

بقوله :

{ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ }
[ المائدة : 79 ]

ابن كثير: 1/374

السؤال:

ذكرت الآية ميزة لهذه الأمة على بقية الأمم، فما هي؟

( 2 )

{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ ۗ }

وأصل ” المعروف ” كل ما كان معروفاً فعله، جميلاً مستحسناً،
غير مستقبح في أهل الإيمان بالله،
وإنما سميت طاعة الله معروفا لأنه مما يعرفه أهل الإيمان،
ولا يستنكرون فعله. وأصل ” المنكر ” ما أنكره الله،
ورأوه قبيحا فعله؛ ولذلك سميت معصية الله منكرا؛
لأن أهل الإيمان بالله يستنكرون فعلها، ويستعظمون ركوبها
الطبري: 7/105.

السؤال :

ما المقصود بالمعروف وما المقصود بالمنكر ؟

( 3 )

{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ }

فالجهاد للْكفَّار أصلح من هلاكهم بِعَذَاب سَمَاء من وُجُوه:
أَحدهَا: أَن ذَلِك أعظم فِي ثَوَاب الْمُؤمنِينَ وأجرهم وعلو درجاتهم؛
لما يَفْعَلُونَهُ من الْجِهَاد فِي سَبِيل الله لأن تكون كلمة الله هِيَ الْعليا،
وَيكون الدِّين كُله لله. الثَّانِي: أَن ذَلِك أَنْفَع للْكفَّار أَيْضاً؛
فَإِنَّهُم قد يُؤمنُونَ من الْخَوْف،
وَمن أسر مِنْهُم وسيم من الصغار يسلم أَيْضا،

وَهَذَا من معنى قَوْله تَعَالَى :

{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } ؛

قَالَ أَبُو هُرَيْرَة :

[ وكنتم خير النَّاس للنَّاس؛
تأتون بهم فِي الأقياد والسلاسل حَتَّى تدخلوهم الْجنَّة ،
فَصَارَت الأمة بذلك خير أمة أخرجت للنَّاس ]
ابن تيمية: 2/122.

السؤال:

جهاد المسلمين للكفار من أوجه خيرية الأمة،
بين ذلك ؟

( 4 )

{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ
أَيْنَ مَا ثُقِفُوٓا۟ إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ
وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ }

ولما أخبر عنهم سبحانه وتعالى بهذا الذل
أتبعه الإخبار بأنه في كل زمان وكل مكان معاملة منه لهم
بضد ما أرادوا؛ فعوضهم عن الحرص على الرئاسة إلزامهم الذلة،
وعن الإخلاد إلى المال إسكانهم المسكنة،
وأخبر أن ذلك لهم طوق الحمامة غير مزائلهم إلى آخر الدهر،
باق في أعقابهم
البقاعي: 2/136.

السؤال:

عوقبت اليهود بالذلة والمسكنة على معصيتين وقعوا فيهما،
فما هما ؟

( 5 )

{ يَقْتُلُونَ ٱلْأَنۢبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ }

أي : يقابلون أنبياء الله الذين يحسنون إليهم
أعظم إحسان بأشر مقابلة؛ وهو القتل،

فهل بعد هذه الجراءة والجناية شيء أعظم منها ؟
السعدي:143.

السؤال:

مقابلة المصلحين بالإساءة والأذى صفة قديمة للمفسدين،
وضح ذلك من الآية ؟

( 6 )

{ لَيْسُوا۟ سَوَآءً ۗ
مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيْلِ
وَهُمْ يَسْجُدُونَ }

وقيام الليل لقراءة العلم المبتغى به وجه الله داخل في هذه الآية،
وهو أفضل من التنفل لمن يرجى انتفاع المسلمين بعلمه
ابن عطية: 1/493

السؤال :

متى تكون مذاكرة العلم ليلا أفضل من قيام الليل بالنوافل ؟

( 7 )

{ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ
وَيُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ وَأُو۟لَٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ }

{ وَيُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ }

 

أي: يبادرون إلى فعل الخيرات والطاعات
خوف الفوات بالموت مثلا، أو يعملون الأعمال الصالحة
راغبين فيها غير متثاقلين لعلمهم بجلالة موقعها وحسن عاقبتها
وهذه صفة جامعة لفنون الفضائل والفواضل،
وفي ذكرها تعريض بتباطؤ اليهود وتثاقلهم عن ذلك
الألوسي: 4/34.

السؤال 

ما الذي دفع المؤمنين إلى المسارعة بالخيرات؟

 

التوجيهات

1- تذكر أن خيرية هذه الأمة المسلمة
أتت من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإيمان بالله،

{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ ۗ }

 

2- الإنصاف في الحكم على المجموعات والأفراد
مأمور به في الشرع،

{ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَٰبِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ
مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ }

 

3- إذا بدأ القتال بان ضعف العدو،

﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّآ أَذًى ۖ
وَإِن يُقَٰتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ }

 

العمل بالآيات

1- مُر اليوم بمعروف، أو انهَ عن منكر،

{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ }

 

2- تذكر معصية أنت متساهل بها،
وابتعد عنها لكي لا تقع في الذلة والمسكنة

{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوٓا۟ إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ
وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ۚ
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا۟ يَكْفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلْأَنۢبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ
ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ يَعْتَدُونَ }

 

3- أرسل رسالة تحذر فيها من أذية العلماء والصالحين؛
فهم ورثة الانبياء،

{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوٓا۟ إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ
وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ۚ
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا۟ يَكْفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلْأَنۢبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ
ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ يَعْتَدُونَ }

معاني الكلمات

ثُقِفُوا : وُجِدُوا

بِحَبْلٍ : بِعَهْدٍ

الْمَسْكَنَةُ : فَقَرُ النَّفْسِ، وَشُحُّهَا

فَلَنْ يُكْفَرُوهُ : فَلَنْ يَضِيعَ عِنْدَ اللهِ

▪ تمت ص 64

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق