أزاى مختش بالـى (قصة قصيرة) - منتديات غزل وحنين

أزاى مختش بالـى (قصة قصيرة) - منتديات غزل وحنين

 
أزاى مختش بالـى (قصة قصيرة)

























أزاى مختش بالـى (قصة قصيرة)











داخل
غرفتة يجلس شاب فى العشرينيات يذاكر يحاول أن يزيح رموز المعلومات التى
تحيط بة يحاول أن يجتهد فحلمة أن يسافر خارج البلاد لكى يجنى المال ويحقق
ذاتة فهذا اليوم هو الاخير فى أمتحانات البكالوريوس فقد كان هذا العام
الدراسى ملئ بالصواعق أنفلونزا الخنازير والغلاء ورمضان والعيد والكساد بل
يمكن ان نقول انة لم يكن هناك عام دراسى من أساسة ومع ذلك فقد كانت
الحكومات المنفذة للتعليم




داخل دولة منخوليا والتى لا تهتهم بالتعليم


شديدة المراقبة مختلفة عن كل عام على غير عادتها جلس تلك الشاب بعد صلاتة
على مكتبة وسأل نفسة لما كل هذا التعقيد هل الخطأ فى نظام التعليم أم فى من
يتعلم وهل المناهج تصلح للفهم أم عديمة الفائدة لاتصلح للتطبيق على ارض
الواقع ولكن من يسمع ومن يحاول التغير.




لملم تلك الشاب حبال صبرة وجمع ما تبقى من قوتة

وقال
لنفسة :هانت يا اس اس كلها النهاردة وتخلص من الهم دة بس ربنا يعديها على
خير عشان انت وقعت فمادتين فـ الترم الاول ولو فية تالتة يبقى هتعيد
السنة وأنا بحلم أخلص والنهاردة هو الفيصل فى تاريخ حياتى الدراسية.


......................................



داخل
لجنة رقم 30 والتى هى عبارة عن طرقة لآحد أدوار الجامعة وأثناء جلوسة
ظهر المراقب فى أواخر ألاربعنيات لحيتة بيضاء ويمسك شنطة فى يدة متوسطة
الحجم وضعها على الا رض وبدء فى توزيع ورق الاجابة على الطلاب الذين تظهر
على ملامحهم علامات الخوق والتعب والضيق والارهاق وبدء الوقت وجلس أس أس
ينظر لورقة الامتحان




قائلا:الزمن
ساعتين والاسئلة ثلاثة يعنى الوقت هيكفى بالعافية وبدء أس أس بحل السؤال
الاول والابتسامة واضحة على وجهة فهو يعرف أجابة السؤال الثانى وباقى من
الزمن ساعة ونصف


...........................



وقف المراقب أمام أحد الطلاب قائلا:

أنا مجنون وموش عاوزين هبل كل واحد يبص فورقتة وميفكرش أنة هيستعمانى .



تمتم أحد الطلبة :اية دة الادارة بعتلنا واحد مجنون هيا نقصة موش كفاية اللى أحنا فية



صرخ المراقب:موش عاوز اسمع حس طلبة أخر زمن



ثم
أنحنى على الارض وأمسك الشنطة وفتحها وأخرج منها ترمس شاى وكوب فارغ وعلبة
سكر وعلبة شاى وهم بصنع كوبا من الشاى أستغرق خمس دقائق وصدر منة أصوات
مزعجة ولفت نظر جميع التلاميذ فقد كان يملئهم الفراغ واليأس وكان أحدهم
يكلم نفسة ويتصبب عرق غزير من وجنتة نظر المراقب لتلك التلاميذ وأقترب منة
أكثر قائلا:حل يا حبيبى مالك عطلان لية؟




ياسر:منا بحل بس الاسئلة موش عاوزة تخلص .



المراقب:ركز بس وان هتفتكر كل حاجة



ياسر:انا كل اللى فاكرة انى عاوز أخش الحمام



المراقب :لا أهو كدة أديك بالجزمة حمام عاوز

تروح الحمام وترجع قال اية ربنا فرجها وأفتكرت

مفيش حمام مزنوق قوى واجة مصيرك وانت قاعد

ثم تحرك المراقب خطوتين ووقف بجوار أ س أس



المراقب:بسم الله ماشاء الله الذكاء هينط من عنيك



أس أس:سبنى ياعم الله يبارك لك موش وقتك خالص

الوقت قصير وانا عاوز أخلص .



المراقب:يا
شباب خدوا الطالب دة قدوة قرب يخلص الامتحان وكمان منظم ومتكلمش مع حد من
اول اللجنة موش أمثالكم عملين زى الصراصير وهفعصكم أشمعنة أنا مكنتش بغش
زمان




ياسر:يا عم سبنا فحالنا موش كفاية فى سؤال موش فى المنهج وكمان أجبارى



أس أس متعجبا:هو فية مشكلة فى الامتحان دة الامتحان زى الفل بس طويل حبتين



صرخ المراقب فى أس أس قائلا:خليك فحالك يا محترم والتزم الصمت وبص لمستقبلك.

.......................................



بعد
أنتهاء الوقت تجمع الطلاب المصابين بحالة من الذهول الشديد والتوهان
الواضح وحالة من فقدان الامل وضياع الحلم فقد كانت حلقة من التعجيز يدور
فيها كل من أراد ان يتعلم كان هذا كل ما يفكر فية تلك الطلاب




وتلك
الاصدقاء مثلهم يتقدمون خطوتين يستقل كل منهم تلك الموتسيكل الصينى الذى
قد حول الشباب الى محترفى ايكروبات الرالى وبدء الاصدقاء فى تبادل اطراف
الحديث متحدثا اس اس:


الحمدلله الامتحان كان زى الفل وعدا على خير يا رجالة.الواحد بقة يستنى نتيجة التصفية .



عفروتو:أنت
بتهذى يا وغد انا موش عارف سر أنبساطك اللى ملوش داعى دة الامتحان زفت
الزفت عاوز سحرة موش طلاب محتاجين قوات خارقة. انت حليت الامتحان كلة




أس أس:مالك بس يا عفريت مالة الامتحان؟



ياسر:خد يا أس أس الامتحان اهو وقولى اية الحلو فية



.قاطعة عفروتو بصوت عالى:



عفروتو:دة الدكتور عامل لينا معركة أكتئاب فاكرأننا كنا بنتعلم فى الفضاء.



امتحان يستحق الاربع سعات موش عقبال منسطر الورقة يخلص الوقت حسبى الله ونعم الوكيل



أخذ
اس أس الورقة ونظر اليها نظرة ذهول كأنة لم يراها من قبل وزاد زعرة
عندما تحدث بأسلوب متقطع:ازاى ....أزاى دةةة الله أزاى يعنى




وأخذ أس أس يقلب ورقة الامتحان وازى بة يرى فى ظهر الورقة ألسؤال الرابع والسؤال الخامس وخالص تمنياتى بالنجاح.



فصرخ أس أس وبقوة :لالا ...أزاى مخدتش بالى أنا مشوفتش السؤالين دول . يا خرابى



تعالى صوت الاصدقاء بطريقة هستيرية على تلك الموقف الذى لن يتكرر فى تاريخ التعليم مهزلة أنسانية



وقطع عفروتو حديث الجميع قائلا بسخرية:

ازاى
طالب زيك المفروض انة هيتخرج محاسب مخدش بالة ان الامتحان خمس اسئلة
وكلمة يتبع فى الورقة الاولى تخيلها برغبتة فى النجاح انها مع اطيب
تمنياتى .فعلا حافظ موش فاهم




فى تلك اللحظة بدء اس اس فى اصدار كلمات غير مفهومة وحدثت لة صدمة عصبية أخرجتة من حلم النجاح لكابوس السقوط والواقع المرير.



فخلع ثيابة ورمى الموتسيكل على الارض وجرى فى الشارع امام الجامعة يصرخ



ويقول:

ازاى ازاى حافظ موش فاهم ..ازاى مخدتش بالى

يالهوى يا خرابى الحكومة دمرتنى يابا موتت حلمى كان نفسى انجح

ومن تلك اللحظة تحول اس اس الى معتوة مئواة هو الرصيف امام محطة مصر يلمع الاحذية بجوار حائط مكتوب علية بخط كبير

(هذا مصير من يتعلم فى بلادى)



وأصبحت أجابتة على اى سؤال :ازاى مختش بالى...اة لو كنت خت بالى .



من هنا يحول الانسان من ناضج واعى الى معتوة

ولكنة مظلوم فى تلك العالم الانانى ومع ذلك فأنى أعشق زمانى.

تمت.

المهاجر الحزين .بسام فوزى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق