الانسان داخلنا مات

 

الانسان داخلنا مات





اسمحوا لي أن أحدثكم اليوم عن ظاهرة خطيرة فى حياتنا

وهى ظاهرة ندركها جميعا ونشكو منها جميعا ، ونشارك فيها جميعا

وهى ظاهرة موت الإنسان بداخلنا ، وموت المشاعر والعلاقات الاجتماعية ، والإنسانية بيننا

حاصرتنا مجموعة غريبه من وسائل التكنولوجيا وتناثرت حولها بقايانا امام التليفزيون ، وشاشات الكمبيوتر

وأكاذيب الصحافة وألاعيب الإذاعة ، وعمليات غسيل المخ ، والحقائق المزيفة ، وأمام كل هذا فقد الانسان نفسة

وبعد كل هذا هناك اشياء فقدت قيمتها فى سوق المعاملات البشريه

الحب والوفاء والشهامة

سقط الحب صريعا امام سطوة القتل ، والقمع ، والتوحش

وسقطت الشهامة فى مستنقع التردى والانكسار

قديما كانت العلاقات الاجتماعية ، والإنسانية موجودة بيننا ، وكانت الصداقة قيمة كبيرة فى حياتنا نهتم بها

ونحافظ عليها ونرعاها اليوم استبدلنا علاقتنا بالبشر لنقيم علاقة غريبة وعجيبة مع أشخاص المسلسلات التليفزيونية

الذين أصبحنا ننتظرهم ، وأصبحت حياتهم هى محور اهتماماتنا ، وأحاديثنا

وأصبحنا نقضى معظم الوقت نتابع تفاصيل حياتهم حتى لم نعد نمتلك الوقت الذى يمكن أن نزور فيه الأقارب والأصدقاء

وإذا حدث فإنما نقضى تلك الزيارة فى متابعة هذه الشخصيات التليفزيونية

أو الحديث عن آخر أخبارها وضاعت حياتنا

وأصبح التليفون والكمبيوتر والمسج كووول هو الوسيلة الأساسية لصلة الرحم

وهكذا ساهمت التكنولوجيا مع أشياء أخرى كثيرة فى قتل العلاقات الاجتماعية ، والإنسانية

وجاء دور الإعلام بكل أجهزته على راس هذه الأشياء بعدما ساهم بنصيب الأسد فى محاربة الاهتمام بالآخر

إن القيم الاسرية والانسانيه سقطت شهيدة امام ظروف صعبة ومناخ موبوء ارتكبت فيه هذة الاجهزة

اكثر الاخطاء فجاجة في توجيه اجيال اليوم

وهذا هو الفرق بين اجيال صنعها التليفزيون والكمبيوتر بكل قبحة

واجيال عاشت الحياة يوم ان كانت اكثر انسانيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق