تكرار الذنب وتكرار التوبة - منتديات غزل وحنين

تكرار الذنب وتكرار التوبة - منتديات غزل وحنين



تكرار الذنب وتكرار التوبة




























هل تكرار الذنب وتكرار التوبة من الإصرار على المعصية؟


في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:




( إن عبداً أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنباً فقال: رب أذنبت وربما
قال: أصبت فاغفر لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب
ويأخذ به، غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب
ذنبا، فقال رب: أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال: علم عبدي
أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله
ثم أذنب ذنبا وربما قال: أصبت ذنبا، قال: قال رب أصبت
أو قال أذنبت آخر فاغفره لي، فقال :علم عبدي أن له ربا يغفر
الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء.)




قال النووي:




في الحديث أن الذنوب ولو تكررت مائة مرة بل ألفا وأكثر وتاب
في كل مرة قبلت توبته، أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته.
وقوله في الحديث: اعمل ما شئت. معناه: ما دمت تذنب فتتوب غفرت لك.




ولكن ليس في هذا الحديث ترخيص في فعل الذنوب، ولكن فيه الحث على التوبة لمن وقع في الذنب، وأنه لا يستمر على فعله،


وقد قال بعضهم لشيخه:




إني أذنبت، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب،
قال: إلى متى؟ قال: إلى أن تحزن الشيطان.




فكثرة التوبة من الأمور المحمودة عند الله،




وقد قال صلى الله عليه وسلم:




( كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون )
رواه الترمذي وابن ماجه.




وينبغي للتائب أن يتخذ تدابير تعينه على الاستقامة والاستمرار
على التوبة وعدم النكوص وتنكب الطريق، ومن هذه التدابير:




1- دعاء الله بذل وإلحاح أن يرزقه الاستقامة وأن يعينه على التمسك
بدينه، وخير ما يُدعى به ما كان يدعو به رسول الله صلى الله عيله وسلم:
( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
رواه الترمذي.




2- اجتناب أماكن المعصية وأصدقاء السوء الذين يزينون المعاصي له
ويرغبونه فيها، وفي المقابل اتخاذ رفقة صالحة من الشباب المستقيم
المتمسك بالدين، فإن صحبتهم من أعظم أسباب الاستقامة والثبات
على التوبة بعد الله تعالى، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين
أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية،




وقد قال الله تعالى:
{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلَا
تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
{الكهف:28}،




فعلى ذلك التائب أن يفتش عن هؤلاء الشباب، فيعبد الله معهم ويتعاون معهم على فعل الخيرات وطلب العلم النافع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق