لماذا لا نشعر بالندم إلا بعد فوات الأوان ؟؟
لماذا لا نشعر بالندم إلا بعد فوات الأوان ؟؟
حادث سيارة ..يعيد الحياة الزوجية
بينما كان الزوج يسير مسرعًا
وهو في طريقه لإنزال زوجته في بيت أهلها نتيجة خلاف حاد بينهما وأثناء
انهماك كل منهما في الشجار والصراخ الذي أوشك أن يصل مداه للسيارات الأخرى
وفي اللحظة التي أوشك فيها الزوج على التلفظ بالطلاق لزوجته اصطدم بسيارته
فانحرفت عن مسارها وتقلبت ولم يوقفها إلا سيارة تقف في طرف الشارع .
بعد
عدة دقائق تنبه الزوج إلى ما حدث والتفت مسرعًا ليتأكد أن زوجته بخير لكنه
لم يجدها في مكانها فقام مسرعًا رغم الرضوض والدماء التي تخرج من جبينه
وأخذ يجري هنا وهناك ويبحث عنها فقد تكون سقطت أثناء تقلب السيارة وبدأ
يصرخ بأعلى صوته هدى ... هدى ... هدى ودموعه تنهمر ومئات الأفكار
والاحتمالات مرت في ذهنه وكانت تلك الثواني كدهر .
اقترب منه بعض الأشخاص ليساعدوه فكان لا يرد على أسئلتهم وإنما يكرر هدى .. هدى
ثم التفت إليهم وهو يقول فقدت زوجتي ... فقدت حبيبتي لا أدري أين سقطت!!!!!
قد تكون في مكان وتحتاج مساعدتي .. أو أنها تتألم الآن ولم أنقذها .. ليتني لم أسئ إليها .. ثم يعود إلى صرخاته وندائه من جديد .
وبعد
هذيان ونحيب توجه مسرعًا إلى السيارة ونظر إلى المقعد الخلفي فوجد زوجته
وحين أقبل ونظر إليها ورغم ما كانت تعانيه من فزع وألم رأى ابتسامة مشرقة
ترتسم على شفتيها لم يرها من قبل إنها ابتسامة الشعور بالحب والترابط
والشعور بالمكانة العظمى عند هذا الزوج .
رفعت رأسها وقالت كنت أسمعك لكني أردت أن أستمتع بصوت لهفتك علي وحرصك على سلامتي فتعانقا وحمدا الله على السلامة وعادا لمنزلهما .
إنه الحادث الأجمل في حياتهما .
ولولا رحمة الله لكان الحادث الأسوأ ولاستمر الذي نجا منهما في ندم طوال حياته على ما قاله وما فعله للطرف الآخر .
هذه القصة أثارت في نفسي عدة تساؤلات !!
لماذا ننتظر الكوارث والقواصم لنصفح ونتغاضى عن زلات أحبابنا ؟
ولماذا لا نشعر بالندم إلا بعد فوات الأوان ؟؟
لنغتنم الفرصة فمازلنا أحياء .. وما زال أحبابنا بجوارنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق