القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 98 سورة النساء

حفظ سورة النساء – صفحة 98 – نص وصوت

الوقفات التدبرية

( 1 )

{ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ۖ
وَعْدَ ٱللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلًا }

فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت،
ولا خطر على قلب بشر، من: أنواع المآكل والمشارب اللذيذة،
والمناظر العجيبة، والأزواج الحسنة، والقصور، والغرف المزخرفة،
والأشجار المتدلية، والفواكه المستغربة، والأصوات الشجية،
والنعم السابغة، وتزاور الإخوان،
وتذكرهم ما كان منهم في رياض الجنان،
وأعلى من ذلك كله وأجل : رضوان الله عليهم،
وتمتع الأرواح بقربه، والعيون برؤيته،
والأسماع بخطابه الذي ينسيهم كل نعيم

السعدي: 205

السؤال : 

فـي الجنة نعيم يفوق نعيم الطعام والشراب، فما هو ؟

( 2 )

{ مَن يَعْمَلْ سُوٓءًا يُجْزَ بِهِۦ
وَلَا يَجِدْ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا *
وَمن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُو۟لَٰٓئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ }

{ مَن يَعْمَلْ سُوٓءًا يُجْزَ بِهِۦ } : وعيد حتم في الكفار،
ومقيد بمشيئة الله في المسلمين

{ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ } : دخلت من للتبعيض رفقاً بالعباد؛
لأن الصالحات على الكمال لا يطيقها البشر

ابن جزي: 1/211

السؤال : 

هل يشترط العمل بكل الصالحات لدخول الجنة ؟
ولماذا ؟

( 3 )

{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا ۗ }

لما عبر تعالى عن كمال الاعتقاد بالماضي؛
شرط فيه الدوام والأعمال الظاهرة بقوله :
{وَهُوَ } أي : والحال أنه { مُحْسِنٌ } أي: مؤمن مراقب،
لا غفلة عنده أصلاً، بل الإحسان صفة له راسخة؛
لأنه يعبد الله كأنه يراه
البقاعي: 2/324

السؤال : 

من أحسن الناس ديناً ؟ ولماذا ؟

( 4 )

{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } 

وهذان الشرطان لا يصح عمل عامل بدونهما؛
أي: يكون خالصاً صواباً؛ والخالص أن يكون لله،
والصواب أن يكون متابعًاً للشريعة؛ فيصح ظاهره بالمتابعة،
وباطنه بالإخلاص، فمتى فقد العمل أحد هذين الشرطين فسد؛
فمن فقد الإخلاص كان منافقا؛ وهم الذين يراءون الناس،
ومن فقد المتابعة كان ضالاً جاهلاً
ابن كثير:2/530

السؤال : 

دلَّت الآية على شرطين لقبول العمل ،
فما هما ؟

( 5 )

{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَٰهِيمَ خَلِيلًا }

فالذي أسلم وجهه لله هو الذي يُخلص نيّته لله
ويبتغي بعمله وجه الله
ابن تيمية: 2/345

السؤال : 

ما المقصود بإسلام وجهه لله ؟

( 6 )

{ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَٰهِيمَ خَلِيلًا } 

وهذا من باب الترغيب في اتباعه؛ لأنه إمام يقتدى به؛
حيث وصل إلى غاية ما يتقرب به العباد له؛
فإنه انتهى إلى درجة الخلة التي هي أرفع مقامات المحبة،
وما ذاك إلا لكثرة طاعته لربه
ابن كثير: 1/530

السؤال : 

ما الفائدة العملية
التي يفيدها المؤمن من وصف إبراهيم بالخلة؟

( 7 )

{ وَأَن تَقُومُوا۟ لِلْيَتَٰمَىٰ بِٱلْقِسْطِ }

وهذا يشمل: القيام عليهم بإلزامهم أمر الله،
وما أوجبه على عباده، فيكون الأولياء مكلفين بذلك؛
يلزمونهم بما أوجبه الله. ويشمل:
القيام عليهم في مصالحهم الدنيوية بتنمية أموالهم،
وطلب الأحظ لهم فيها، وأن لا يقربوها إلا بالتي هي أحسن،
وكذلك لا يحابون فيهم صديقاً ولا غيره، في تزوج وغيره،
على وجه الهضم لحقوقهم، وهذا من رحمته تعالى بعباده؛
حيث حث غاية الحث على القيام بمصالح
من لا يقوم بمصلحة نفسه
السعدي: 206

السؤال : 

القيام الصحيح بأمر اليتامى يتضمن أمرين،
ما هما ؟

التوجيهات

1- الإيمـان الصادق والعمل الصـالح
هما مفتـاح الجنة، وسبب دخولها،

{ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ }

2- العبرة بالعمل الصالح،
أما الأماني والرجاء مع ترك العمل فخدعة من الشيطان،

{ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَآ أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ ۗ
مَن يَعْمَلْ سُوٓءًا يُجْزَ بِهِۦ
وَلَا يَجِدْ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا }

3- كم من الذنوب استصغرتها،
وكانت عند الله كبيرة،

{ مَن يَعْمَلْ سُوٓءًا يُجْزَ بِهِۦ
وَلَا يَجِدْ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا }

العمل بالآيات

1- اعمل اليوم عملاً خالصاً لله سبحانه،
ولا تخبر به من حولك، وكن واثقاً بوعد الله لك،

{ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُو۟لَٰٓئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا }

2- حتى تعرف كيف بلغ إبراهيم عليه السلام رتبة الخلة،
تأمل واستحضر اليوم ابتلاءه في أبيه وابنه وزوجته،

{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا ۗ }

3- ساعد أحد الأيتام اليوم بما تستطيع،

{ وَأَن تَقُومُوا۟ لِلْيَتَٰمَىٰ بِٱلْقِسْطِ ۚ
وَمَا تَفْعَلُوا۟ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِهِۦ عَلِيمًا }

معاني الكلمات

قِيلاً : قَوْلا
نَقِيرًا : قَلِيلاً؛ كَالنَّقْرَةِ وَهِيَ الحُفْرَةُ فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ
أَسْلَمَ : انْقَادَ، وَاسْتَسْلَمَ
حَنِيفًا : مَائِلاً عَنِ الشِّرْكِ إِلَى التَّوْحِيدِ
خَلِيلاً : صَفِيًّا
بِالْقِسْطِ : بِالْعَدْلِ

▪ تمت ص 98

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق