القرآن تدبر وعمل سورة آل عمران – صفحة 62

حفظ سورة آل عمران – صفحة 62 – نص وصوت


 

الصفحة رقم 62 من القرآن الكريم

الوقفات التدبرية 

( 1 )

{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }

فما كان أحب إلى المرء إذا تقرب به إلى الله تعالى
كان أفضل له من غيره ؛ وإن استويا في القيمة.
ابن تيمية: 2/108.

السؤال :

ما أفضل ما تتقرب به إلى الله تعالى من أموالك ؟

( 2 )

{ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ
إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ
قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }

قال الزجاج :

في هذه الآية أعظم دلالة لنبوة محمد نبينا ﷺ ؛
أخبرهم أنه ليس في كتابهم،
وأمرهم أن يأتوا بالتوراة فأبوا؛
يعني عرفوا أنه قال ذلك بالوحي
القرطبي: 5/204-205.

السؤال :

اذكر دليلاً من هذه الآية على نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام؟

( 3 )

{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ
مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَٰلَمِينَ }

وإنما كانت الأولية موجبة التفضيل؛
لأن مواضع العبادة لا تتفاضل من جهة العبادة –
إذ هي في ذلك سواء
ولكنها تتفاضل بما يحف بذلك من طول أزمان التعبد فيها،
وبنسبتها إلى بانيها، وبحسن المقصد في ذلك.
ابن عاشور: 4/15.

السؤال :

لماذا كانت أولية الكعبة على بقية المساجد موجبة لتفضيلها ؟

( 4 )

{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا }

أي كثير الخير لما أنه يضاعف فيه ثواب العبادة

وقيل:

لأنه يغفر فيه الذنوب لمن حجه وطاف به واعتكف عنده.
ويجوز أن تكون بركته ما ذكر في قوله تعالى:

{ يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ }
[ القصص : 57 ] ،

وقيل: بركته دوام العبادة فيه ولزومها.
الألوسي: 4/5.

السؤال :

بيّن بعض مظاهر البركة في البيت الحرام ؟

( 5 )

{ فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا }

{ فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ } 

آيات البيت كثيرة: منها: الحجر الذي هو مقام إبراهيم،
وهو الذي قام عليه حين رفع القواعد من البيت،
فكان كلما طال البناء ارتفع به الحجر في الهواء حتى أكمل البناء،
وغرقت قدم إبراهيم في الحجر كأنها في طين، وذلك الأثر باق إلى اليوم.
ومنها: أن الطيور لا تعلوه، ومنها: إهلاك أصحاب الفيل،
ورد الجبابرة عنه، ونبع زمزم لهاجر أم إسماعيل بهمز جبريل بعقبه،
وحفر عبد المطلب بعد دثورها، وأن ماءها ينفع لما شرب له،
إلى غير ذلك.
ابن جزي: 1/153.

السؤال :

عدد بعض آيات البيت الحرام؟

( 6 )

{ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ
وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ }

من لم يحجه مع الاستطاعة
كفر بالنعمة إن كان معترفاً بالوجوب,
وبالمروق من الدين إن جحد
البقاعي: 2/128.

السؤال :

ما المقصود بالكفر في حق من لم يحج ؟

( 7 )

{ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ }

أفعال الله تعالى وأحكامه لا بد فيها من حكمة ومصلحة،
وهو مسلم، لكن لا نسلم أنه لا بد أن تظهر هذه المصلحة لنا؛
إذ الحكيم لا يلزمه إطلاع من دونه على وجه الحكمة.
الألوسي: 4/11.

السؤال :

هل في كل أوامر الله لنا حكمة؟
وهل يلزم أن نعرف هذه الحكمة؟

التوجيهات

1- لن يبلغ العبد البر حتى ينفق من أمواله ألمحبوبة إليه،

{ لَن تَنَالُوا۟ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا۟ مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ
وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَىْءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ }

2- صد الناس عن الإيمان
إنما هو من أعمال أهل الكفر والضلال،

{ قُلْ يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ }

3- احذر من طاعة الكافرين في الدين والعقيدة والفكر؛
فإنهم لا يجلبون عليك إلا الغفلة والفساد،

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تُطِيعُوا۟ فَرِيقًا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ
يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَٰنِكُمْ كَٰفِرِينَ }

العمل بالآيات

1- حدد شيئاً تحبه،
وأنفقه في سبيل الله تعالى لعلك تنال درجة الأبرار،

{ لَن تَنَالُوا۟ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا۟ مِمَّا تُحِبُّونَ }

2- استعن بالله، وأكثر من الدعاء،
ثم حدد خطوات تذلل فيها العقبات
للوصول إلى بيت الله الحرام في عمرة، أو حج؛
فإن الله تعالى عند ظن عبده به،

{ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ }

3- خالف اليهود والنصارى بإعفاء لحيتك وحف شاربك,
وجعل لباسك فوق الكعب،
والنساء تخفي زينتها عن غير المحارم بالحجاب الكامل،

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تُطِيعُوا۟ فَرِيقًا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ
يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَٰنِكُمْ كَٰفِرِينَ }

معاني الكلمات

إِسْرَائِيلَ : هُوَ نَبِيُّ اللهِ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ عليهما السلام

بِبَكَّةَ : بِمَكَّةَ

مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ : الْحَجَرُ الَّذِي كَانَ يَقِفُ عَلَيْهِ
حِينَ كَانَ يَرْفَعُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ

تبْغُونَهَا عِوَجًا : تُرِيدُونَهَا مَائِلةً مُعْوَجَّةً؛ اتِّبَاعًا لأِهْوَائِكُمْ

▪ تمت ص 62

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق