حكاية مثل «شايل طاجن ستك»

 

حكاية مثل «شايل طاجن ستك»

كثيرًا ما نسمع هذا المثل الشعبي يتردد سواء في حياتنا اليومية أو عبر شاشة التليفزيون، وهو عبارة عن جملة ساخرة تقال لوصف حالة شخصٍ ما يشعر بالهم والضيق، لكن ما علاقة طاجن الست أو الجدة بهذه الحالة؟،

هناك روايتان للإجابة على السؤال يسردهما المتخصصون في الفلكلور الشعبي، وكان القاسم المشترك بينهما أن سبب الحزن هو عدم رضاء الجدة، الذي عبرت عنه بالكلام السلبي في رواية، وبالعنف في رواية أخرى.

ويقول خالد عبدالمعطي، مدرس الأدب الشعبي والفلكلور بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية المصرية، لـ"العين الإخبارية"، إن أحد الروايات التي تقال لتفسير هذا المثل الشعبي، إنه كان هناك طفلا أرسلته جدته في مهمة خاصة، وهي الذهاب بطاجن اللحم (قدر اللحم) إلى أحد الأفران في الحارة لطهيه، غير أن الطفل صادف في طريقه بعض من أصدقائه فأخذ يلعب معهم، بينما كان يحمل الطاجن فوق رأسه، فانقلب على الأرض.

عندما عاد الطفل إلى المنزل، تم عقابه من الجدة عقابا شديدا، ثم قامت الجدة بإعداد الطاجن مرة أخرى، وأرسلت الطفل مجددا إلى الفرن، فكان أثر العقاب واضحا على وجهه العبوس، وأخذ يسير في الطريق كما القطار لا يلتفت إلى أحد.

ولأن أهل الحارة لم يتعودوا على رؤية هذا الطفل تحديدا بهذه الحالة، لأنه كان صاحب وجها ضاحكا وبشوشا، فأخذوا يتساءلون عن السبب، فتطوع شخص رأى ما حدث للطفل بالقول "أصله شايل طاجن سته"، ومن وقتها صارت هذه العبارة تعبيرا عن الحزن.

ولا تحظى هذه الرواية بشهرة كبيرة مثل رواية أخرى دارت أحداثها في صعيد مصر، يرويها الدكتور خالد أبو الليل المتخصص في تاريخ الفنون الشعبية أوضح في حديثه  حكاية مثل «شايل طاجن ستك»، إذ يعود إلى صعيد مصر قبل زمن بعيد، تحديدًا الجدات اللاتي لا يعجبهن أي شيء على الرغم من الجهد المبذول، مما يصيب الشخص بالاستياء والحزن.

وتابع أنه كان من عادات البيوت قديمًا في الصعيد، أنّ يطبخ أهلها أشهى المأكولات داخل الطواجن التي تعني قدورًا مصنوعة من الفخار، فكانت النساء والفتيات يقفن طوال اليوم لتحضير طاجن شهي تحمله على رأسها ذاهبةً به إلى جدتها تقديرًا لمكانتها في العائلة، غير أنّ الجدات لا يعجبهن أي شيء ويسرفن في انتقاد كل ما تقوم به الأجيال الجديدة، فكانت الفتاة تتلقى من جدتها نقدًا لاذعًا يجعل أمارات الضيق والهم باديةً على وجهها طوال طريق العودة إلى منزلها.

ومع الوقت صار «طاجن الست» يُضرب به المثل في النكد وكسر الخواطر، ليصبح موروثًا شعبيًا تتناقله الأجيال، ليقال لكل من لا تدل حالته النفسية على أنه بخير: «شايل طاجن ستك ليه؟».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق