القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 132سورة الأنعام

حفظ سورة الأنعام – صفحة 132 – نص وصوت

الوقفات التدبرية

( 1 )

{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ }

المراد بالسماع هنا :
سماع القلب والاستجابة، وإلا فمجرد سماع الأذن
يشترك فيه البر والفاجر؛
فكل المكلفين قد قامت عليهم حجة الله تعالى باستماع آياته.
السعدي:255.

السؤال :

ما الفرق في سماع المواعظ بين المؤمن والغافل ؟

( 2 )

{ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ }

يعني بذلك الكفار؛
لأنهم موتى القلوب، فشبههم الله بأموات الأجساد.
ابن كثير:2/124.

السؤال :

ما وجه الشبه بين الكافر والميت؟

( 3 )

{ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ
ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }

جميع الأشياء- صغيرها وكبيرها- مثبتة في اللوح المحفوظ
على ما هي عليه، فتقع جميع الحوادث طبق ما جرى به القلم،
وفي هذه الآية دليل على أن الكتاب الأول قد حوى جميع الكائنات،
وهذا أحد مراتب القضاء والقدر؛

فإنها أربع مراتب :

· علم الله الشامل لجميع الأشياء
· وكتابه المحيط بجميع الموجودات
· ومشيئته وقدرته النافذة العامة لكل شيء
· وخلقه لجميع المخلوقات
السعدي:255.

السؤال :

كل ما يقع في حياتك يمر بأربع مراتب مقدرة،
فما هي؟

( 4 )

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ *
فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا
وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

ذم الله سبحانه حزبين :

1 – حزب إذا نزل بهم الضر لم يدعوا الله
ولم يتضرعوا إليه ولم يتوبوا إليه؛

كما قال :

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ *
فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا
وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

2 – وحزب يتضرعون إليه في حال الضراء ويتوبون إليه،
فإذا كشفها عنهم أعرضوا عنه

والممدوح : هو القسم الثالث :
وهم الذين يدعونه ويتوبون إليه، ويثبتون على عبادته
والتوبة إليه في حال السراء؛ فيعبدونه ويطيعونه
في السراء والضراء.
ابن تيمية:3/24-25.

السؤال :

اذكر أقسام الناس في الدعاء حال السراء والضراء؟

( 5 )

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ *
فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا
وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

{ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ } :
كان ذلك على وجه التخفيف والتأديب،

{ فَلَوْلَا }: هذا عرض وتحضيض،
وفيه دليل على نفع التضرع حين الشدائد.
ابن جزي:1/270.

السؤال :

في ضوء الآية بين أهمية التضرع في الشدائد؟

( 6 )

{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً
فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }

فتحنا عليهم أبواب كل شيء كان مغلقا عنهم،

{ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا } معناه : بطروا، وأشروا،
وأعجبوا، وظنوا أن ذلك العطاء لا يبيد،
وأنه دال على رضاء الله -عز وجل- عنهم،

{ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } أي: استأصلناهم، وسطونا بهم،

و { بَغْتَةً } معناه : فجأة ؛
وهي الأخذ على غرة.
القرطبي:8/379.

السؤال :

بين استدراج الله سبحانه للغافلين من خلال الآية؟

( 7 )

{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً
فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }

قال الحسن البصري :

[ من وَسَّعَ الله عليه فلم يرَ أنه يَمْكُرُ به فلا رأي له،
ومن قَتَّرَ عليه فلم يرَ أنه يَنظُرُ له فلا رَأْيَ له،
ثم قرأ هذه الآية ]

ابن كثير:2/126.

السؤال :

كيف يتعامل المسلم
مع أحواله المالية من سَعَةٍ وضيق ؟

التوجيهات

1- الهداية بيد الله؛ فاطلبها ممن هي بيده،

{ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ
وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }

2- المرض أو الفقر وآفات الدنيا
قد تذكرك بالله سبحانه وتعالى وترجعك إليه،

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }

3- انفتاح الدنيا إذا كان مصاحبا للبعد عن شرع الله
فقد يكون سبباً أو مقدمة للهلاك،

{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً
فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }

العمل بالآيات

1- حدد نوعاً من البهائم أو الطيور، وتفكر فيها،
وكيف أنها أمة من الأمم،

{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ
إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ
ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }

2- تأمل ما سمعته من الآيات في الصلاة هذا اليوم
وكم فيها من أوامر ونواهٍ، وكم طبقت منها،

{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ
وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }

3- حدد كرباً أصابك، ثم ألح على الله بالدعاء بتفريجه،

{ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ
إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ }

معاني الكلمات

مَا فَرَّطْنَا : مَا تَرَكْنَا

صُمٌّ : الَّذِينَ لاَ يَسْمَعُونَ

وَبُكْمٌ : الَّذِينَ لاَ يَتَكَلَّمُونَ

أَرَأَيْتَكُمْ : أَخْبِرُونِي

بِالْبَأْسَاءِ : الْفَقْرِ

وَالضَّرَّاءِ : الْمَرَضِ

مُبْلِسُونَ : آيِسُونَ، مُنْقَطِعُونَ مِنْ كُلِّ خَيْر

▪ تمت ص 132

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق