خدعوك فقالوا: “شؤون داخلية”..بقلم الاستاذ/سمير البرعى
عبارة شؤون داخلية هى تعبير هولامى، لا يحمل أي مضمون أو معني حقيقي؛ سواء الآن في العصر الحالي أو حتى تاريخياً.
والأمثلة كثيرة؛ مثلاً: تدخل الأمم المتحدة بكل أجهزتها في خصوصيات الدول، ومراقبة أعمال حكوماتها، ابتداءً من ممارسة الشعوب لحقوقها، طبقاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة، والمساهمة في الأمور الاجتماعية؛ كالصحة والتعليم والكوارث الطبيعية، انتهاءً بفض المنازعات الداخلية للدول بالقوة المسلحة، عن طريق مجلس الأمن، أو القوي العالمية المسيطرة في المراحل التاريخية المختلفة.
لذلك فالصحيح أن يقال إن المشاكل الداخلية تحل دولياً، وإلا لماذا تصر مثلاً منظمة الوحدة الأفريقة والأمم المتحدة على أن يكون الحكم في السودان ديمقراطياً، و ليس عسكرياً؛ أليس هذا من الأمور والشؤون الداخلية للسودان؟!!!
في الماضي البعيد كانت الغزوات للدول والفتوحات تحدث تحت شعارات دينية، بدعوي رفع المظالم، وتحرير الشعوب (الأمثلة كثيرة منذ فجر التاريخ؛ أشهرها الحروب الصليبية في القرون الوسطي، والفتوحات الإسلامية أيام الإمبراطورية العثمانية)، وما حدث، ومازال يحدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن من تدخل دول أجنبية بجيوشها فى صميم شؤونها الداخلية؛ لخير دليل على أن المشاكل الداخلية تحل دولياً وبالقوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق