فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت،
ولا خطر على قلب بشر، من: أنواع المآكل والمشارب اللذيذة،
والمناظر العجيبة، والأزواج الحسنة، والقصور، والغرف المزخرفة،
والأشجار المتدلية، والفواكه المستغربة، والأصوات الشجية،
والنعم السابغة، وتزاور الإخوان،
وتذكرهم ما كان منهم في رياض الجنان،
وأعلى من ذلك كله وأجل : رضوان الله عليهم،
وتمتع الأرواح بقربه، والعيون برؤيته،
والأسماع بخطابه الذي ينسيهم كل نعيم
لما عبر تعالى عن كمال الاعتقاد بالماضي؛
شرط فيه الدوام والأعمال الظاهرة بقوله :
{وَهُوَ } أي : والحال أنه { مُحْسِنٌ } أي: مؤمن مراقب،
لا غفلة عنده أصلاً، بل الإحسان صفة له راسخة؛
لأنه يعبد الله كأنه يراه
البقاعي: 2/324
وهذان الشرطان لا يصح عمل عامل بدونهما؛
أي: يكون خالصاً صواباً؛ والخالص أن يكون لله،
والصواب أن يكون متابعًاً للشريعة؛ فيصح ظاهره بالمتابعة،
وباطنه بالإخلاص، فمتى فقد العمل أحد هذين الشرطين فسد؛
فمن فقد الإخلاص كان منافقا؛ وهم الذين يراءون الناس،
ومن فقد المتابعة كان ضالاً جاهلاً
ابن كثير:2/530
فالذي أسلم وجهه لله هو الذي يُخلص نيّته لله
ويبتغي بعمله وجه الله
ابن تيمية: 2/345
السؤال :
ما المقصود بإسلام وجهه لله ؟
( 6 )
{ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَٰهِيمَ خَلِيلًا }
وهذا من باب الترغيب في اتباعه؛ لأنه إمام يقتدى به؛
حيث وصل إلى غاية ما يتقرب به العباد له؛
فإنه انتهى إلى درجة الخلة التي هي أرفع مقامات المحبة،
وما ذاك إلا لكثرة طاعته لربه
ابن كثير: 1/530
السؤال :
ما الفائدة العملية
التي يفيدها المؤمن من وصف إبراهيم بالخلة؟
( 7 )
{ وَأَن تَقُومُوا۟ لِلْيَتَٰمَىٰ بِٱلْقِسْطِ }
وهذا يشمل: القيام عليهم بإلزامهم أمر الله،
وما أوجبه على عباده، فيكون الأولياء مكلفين بذلك؛
يلزمونهم بما أوجبه الله. ويشمل:
القيام عليهم في مصالحهم الدنيوية بتنمية أموالهم،
وطلب الأحظ لهم فيها، وأن لا يقربوها إلا بالتي هي أحسن،
وكذلك لا يحابون فيهم صديقاً ولا غيره، في تزوج وغيره،
على وجه الهضم لحقوقهم، وهذا من رحمته تعالى بعباده؛
حيث حث غاية الحث على القيام بمصالح
من لا يقوم بمصلحة نفسه
السعدي: 206
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق