إن الشيطان يدخل إلى المرء
عن طريق علمه بخبايا نفسه وشهواتها،
وذلك هو السبب في تراجع المؤمنين عن طريق الله تعالى
فأسلحة الشيطان التي يحاربهم بها ,جاهزة في قلوبهم،
فيدخل إلى هذه القلوب فيختار من هذه الأسلحة ما يفيده في إهلاكهم،
وهو يعلم بأي سلاح يستطيع أن يحارب كلاً منهم
– فهذا يعلم حبه للمال فيدخل إليه من هذا الباب ويحاربه به
– وهذا يعلم حبه للنساء فيدخل إليه من هذا الباب ويحاربه به
– وهذا بطول الأمل فيدخل إليه منه
– وهذا بالغضب والشهوة فيدخل إليه منها ….
وهكذا حتى يمنع المرء عن الله تعالى ويهلكه
قبل أن يصل إلى الله جل وعلا
والعصمة من ذلك
قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( فأعني على نفسك بكثرة السجود )
لأن كثرة السجود هي الطريق لدرجة ورتبة القرب من الله تعالى،
كما قال تعالى :
{ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب }
[ العلق : ١٩ ]
يعني : كلما سجد المرء سجدة تكفَّلت هذه السجدة
بقرب مخصوص يرتفع به المرء قربًا إلى الله تعالى
لأن السجود يطهر النفس عن خبائثها،
ويخرجها من شهواتها وعاداتها، وكذلك السجود هو المؤدي
لإبعاد هذه النفس عن نقائصها وعيوبها التي تقلل درجتها
وكلما تخففت النفس مما هي فيه من آفات ومن مرذول الصفات،
ومما هي فيه من الركون إلى الشهوات والعادات،
ومما هي فيه من خبائثها التي تمنعها من الطُّهر
بحيث تترقى إلى الله تعالى،
كلما ارتقت تلك النفس ووصلت إلى درجة أعلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق