القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 133سورة الأنعام
حفظ سورة الأنعام – صفحة 133 – نص وصوت
VIDEO
الوقفات التدبرية
( 1 )
{ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
والحمد لله رب العالمين
على ما قضاه وقدره من هلاك المكذبين؛
فإن بذلك تتبين آياته، وإكرامه لأوليائه،
وإهانته لأعدائه، وصدق ما جاءت به المرسلون.
السعدي:256.
السؤال :
ما وجه ختم آيات عذاب المشركين بالحمد ؟
( 2 )
{ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
وفي ذلك كله تنبيه على أنه يحق الحمد لله عند هلاك الظلمة؛
لأن هلاكهم صلاح للناس، والصلاح أعظم النعم،
وشكر النعمة واجب، وهذا الحمد شكر؛ لأنه مقابل نعمة.
ابن عاشور:7/232.
السؤال :
هلاك الظلمة نعمة من الله تعالى،
بين ذلك ؟
( 3 )
{ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
حمد الله نفسه على أن قطع دابرهم؛
لأنه نعمة على الرسل، فذكر الحمد لله تعليماً لهم
ولمن آمن بهم أن يحمدوا الله على كفايته شر الظالمين.
البغوي:2/22.
السؤال :
ما المشروع لنا إذا رأينا إهلاك الله تعالى للظالمين ؟
( 4 )
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ
وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ
انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ }
وتصريف الآيات :
اختلاف أنواعها؛ بأن تأتي مرة بحجج من مشاهدات
في السماوات والأرض،
وأخرى بحجج من دلائل في نفوس الناس،
ومرة بحجج من أحوال الأمم الخالية التي أنشأها الله.
ابن عاشور:7/235.
السؤال :
كيف يكون تصريف الآيات المذكور في الآية الكريمة ؟
( 5 )
{ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ }
هذا القرآن نذارة للخلق كلهم، ولكن إنما ينتفع به
{ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ }
فهم متيقنون للانتقال من هذه الدار إلى دار القرار؛
فلذلك يستصحبون ما ينفعهم، ويدعون ما يضرهم.
السعدي:257.
السؤال :
لماذا خُصِّصت النذارة بالخائفين من الحشر؟
( 6 )
{ لَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }
وخص الغداة والعشي بالذكر؛
لأن الشغل غالب فيهما على الناس،
ومن كان في وقت الشغل مقبلاً على العبادة
كان في وقت الفراغ من الشغل أعمل.
القرطبي:8/389.
السؤال :
لماذا خص الله سبحانه وقت الغداة والعشي بالذكر ؟
( 7 )
{ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ
وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ
فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ }
نزلت في ضعفاء المؤمنين؛ كبلال، وعمار بن ياسر،
وعبد الله بن مسعود، وخباب وصهيب، وأمثالهم،
وكان بعض المشركين من قريش
قد قالوا للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم
لا يمكننا أن نختلط مع هؤلاء لشرفنا،
فلو طردتهم لاتبعناك.
ابن جزي:1/271.
السؤال :
رسمت هذه الآية
منهجية دعوية في التعامل مع المدعويين,
بينها ؟
التوجيهات
1- هلاك الظالمين لا مناص منه عاجلا، أو آجلا،
{ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً
هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ }
2- استخدم البشارة بالخير،
والتخويف من الشر في نصيحتك ودعوتك إلى الله تعالى،
{ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
3- إذا كان رسول الله وحبيبه ﷺ لا يعلم الغيب،
فمن باب أولى أن يكون غيره لا يعلم الغيب،
{ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ
وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ }
العمل بالآيات
1- بين لمن حولك حقيقة الكهان والعرافين والمنجمين؛
فهم لا يعلمون الغيب،
{ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ
وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ }
2- أرسل رسالة لمن حولك فيها موعظة قرآنية،
{ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ }
3- اجلس اليوم مع بعض الفقراء أو الضعفاء الصالحين؛
ففيها تربية لقلبك على التواضع ولين الجانب،
{ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ }
معاني الكلمات
فَقُطِعَ : اُسْتُؤصِلَ
دَابِرُ الْقَوْمِ : آخِرُهُمْ
نُصَرِّفُ : نُنَوِّعُ
يَصْدِفُونَ : يُعْرِضُونَ
بِالْغَدَاةِ : أَوَّلِ النَّهَارِ
وَالْعَشِيِّ : آخِرِ النَّهَار
تمت ص 133
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق