القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 99 سورة النساء

حفظ سورة النساء – صفحة 99 – نص وصوت


الوقفات التدبرية

( 1 )

{ وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ ٱلْأَنفُسُ ٱلشُّحَّ }

جبلت النفوس على الشح؛ وهو عدم الرغبة في بذل ما على الإنسان،
والحرص على الحق الذي له؛

فالنفوس مجبولة على ذلك طبعاً؛ أي:
فينبغي لكم أن تحرصوا على قلع هذا الخلق الدنيء من نفوسكم،
وتستبدلوا به ضده؛ وهو السماحة، وهو بذل الحق الذي عليك،
والاقتناع ببعض الحق الذي لك
السعدي: 207.

السؤال : 

ما تعريف الشح باختصار، وما علاجه؟

( 2 )

{ وَأُحْضِرَتِ ٱلْأَنفُسُ ٱلشُّحَّ ۚ
وَإِن تُحْسِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }

{ وَإِن تُحْسِنُوا۟ } أي: توقعوا الإحسان بالإقامة على نكاحكم
وما نُدِبتم إليه من حسن العشرة وإن كنتم كارهين

{ وَتَتَّقُوا } أي: توقعوا التقوى بمجانبة كل ما يؤذي نوع أذى؛
إشارة إلى أن الشحيح لا محسن، ولا متق

{ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } أي : بالغ العلم به،
وأنتم تعلمون أنه أكرم الأكرمين؛
فهو مجازيكم عليه أحسن جزاء
البقاعي: 2/329.

السؤال :

الجزاء من جنس العمل، وضح ذلك من الآية؟

( 3 )

{ وَإِن تُصْلِحُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا }

{ وَإِن تُصْلِحُوا۟ } ما بينكم وبين زوجاتكم؛
بإجبار أنفسكم على فعل ما لا تهواه النفس،
احتساباً وقياماً بحق الزوجة،

{ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ۟ }: يغفر ما صدر منكم من الذنوب
والتقصير في الحق الواجـب، ويرحمكم
كما عطفتم على أزواجكم ورحمتموهن
السعدي: 207.

السؤال : 
ما جزاء إحسان الزوج إلى زوجته، وعطفه عليها؟

( 4 )

{ وَلَن تَسْتَطِيعُوٓا۟ أَن تَعْدِلُوا۟ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ
وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا۟ كُلَّ ٱلْمَيْلِ }

لاتجوروا على المرغوب عنها كل الجور؛
فتمنعوها حقها من غير رضا منها، واعدلوا ما استطعتم؛
فان عجزكم عن حقيقة العدل لا يمنع عن تكليفكم
بما دونها من المراتب التى تستطيعونها
الألوسي: 5/162.

السؤال : 
العجز عن كمال العدل هل يعتبر مبرراً لوقوع الظلم؟

( 5 )

{ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ
فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا
وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا }

{ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ } معناه :
العدل التام الكامل في الأقوال، والأفعال، والمحبة،
وغير ذلك، فرفع الله ذلك عن عباده؛
فإنهم لا يستطيعون
ابن جزي: 1/213.

السؤال : 
ما العدل الذي لا يستطيعه الزوج بين زوجاته ؟

( 6 )

{ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِـَٔاخَرِينَ }

قال بعض السلف :

ما أهون العباد على الله إذا أضاعوا أمره
ابن كثير: 1/535.

السؤال : 
ما القيمة الحقيقية للإنسان عند الله سبحانه وتعالى؟

( 7 )

{ مَّن مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا
فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ }

{ فَعِنْدَ اللَّهِ } أي: الذي له الكمال المطلق،

{ ثَوَابَ الدُّنْيَا }: الخسيسة الفانية،

{ وَالْآَخِرَةِ }أي: النفيسة الباقية؛ فليطلبها منه؛

فإنه يعطي من أراد ما شاء. ومن علت همته عن ذلك
فأقبل بقلبه إليه، وقصر همه عليه فلم يطلب إلا الباقي؛
جمع سبحانه وتعالى له بينهما؛ كمن يجاهد لله خالصاً؛
فإنه يجمع له بين الأجر والمغنم
البقاعي: 2/333.

السؤال : 
ماذا تفيد من قوله تعالى :

{ فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ }؟

التوجيهات

1- الصلح أحب إلى الله سبحانه من الطلاق،

{ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا
وَالصُّلْحُ خَيْرٌ }

2- احذر من مطاوعة النفس على الشح والطمع،
وربها على الإيثار والسماحة،

{ وَأُحْضِرَتِ ٱلْأَنفُسُ ٱلشُّحَّ }

3- لا تجعل الدنيا أكبر همك،

{ مَّن مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا
فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ }

العمل بالآيات

1- أصلح أو شارك في الإصلاح بين زوجين مختلفين،

{ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا
فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا
وَالصُّلْحُ خَيْرٌ }

2- سل الله تعالى أن يرزقك الإنصاف والعدل،
ودرب نفسك على ذلك،

{ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ }

3- تذكر أمراً ضاق عليك،
وادع الله تعالى بصفتيه :
(الواسع) و(الحكيم) أن يفرجه لك،

{ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا }

معاني الكلمات 

نُشُوزًا : تَرَفُّعًا وَانْصِرَافًا عَنْهَا

وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ : جُبِلَتْ عَلَى الشُّحِّ وَالْبُخْلِ

فَتَذَرُوهَا : تَتْرُكُوهَا

كَالْمُعَلَّقَةِ : الَّتِي لَيْسَتْ بِذَاتِ زَوْجٍ، وَلاَ مُطَلَّقَةٍ

▪ تمت ص 99

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق