مواقف شهدت لمحمد بن عبد الله قبل النبوة

أيها الأخوة,
وشهد النبي صلى الله عليه وسلم في شبابه حين بلغ العشرين من عمره
حلف الفضول، الذي تداعى زعماء قريش لعقده وتواثقوا بينهم،
ألا يجدوا بمكة مظلوماً إلا نصروه،
ولا صاحب حق مسلوب إلا أعادوا إليه حقه،
هم مشركون، عبّاد أوثان، لكنهم أرادوا إحقاق الحق،

لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

( خيارُكم في الجاهليةِ ، خيارُكم في الإسلامِ إذا فقُهوا )
أخرجه البخاري
عن أبي هريرة في الصحيح

وحينما أسلم أحد أصحاب النبي,
قال له:

(يا فلان أسلمتَ على ما أسلفتَ من خيرٍ )
أخرجهما البخاري ومسلم في الصحيح

فالنبي عليه الصلاة والسلام شهد حلف الفضول
قصة حلف الفضول :

ولهذا الحلف قصة: أن رجلاً من زبيد باع سلعة للعاص بن وائل السهمي،
فماطله في الثمن، فشكا الزبيدي إلى قبائل قريش والأحلاف،
فلم يلتفتوا إليه، فوقف عند الكعبة، وأنشد بأعلى صوته قائلاً:

يا آل فهر لمظلوم بضاعتــه ببطن مكة نائي الدار والنفــر
ومحرم أشعث لم يقض عمرته يا للرجال وبين الحجر والحجر
إن الحرام لمن أثت كرامتــه ولا حرام لثوب الفاجر الغــدر

فأثار هذا الشعر نخوة الزبير بن عبد المطلب
عم النبي صلى الله عليه وسلم، فنادى زعماء قريش،
فاجتمع بنو هاشم، وبنو عبد المطلب، وبنو أسد، وبنو زهرة،
وبنو تميم في دار عبد الله بن جدعان،

وتم عقد هذا الحلف الذي حضره محمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثته،
وقد أشاد به بعد نبوته،

من هنا قال بعض العلماء :

الدنيا تصلح الدنيا لا الآخرة تصلح بالكفر والعدل،
ولا تصلح بالإيمان والظلم

من هنا قال العالم نفسه :

إن الله ينصر الأمة الكافرة العادلة على الأمة المسلمة الظالمة

من هنا طريق النصر,
قال النبي :

( فإنما تنصرون، وترزقون بضعفائكم )
أخرجه أبو داود في سننه

الضعيف ينبغي أن تطعمه إن كان جائعاً، أن تكسوه إن كان عارياً،
أن تعلمه إن كان جاهلاً، أن تعالجه إن كان مريضاً،
أن تؤويه إن كان مشرداً، أن تنصفه إن كان مظلوماً،
حتى نستحق نصر الله عز وجل .

ماذا نستنتج من حلف الفضول ؟

فلذلك هناك ملمح كبير جداً
في أن النبي عليه الصلاة والسلام حضر حلف الفضول ،
وأشاد به بعد بعثته، إذاً: الشيء الصحيح من الطرف الآخر نأخذه،
أنت إذا التقيت مع الطرف الآخر ليكن عقلك مفتوحاً،
في ميزات كبيرة جداً نجدها في العالم الغربي،

لذلك قال بعض العلماء :

إن ثقافة أي أمة ملك البشرية جمعاء،
لأنها بمثابة عسل
استخلص من زهرات مختلف الشعوب على مر الأجيال

وهل يعقل إذا لدغتنا جماعة من النحل
أن نقاطع العسل الذي استخلص من زهراتنا ؟

لذلك سئل أحد المفكرين :

ماذا نأخذ وماذا ندع من حضارة الغرب ؟

قال:

نأخذ ما في رؤوسهم، وندع ما في نفوسهم،
إحساسنا ملكنا، وإحساسهم ملكهم،
والمعرفة قدر مشترك بين كل الشعوب

فأنت حينما ترى شيئاً إيجابياً في العالم الغربي ينبغي أن تأخذه،
فالنبي عليه الصلاة والسلام أثنى على حلف الفضول بعد بعثته،
وحضره قبل البعثة

أي شيء جيد نأخذه عن الآخرين، ونتقوى به،
نحن حينما نقاطع دولة معادية نقاطع بضائعها الاستهلاكية،
أما برامجها وإنجازاتها العلمية ينبغي ألا نقاطعها،
هذه نقوي بها المسلمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق