ماشى الحال
ماشى الحال
يحبو الحال حبوا .... ومع هذا نردد دائما " ماشي الحال "
أيها الحال أعلم يقينا أنك لم تعد قادر على المشي والسير على قدميك
لكنني فقط أجاملك حين أردد أمامهم " ماشي الحال "
كى لا تلمح أعينهم عجزك وعكازك
" ماشي الحال " كلمة نستخدمها حتى لو كان الحال " غير ماشي "
فقد نردد " ماشي الحال " ونحن نعلم أن الحال قد لفظ آخر أنفاسه
نرددها فى قمة الألم ...
برغم أن الألم قد حول الحال بنا إلى رجل مسن مقعد
نرددها فى قمة الحنين ...
برغم أن الحنين قد حول قلوبنا إلى مجموعة من أطفال شيب الفقد شعورهم
نرددها فى قمة الحاجة ...
برغم أن الحال عند الحاجة قد تستر خلفنا ضعفا وتوارى تعففا عن السؤال
نرددها فى قمة الخذلان...
برغم أن المواقف المخذلة تحيط بنا كجهات الأرض الأربع
نرددها فى قمة الحزن...
برغم أن خطوط الحزن تحفر فى ملامحنا من الحال المحزن خنادق مرعبة
نرددها فى قمة إحباطنا...
برغم ان غِربان الإحباط تنعق فى رؤسنا صباح مساء
نرددها فى قمة الفقد ...
برغم أن الفقد بنا قد تحول إلى طفل ملهوث إتكأ على صدر الليالي ليبكي بحرقه
فــــــــ " ماشي الحال "
عبارة أصبحت مع الوقت رفيق لسان أثقل الحزن حروفه
عبارة تأتي لحيقة بسؤال يقذف به أحدهم فى وجوهنا ذات تحية
ويمضي دون أن ينتظر الإجابة أو يهتم بطبيعة الحال الذي سأل عنه
فلم يعد الزمن يتسع لإنتظار إجابات الأسئلة
أصبحنا نوجهها من باب العادة والتعود
ولا هو يتسع لوصف الحال الذي أصبحنا عليه
أو للخوض بتفاصيل لا تعني لسوانا شيء
لهذا فنحن
نرددها بإبتسامة برغم أن الدموع تملأ أعيننا
نرددها بتحد برغم أن الهزيمة تحيط بنا
نرددها بنجاح برغم أن الفشل قد نال منا
نرددها بقوة برغم أن الضعف بدأ ينخر بنا
ومع الوقت
أصبحنا نرددها كحالة من الرضا المفتعل
نلجأ إليها لنستر بها ما لايجب أن يُكشف
و لنواري بها ما لا يجب أن يظهر
ل نحمي بها ما لا يجب أن يضعف
ل يبقى الجميل جميلا والقوي قويا والنقي نقيا
من منكم يملك القدرة على الاعتراف ب "الحال الحقيقي" ؟؟؟
من منكم يملك القدرة على وصف الحال بدقة ؟؟
من منكم يملك القدرة على تجريد الحال من عكازه ؟؟
من منكم يتسع وقته لإحترام قدرة الأخرين فى وصف حالهم " غير الماشي " ؟؟
أيها الحال
استمر فى مشيك ... فكل الأشياء سواك توقفت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق