رسالات المساجد - منتديات غزل وحنين

رسالات المساجد - منتديات غزل وحنين


رسالات المساجــد




وسألتُ عن نورٍ تألـّق في الدّجى بين الضلوعْ
وانساب من بعد الصلاةِ بدفئه بين الجموعْ
مِنْ أين أشرق في دمى ليُضئ في القلب الخشوعْ؟
وتوضأت بسناهُ عند الصبح أوراقُ الزروعْ
لتطيل إن هبّ النسيم ضُحىً- تسابيحَ الركوعْ
****
فأجابني صوت السماء بأنّه نورُ المساجدْ
الله يمنحه لمن هـو قانتٌ لله ساجـدْ
هو من سمات المتقين اللاجئين إلي المساجدْ
***
وسألت عمّا يعترى بعضَ القـلوب من السكينة ْ
مُلِئَتْ بالاطمئنان مهما لاطـم الموجُ السفينة ْ
أصحابها يمشون "هوناً" في "سلامٍ" ينشدونه ْ
لا يقنطون وإن تقاطرت الملمَّاتُ الحزينة ْ
لا يحملون لمن يخادعهم ويؤذيهم ضغينة ْ
****
فأجابني صوت السماء بأنه فيض المساجدْ
لا يعرف الفـزَعَ امرؤٌ متهجّـدٌ لله ساجدْ
تهدىالسلامَ إلي النفوس وتنشرالأمنَ المساجدْ
***
وسألت عن قممٍ لنا ملكـوا مفاتيح العلومْ
قاماتُهم بالعلم صارتْ فوق هاماتِِ النجومْ
بستانهم فيه الثمارُ الخالياتُ مِنَ السمومْ
فأتتْهُ أسْرابُ الطيور .. علي جداوله تَحومْ
لِتلوذ مِنْ وَهج الحياة به .. وتقطف ما ترومْ
فَزِعَ الجرادُ وجاء في حقدٍ بأسلحة الهُجومْ
****
فأجابني صوتُ السماء: العلم من هَدْىالمساجدْ
والله يحفـظ نورَهُ مِنْ كلِّ مغـرورٍ وحاقـدْ
إن التسلح بالمعارف بعضُ أهداف المساجدْ
***
وسألت عن قومٍ شريعتهم تنادى بالسلامْ
وقفوا علي هام الزمان دعـاةَ حبٍّ ووئامْ
الحلمُ شيمتُهمْ . وفيهم إنْ دعى الدّاعي اقتحامْ
بيدٍ .. مصابيحُ الهدى لتنيرَ أوكار الظلامْ
ويدٌ .. إذا عبث الذئاب فبين قبضتها الحُسـامْ
****
فأجابنى صوت السماء بأن ذاهَدْى المساجدْ
يهـوى السلام ويرتضيه مؤمنٌ لله ساجدْ
إن المحبة والعدالة من رسالات المساجدْ
***
وسألت عن قومٍ ٍتحلـّوْا بالأمانة والنقـاءْ
الصدقُ والإخلاصُ فيهمْ والمروءة والوفاءْ
في الحرب هم مثل الأسود أعزَّةً فيهم إباء
في السلم تلقي في نفوسهمُ الوداعة والحياءْ
كرهوا التّزلّف والتكلّف َوالخيانة والرياءْ
تلك المآثر . هل غدتْ سِلَعاً بسوق الأدعياءْ؟
****
فأجاب صوتٌ داخلي .. لينيرَ لي سُـبَلَ المقاصدْ:
الشـرَّ لَنْ يبقي وإن نُظمـت لنصرته القصائدْ
لن يحجبَ "المكياجُ" في يومٍ تجاعيدَ المفاسدْ
سيظلّ فينا الخير ما بقيتْ علي الأرض المساجدْ
إن الفضائل كالزهور وعطرها في الناس خالدْ
هي أيها الحيران بعضٌ من رسـالات المساجدْ

شعر؛ سعيد حسين القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق