القرآن تدبر وعمل سورة آل عمران – صفحة 59

حفظ سورة آل عمران – صفحة 59 – نص وصوت


الصفحة رقم 59 من القرآن الكريم

الوقفات التدبرية

( 1 )

{ يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ
وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }

العلماء إذا لبسوا الحق بالباطل فلم يميزوا بينهما،
بل أبقوا الأمر مبهماً، وكتموا الحق الذي يجب عليهم إظهاره؛
ترتب على ذلك من خفاء الحق وظهور الباطل ما ترتب،
ولم يهتد العوام الذين يريدون الحق لمعرفته حتى يؤثروه،
والمقصود من أهل العلم أن يظهروا للناس الحق، ويعلنوا به،
ويميزوا الحق من الباطل .
السعدي: 134-135.

السؤال :

ما خطورة تلبيس العالم على الناس،
وكتم الحق في أمور الدين؟

( 2 )

{ وَلَا تُؤْمِنُوٓا۟ إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ
قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤْتَىٰٓ أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ
أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۗ
وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ }

التقدير: وَلا تُؤْمِنُوا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، وهم المسلمون؛
أوتوا كتابا سماويا كالتوراة، ونبيا مرسلا كموسى،
وبأن يحاجوكم، ويغلبوكم بالحجة يوم القيامة إلا لأتباعكم؛
وحاصله أنهم نهوهم عن إظهار هذين الأمرين المسلّمين
لئلا يزدادوا تصلبا، ولمشركي العرب لئلا يبعثهم على الإسلام.
الألوسي: 3/200.

السؤال :

الغيرة والحسد قد تمنع من قبول الحق، وضح ذلك من الآية.

( 3 )

{ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِۦٓ
إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ
إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمً }

الآية إخبار أن أهل الكتاب على قسمين: أمين، وخائن،
وذكر القنطار مثالا للكثير، فمن أداه أدى ما دونه.
ابن جزي: 1/150.

السؤال :

بيّن كيف أنصف القرآن الكريم مخالفيه من أهل الديانات الأخرى.

( 4 )

{ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِۦٓ
إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ
إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ۗ }

الأمانة عظيمة القدر في الدين،
ومن عظم قدرها أنها تقوم هي والرحم على جنبتي الصراط،
كما في صحيح مسلم، فلا يُمَكَّن من الجواز إلا من حفظهما.
القرطبي: 5/178-179.

السؤال :

بين عظم الأمانة، وخطر الخيانة باختصار؟

( 5 )

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ
سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ }

(ليس) عليهم (في الأميين سبيل) أي:
ليس عليهم إثم في عدم أداء أموالهم إليهم؛
لأنهم بزعمهم الفاسد، ورأيهم الكاسد قد احتقروهم غاية الاحتقار،
ورأوا أنفسهم في غاية العظمة، وهم الأذلاء الأحقرون،
فلم يجعلوا للأميين حرمة، وأجازوا ذلك، فجمعوا بين أكل الحرام،
واعتقاد حله، وكان هذا كذبا على الله.
السعدي: 135.

السؤال :

احتواء اليهود لأكثر أموال العالم مبني على قاعدة فاسدة،
بينها من الآية؟

( 6 )

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ
سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

وذلك أن اليهود قالوا: أموال العرب حلال لنا؛ لأنهم ليسوا على ديننا،
ولا حرمة لهم في كتابنا، وكانوا يستحلون ظلم من خالفهم في دينهم.
البغوي: 1/371.

السؤال :

إلى أي حد بلغ ظلم اليهود وعنصريتهم؟

( 7 )

{ بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِۦ وَٱتَّقَىٰ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ }

الوفاء بالعهود من التقوى التي يحبها الله،
والوفاء بالعهود هو جملة المأمور به؛
فإن الواجب إما بالشرع أو بالشرط، وكل ذلك فعل مأمور به،
وذلك وفاء بعهد الله وعهد العبيد.
ابن تيمية: 2/85.

السؤال :

ما فضيلة الوفاء بالعهود المذكورة في الآية؟

التوجيهات

1- إحقاق الحق وبيان ما عند الخصم من صواب منهج إسلامي
في إنصاف الخصوم،

{ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِۦٓ
إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ
إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ۗ }

2- الكبر واحتقار الآخرين
سبب من أسباب أكل أموال الناس بالباطل،

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ }

3- لا تجعل يمينك وحلفك بالله سببًا لبيعك وربحك،

{ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا
أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ
وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }

العمل بالآيات

1- سل الله تعالى من فضله ورحمته؛
ففضل الله سبحانه أوسع مما يتخيله عقلك،

{ قُلْ إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۗ
وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ }

2- ناقش مخالفا لك،
واذكر ما في رأيه من صواب وحق حتى تدرب نفسك
على الإنصاف وقول الحق،

{ وَمِنْ أَهلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِۦٓ
إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ
إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ۗ }

3- تذكر أمانة عندك، وبادر بأدائها إلى أهلها،

{ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِۦٓ
إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ
إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ۗ }

معاني الكلمات

تَلْبِسُونَ : تَخْلِطُونَ.

وَجْهَ : النَّهَارِ أَوَّلَهُ.

بِقِنْطَارٍ : الْمَالِ الْكَثِيرِ.

الأُمِيِّينَ : الْعَرَبِ؛ لأِنَّهُمْ أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ.

خَلاَقَ : نَصِيبَ.

▪ تمت ص 59

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق