القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 432 سورة سبأ
الوقفات التدبرية
١
{قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوا۟ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوٓا۟ أَنَحْنُ صَدَدْنَٰكُمْ عَنِ ٱلْهُدَىٰ بَعْدَ
إِذْ جَآءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ }
أي: نحن ما فعلنا بكم أكثر من أنَّا دعوناكم فاتبعتمونا من غير دليل
ولا برهان، وخالفتم الأدلة والبراهين والحجج التي جاءت بها
الرسل لشهوتكم واختياركم؛ ولهذا قالوا: (بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ).
ابن كثير:3/518.
السؤال:
لماذا وُصِف المستضعفون بالمجرمين؟
٢
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوا۟ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوا۟ بَلْ مَكْرُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ إِذْ
تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُۥٓ أَندَادًا ۚ }
المعنى: أن المستضعفين قالوا للمستكبرين: بل مكركم بنا في
الليل والنهار سبب كفرنا.
ابن جزي:2/207.
السؤال:
كل ولاء وتبعيّة مبنيّة على غير شرع الله تنقلب إلى عداوة,
مثّل لهذا من خلال الآية .
٣
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوا۟ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوا۟ بَلْ مَكْرُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ إِذْ
تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُۥٓ أَندَادًا ۚ }
هذه مراجعة من الأتباع للرؤساء حين قالوا لهم: إنما كفرتم ببصائر
أنفسكم، قال المستضعفون: بل كفرنا بمكركم بنا بالليل والنهار،
وأضاف المكر إلى الليل والنهار …
لتدل هذه الإضافة على الدُّؤوب والدوام.
ابن عطية:4/421.
السؤال:
ما رد المستضعفين على رؤسائهم المضلين يوم القيامة ؟
٤
{وَأَسَرُّوا۟ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا۟ ٱلْعَذَابَ }
أي: زال عنهم ذلك الاحتجاج الذي احتج به بعضهم على بعض لينجو
من العذاب، وعلم أنه ظالم مستحق له، فندم كل منهم غاية الندم،
وتمنى أن لو كان على الحق، وأنه ترك الباطل الذي أوصله إلى هذا
العذاب سراً في أنفسهم؛ لخوفهم من الفضيحة في إقرارهم على أنفسهم.
السعدي:681.
السؤال:
لماذا لم يجهر الكافرون بالندامة يوم القيامة ؟
٥
{ وَقَالُوا۟ نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَٰلًا وَأَوْلَٰدًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ }
أي: افتخروا بكثرة الأموال والأولاد، واعتقدوا أن ذلك دليل على
محبة الله تعالى لهم واعتنائه بهم، وأنه ما كان ليعطيهم هذا في
الدنيا ثم يعذبهم في الآخرة.
ابن كثير:3/519.
السؤال:
لماذا ربط الكفار بين كثرة الأموال والأولاد وعدم العذاب؟
٦
{ قُلْ إِنَّ رَبِّى يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
إخبار يتضمن الردّ عليهم بأن بسط الرزق وقبضه في الدنيا معلق
بمشيئة الله؛ فقد يوسع الله على الكافر وعلى العاصي، ويضيق على
المؤمن والمطيع، وبالعكس، فليس في ذلك دليل على أمر الآخرة.
ابن جزي:2/ 208.
السؤال:
ما سنة الله في تقسيم الرزق؟
وهل هي مقياس حقيقيّ للنجاة في الآخرة؟
٧
{ وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن شَىْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُۥ ۖ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ}
قال ابن العربي:
( قد يعوّض مثله أو أَزْيَدَ، وقد يعوض ثواباً، وقد يدخر له، وهو
كالدعاء في وعد الإِجابة) أ.هـ .
قلت: وقد يعوّض صحة، وقد يعوّض تعميراً، ولله في خلقه أسرار.
ابن عاشور:22/221.
السؤال:
اذكر أنواعاً مما يخلفه الله تعالى على عبده إذا أنفق.
التوجيهات
1- تجنب طاعة الكبراء في الباطل، ﴿ قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوا۟ لِلَّذِينَ
ٱسْتُضْعِفُوٓا۟ أَنَحْنُ صَدَدْنَٰكُمْ عَنِ ٱلْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَآءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ﴾
2- احذر من صداقة أهل النفاق الذين يمكرون ويحاولون صدك عن
طاعة الله بأنواع الحيل، ﴿ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوا۟ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوا۟ بَلْ مَكْرُ
ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُۥٓ أَندَادًا ۚ ﴾
3- تذكر أن أهل الكفر والعصيان سيندمون أشد الندم إذا عاينوا العذاب،
﴿وَأَسَرُّوا۟ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا۟ ٱلْعَذَابَ وَجَعَلْنَا ٱلْأَغْلَٰلَ فِىٓ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ۚ
هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾
العمل بالآيات
1- صم يومًا في سبيل لله تعالى، ﴿ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾
2- قل: اللهم اجعلنا عند النعماء من الشاكرين, وعند البلاء من الصابرين،
﴿وَقَالُوا۟ نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَٰلًا وَأَوْلَٰدًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾
3- أنفق من مالك في دعم مشروع دعوي راجياً الخلف من الله تعالى،
﴿ ۚ وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن شَىْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُۥ ۖ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بَلْ تَدْبِيرُ الشَّرِّ لَنَا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ هُوَ الَّذِي أَهْلَكَنَا.
النَّدَامَةَ التَّحَسُّرَ.
يَبْسُطُ يُوسِعُ.
وَيَقْدِرُ يُضَيِّقُ.
زُلْفَى قُرْبَى.
جَزَاءُ الضِّعْفِ الثَّوَابُ المُضَاعَفُ.
الْغُرُفَاتِ المَنَازِلِ الرَّفِيعَةِ فِي الجَنَّةِ.
يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا يَجْهَدُونَ فِي إِبْطَالِ حُجَجِنَا.
مُعَاجِزِينَ مُشَاقِّينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يَفُوتُونَنَا.
مُحْضَرُونَ تُحْضِرُهُمُ الزَّبَانِيَةُ إِلَى جَهَنَّمَ.
وَيَقْدِرُ لَهُ يُضَيِّقُهُ عَلَيْهِ.
تمت الصفحة ( 232 )
انتظروني غدا باذن الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق