ينظر إلى سراب بقلم عبدالحليم الطيطي



ينظر إلى سراب


**كأنّه ينظر إلى سراب

.


..ماذا يشعر هذا الذي ينظر في كلّ مكان


وهو يموت ….


ويفتح عينيه فكأنّهما ثقبين


تنظر منهما إلى نار مشتعلة فيه


يحترق ألَماً ….وهو يفارق كلّ شيء


كأنّه ينظر إلى سراب


وحين تقع عينه على شيء


يريد أن يقوم ليلمس ما يرى بيديه


ولا يقدر …لشدّة تعبه


هو لا يصدّق أنّ كلّ مارآه حقيقة


ويحسَب في لحظة زواله


أنّ كلّ شيء سراب


وأنّ البيت والشجر والسماء تماثيل


وأنّه كأنما وضَع على الأرض بيتاً


وتركه


يسكن فيه أناس ….وتركوه


وأنّه أعطى ماله لخلق كثير


وأنّ ابنه الذي خرج منه يوما


هو صورة زواله


وليس صورة حياته


فيقول الناس بعد أن يزول


هذا ابن ذاك الذي مات


وما هو إلّا


ميت آخر ….لا غير



…وقال وعيناه تدور في بيته

ما هذه البيوت


وليس شيئاً معي وأنا أموت


وماكان حبيبا ….ليس معي


وأموت وحدي ….


فكلّ ما مضى حمولة ميت


تموت إذا يموت


وأريد في ساعة موتي شيئاً حيّا


به يتشبّثُ قلبي


فتهرب عيناي تخترق السقف


هناك الله ….


كم هو كذبة … ما سواه


فحين رأيته عرفتُ أنّني وإيّا ه


كما ظِلّ يحتار كيف أتى لولاه


فما بدّد ظنّي -أنّني كذبةٌ - سواه


وكنتُ كلّما تُهتُ نظرتُ اليه


لأعود إلى الحياة

.

.

.

عبدالحليم الطيطي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق