القرآن تدبر وعمل – صفحة رقم 40 سورة البقرة
حفظ سورة البقرة – صفحة 40 – نص وصوت
VIDEO
الوقفات التدبرية
( 1 )
{ قَالُوا۟ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ
وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبْنَآئِنَا ۖ
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْا۟ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ
وَٱللَّهُ عَلِيمٌۢ بِٱلظَّٰلِمِي }
وموضع العبرة هو التحذير من الوقوع في مثل حالهم
بعد الشروع في القتال، أو بعد كتبه عليهم
ابن عاشور: 2/484
السؤال:
ما موضع العبرة من هذه الآية؟
( 2 )
{ قَالُوا۟ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ
وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبْنَآئِنَا ۖ
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْا۟ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ
وَٱللَّهُ عَلِيمٌۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ }
فيه إشعار لهذه الأمة بأن لا تطلب الحرب ابتداء،
وإنما تدافع عن منعها من إقامة دينها؛
كما قال سبحانه وتعالى:
{ أُذِن للذين يقاتَلون بأنهم ظلموا }
[ الحج : 39 ]،
فحق المؤمن أن يأبى الحرب ولا يطلبه؛
فإنه إن طلبه فأوتيه عجز كما عجز هؤلاء
حين تولوا إلا قليلاً
البقاعي: 1/470
السؤال :
الأصل أن نبدأ بالدعوة، فمتى إذاً يشرع الجهاد؟
( 3 )
{ قَالُوا۟ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ
وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبْنَآئِنَا ۖ }
فأنبأ سبحانه وتعالى أنهم أسندوا ذلك
إلى غضب الأنفس على الإخراج،
وإنما يقاتل في سبيل الله من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا
البقاعي: 1/472.
السؤال:
من أسباب خذلان الله سبحانه للمقاتل أن تكون نيته
ليست لله سبحانه, وضح ذلك.
( 4 )
{ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْا۟ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ
وَٱللَّهُ عَلِيمٌۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ }
لما فرض عليهم القتال، ورأوا الحقيقة،
ورجعت أفكارهم إلى مباشرة الحرب:
(تولوا) أي: اضطربت نياتهم، وفترت عزائمهم.
وهذا شأن الأمم المتنعمة، المائلة إلى الدعة؛
تتمنى الحرب أوقات الأنفة،
فإذا حضرت الحرب كَعّت وانقادت لطبعها
ابن عطية: 1/331
السؤال:
ما خطورة تربية المجتمع على التنعم؟
( 5 )
{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُۥ بَسْطَةً فِى ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ ۖ }
أي: أتم علماً وقامة منكم؛
ومن ههنا ينبغي أن يكون الملك ذا علم،
وشكل حسن، وقوة شديدة في بدنه ونفسه
ابن كثير: 1/285.
السؤال:
في هذه الآية بعض الصفات التي ينبغي أن يتصف بها الملك،
فما هي؟
( 6 )
{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُۥ بَسْطَةً فِى ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ ۖ }
في تقديم البسطة في العلم على البسطة في الجسم
إيماء إلى أن الفضائل النفسانية أعلى وأشرف من الفضائل الجسمانية،
بل يكاد لا يكون بينهما نسبة
الألوسي: 2/167.
السؤال:
لماذا قدم البسطة في العلم على البسطة في الجسم؟
( 7 )
{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُۥ بَسْطَةً فِى ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ ۖ }
لا تستبعدوا تملكه عليكم لفقره وانحطاط نسبه عنكم؛
أما أولا: فلأن ملاك الأمر هو اصطفاء الله تعالى،
وقد اصطفاه واختاره، وهو سبحانه أعلم بالمصالح لكم،
وأما ثانيا: فلأن العمدة وفور العلم ليتمكن به من معرفة الأمور السياسية،
وجسامة البدن ليكون أعظم خطرا في القلوب،
وأقوى على كفاح الأعداء ومكابدة الحروب
الألوسي: 2/167.
السؤال :
ما الفرق بين المقاييس الربانية والمقاييس البشرية
في اصطفاء البشر؟
التوجيهات
1- الثبات عند الابتلاء من صفات المؤمنين،
{ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْا۟ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ
وَٱللَّهُ عَلِيمٌۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ }
2- قد يصطفي الله من عباده علماء، ودعاة، وعبادا،
وفقراء، وتجارا وملوكا؛ فلا تكن حاسداً لأحد منهم،
{ قَالُوٓا۟ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ
وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ }
3- احذر التطلع إلى المناصب إرضاءً لنفسك
فإنها فتنة وإن ابتليت بها فاستعن بالله عليها،
واقترب من الله أكثر،
{ قَالُوٓا۟ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا
وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ }
العمل بالآيات
1- لا تتمنَّ لقاء العدو، وإن لقيته فاصبر واثبت،
{ قَالُوا۟ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ
وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبْنَآئِنَا ۖ
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْا۟ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ }
2- ألح على الله بالدعاء
أن يجعلك ممن اصطفاه ربنا سبحانه في الدنيا والآخرة
{ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰهُ عَلَيْكُمْ }
3- أكثر اليوم من دعاء:
{ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }
{ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ }
معاني الكلمات
هَلْ عَسَيْتُمْ : هَلِ الأَمْرُ كَمَا أَتَوَقَّعُهُ؟
بَسْطَةً : سَعَةً.
التَّابُوتُ : الصُّنْدُوقُ الَّذِي فِيهِ التَّوْرَاةُ.
تمت ص 40
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق