س : ما معنى هذه الآية من سورة ص
{ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي
حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ،
رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ }
[ ص : 32، 33 ] ؟
هذه الآية وردت في سياق
قصة سليمان عليه السلام قال :
{ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي
حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ }
[ ص : 32 ]
وتفسير هذه الآية :
أنه عليه الصلاة والسلام كان يستعرض الخيل
لأن المراد بالخير الخيل ،
وكان يستعرضها بعد العصر حتى غربت الشمس
فقوله تعالى :
{ حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ }
[ ص : 32 ]
يعني : حتى غربت الشمس ونسي أن يصلي العصر ؛
لأن رؤية الخيل شغلته عن ذلك ،
فعند ذلك ندم لما تنبه عليه الصلاة والسلام على ما فعل
وقال :
{ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ }
يلوم نفسه بهذا :
{ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ }
يعني: حتى غربت الشمس :
{ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ }
القول الصحيح في تفسير ذلك :
أنه أمر بذبحها وذلك بضرب سوقها وأعناقها بالسيف،
لأنها شغلته عن طاعة الله عز وجل
فأراد أن يكفر ما حصل بذبح هذه الخيل والتّصدّق بلحمها؛
لأن الخيل على الصحيح يؤكل لحمها،
هذا هو الذي رجحه ابن كثير
ورجحه أيضًا الشوكاني وغيرهما من المفسرين
وهذا قد يعترض عليه بأنه
لماذا يذبح الخيل ويعقرها
وهي لا ذنب لها وهذا فيه إتلاف مال ؟
والجواب عن هذا في أحد أمرين :
– إما لأن هذا جائز في شرع من قبلنا
– وإما أن هذا من العقوبة بإتلاف المال ،
والعقوبة بإتلاف المال جائزة على الصحيح حتى في شرعنا ،
مع أن ذبح الخيل والتصدق بلحمها على الفقراء
والمحتاجين مباح وقربة إلى الله سبحانه وتعالى ،
فليس في هذا غرابة
المنتقى من فتاوى الفوزان
(جزء 1 ، 131)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق