القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 95 سورة النساء

حفظ سورة النساء – صفحة 95 – نص وصوت

الوقفات التدبرية

( 1 )

{ وَلْيَأْخُذُوا۟ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ } 

وهذا يدل على تأكيد التأهب والحذر من العدو في كل الأحوال،
وترك الاستسلام؛ فإن الجيش ما جاءه مصاب قط
إلا من تفريط في حذر.

القرطبي: 7/109.

السؤال :

لماذا أُمر المسلمون بأخذ الحيطة والحذر؟

( 2 )

{ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَىٰ
لَمْ يُصَلُّوا۟ فَلْيُصَلُّوا۟ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا۟ حِذْرَهُمْ }

وتدل الآية الكريمة على أن الأَوْلَى والأفضل
أن يصلوا بإمام واحد، ولو تضمن ذلك الإخلال بشيء
لا يخل به لو صَلُّوها بعدة أئمة؛
وذلك لأجل اجتماع كلمة المسلمين واتفاقهم،
وعدم تفرق كلمتهم،
وليكون ذلك أوقع هيبة في قلوب أعدائهم.

السعدي: 198.

السؤال :

دَلَّت الآية على أهمية اجتماع المسلمين وعدم تفرقهم،
وضِّح ذلك؟

( 3 )

{ فَإِذَا سَجَدُوا۟ فَلْيَكُونُوا۟ مِن وَرَآئِكُمْ
وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا۟ فَلْيُصَلُّوا۟ مَعَكَ
وَلْيَأْخُذُوا۟ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ }

هذه الآية تدل على أن صلاة الجماعة فرض عين من وجهين :

أحدهما : أن الله تعالى أمر بها في هذه الحالة الشديدة؛
وقت اشتداد الخوف من الأعداء وحَذَرْ مهاجمتهم؛
فإذا أوجبها في هذه الحالة الشديدة فإيجابها في حالة الطمأنينة
والأمن من باب أولى وأحرى.

– والثاني : أن المصلين صلاة الخوف يتركون فيها كثيراً
من الشروط واللوازم، ويعفى فيها عن كثير من الأفعال
المبطلة في غيرها، وما ذاك إلا لتأكد وجوب الجماعة؛
لأنه لا تعارض بين واجب ومستحب، فلولا وجوب الجماعة
لم تترك هذه الأمور اللازمة لأجلها.

السعدي: 198.

السؤال :

كيف تستدل بهذه الآية على وجوب صلاة الجماعة ؟

( 4 )

{ وَخُذُوا۟ حِذْرَكُمْ ۗ
إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَٰفِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا }

لما كان الأمر بالحذر من العدو موهما لغلبته واعتزازه؛
نفى ذلك الإيهام بالوعد بالنصر، وخذلان العدو؛
لتقوى قلوب المأمورين،
ويعلموا أن التحرز في نفسه عبادة.

الألوسي: 5/137.

السؤال :

لم ختمت الآية بالوعيد للكافرين ؟

( 5 )

{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ
فَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ قِيَٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ }

يأمر الله تعالى بكثرة الذكر عقيب صلاة الخوف،
وإن كان مشروعاً مرغباً فيه أيضاً بعد غيرها،
ولكن ههنا آكد؛ لما وقع فيها من التخفيف في أركانها،
ومن الرخصة في الذهاب والإياب،
وغير ذلك مما ليس يوجد في غيرها.

ابن كثير: 1/521

السؤال :

لماذا خُصَّت صلاة الخوف بالتنصيص على الذكر بعدها ؟

( 6 )

{ وَلَا تَهِنُوا۟ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ
إِن تَكُونُوا۟ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ
وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ }

إن الألم لا ينبغي أن يمنعكم؛
لأن لكم خوفا من الله تعالى ينبغي أن يحترز عنه فوق الاحتراز
عن الألم، وليس لهم خوف يلجئهم الى الألم،
وهم يختارونه لإعلاء دينهم الباطل، فما لكم والوهن.

الألوسي: 5/138.

السؤال :

الخوف من الله ورجاؤه يمنع المجاهد في سبيل الله
من الشعور بالهوان, وضح ذلك ؟

( 7 )

{ وَلَا تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا }

قال العلماء :

[ ولا ينبغي إذا ظهر للمسلمين نفاق قوم
أن يجادل فريق منهم فريقاً عنهم ليحموهم ويدفعوا عنهم؛
فإن هذا قد وقع على عهد النبي ﷺ ،
وفيهم نزل قوله تعالى :
{ وَلَا تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا } ]

القرطبي: 7/116.

السؤال :

ما حكم الدفاع عن أهل النفاق ؟

التوجيهات

1- غفلة الإنسان عن ما يصلح دينه ودنياه
مضرة ومذمومة،
وهي في ساحة الجهاد أشد ضررا،

{ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ
فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَٰحِدَةً }

2- الداعية والمجاهد في سبيل الله يقارن نفسه بأهل الدنيا:
كيف يتحملون الأذى في سبيل أهدافهم؛
فعليه أن يتحمل في سبيل نصرة الحق،

{ وَلَا تَهِنُوا۟ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ
إِن تَكُونُوا۟ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ
وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ }

3- احذر من نصرة الخائنين والمخاصمة عنهم،
ولو كانوا أقرب الناس إليك،

{ وَلَا تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا }

العمل بالآيات

1- استخرج من صفة صلاة الخوف
دليلا على وجوب صلاة الجماعة،
وأرسلها في رسالة لزملائك،

{ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ
فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ }

2- اذهب إلى المسجد اليوم مع بداية وقت الصلاة،

{ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ ۚ
إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰبًا مَّوْقُوتًا }


3- 
حدد خطوات تكون فيها أكثر حذراً في استخدام أجهزة الاتصال،
ولا تكن غافلاً عما يُراد بك وبأمة الإسلام؛
فإن الحذر من الأعداء عبادة، والإهمال معصية،

{ وَخُذُوا۟ حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَٰفِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا }

معاني الكلمات

تَغْفُلُونَ : تَسْهَوْنَ.

مَيْلَةً وَاحِدَةً : حَمْلَةً وَاحِدَةً لِيَقْضُوا عَلَيْكُمْ.

كِتَابًا : مَكْتُوبًا مَفْرُوضًا .

مَوْقُوتًا : مُحَدَّدًا فِي أَوْقَاتٍ مَعْلُومَةٍ.

وَلاَ تَهِنُوا : لاَ تَضْعُفُوا.

ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ : طَلَبِ العَدُوِّ .

خَصِيمًا : مُدَافِعًا عَنْهُمْ.

▪ تمت ص 95

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق