مقام المراقبة وهو مقام شريف أصله: علمٌ وحال؛
أما العلم فهو : معرفة العبد أن الله مطلع عليه، ناظر إليه،
يرى جميع أعماله، ويسمع جميع أقواله، ويعلم كل ما يخطر على باله
وأما الحال فهي: ملازمة هذا العلم للقلب بحيث يغلب عليه،
ولا يغفل عنه. ولا يكفي العلم دون هذه الحال
ابن جزي: 1/172.
وأعيد فعل { اتَّقُوا }؛
لأن هذه التقوى مأمور بها المسلمون خاصة؛
فإنهم قد بقيت فيهم بقية من عوائد الجاهلية لا يشعرون بها؛
وهي التساهل في حقوق الأرحام والأيتام
ابن عاشور: 4/217
الموجب الداعي لتقواه تساؤلكم به، وتعظيمكم،
حتى إنكم إذا أردتم قضاء حاجاتكم ومآربكم توسلتم لها بالسؤال بالله،
فيقول من يريد ذلك لغيره: أسألك بالله أن تفعل الأمر الفلاني؛
لعلمه بما قام في قلبه من تعظيم الله الداعي أن لا يرد من سأله بالله،
فكما عظمتموه بذلك فلتعظموه بعبادته وتقواه
السعدي: 163
السؤال :
نعظم الله سبحانه في أمور،
ونغفل عن تعظيمه في أمور أخرى، وضح ذلك؟
قد تقدم في السورة الماضية ذكر قصة أحد التي انكشفت عن أيتام،
ثم ذكر في قوله تعالى :
{ كل نفس ذائقة الموت }
أن الموت مشرع لا بد لكل نفس من وروده؛
علم أنه لا بد من وجود الأيتام في كل وقت،
فدعا إلى العفة والعدل فيهم؛ لأنهم
بعد الأرحام أولى من يتقى الله فيه، ويخشى مراقبته بسببه،
فقال :
{ وَآَتُوا الْيَتَامَى }
البقاعي: 2/207
السؤال :
ما مناسبة ذكر الأيتام في سورة النساء بعد ذكر الموت
وقصة أحد في آخر آل عمران ؟
وفي هذا: أن تعرض العبد للأمر الذي يخاف منه الجور والظلم
وعدم القيام بالواجب ولو كان مباحاً أنه لا ينبغي له أن يتعرض له،
بل يلزم السعة والعافية؛ فإن العافية خير ما أعطي العبد
السعدي: 164.
السؤال :
إذا غلب على الظن حصول الظلم؛
فمن الحكمة الابتعاد عن أسبابه, وضح ذلك من الآية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق