القرآن تدبر وعمل صفحة رقم 154سورة الأعراف

حفظ سورة الأعراف – صفحة 154 – نص وصوت

الوقفات التدبرية

( 1 )

{ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }

قيل : المراد به الزينة زيادة على الستر ؛
كالتجمل للجمعة بأحسن الثياب ، وبالسواك والطيب ،

{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }
أي : لا تكثروا من الأكل فوق الحاجة

وقال الأطباء :
إن الطب كله مجموع في هذه الآية
ابن جزي:1/300

السؤال :
جمعت هذه الآية بين ما يصلح القلوب وما يصلح الأبدان ,
وضح ذلك ؟

( 2 )

{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ
قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }

هذا التوسيع من الله لعباده بالطيبات جعله لهم ليستعينوا به على عبادته ،
فلم يبحه إلا لعباده المؤمنين
ولهذا قال :
{ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ }
أي : لا تبعة عليهم فيها , ومفهوم الآية أن من لم يؤمن بالله ،
بل استعان بها على معاصيه، فإنها غير خالصة له ، ولا مباحة ،
بل يعاقب عليها وعلى التنعم بها ، ويسأل عن النعيم يوم القيامة
السعدي:287.

السؤال :
ما الحكمة من إباحة الطيبات للمؤمنين ؟

( 3 )

{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ
قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }

دلت الآية على لباس الرفيع من الثياب ، والتجمل بها في الجمع والأعياد ،
وعند لقاء الناس، ومزاورة الإخوان.
القرطبي:9/203.

السؤال :
إن الله جميل يحب الجمال, وضح ذلك من الآية ؟

( 4 )

{ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ }

هي خالصة يوم القيامة من التنغيص والغم للمؤمنين ؛
فإنها لهم في الدنيا مع التنغيص والغم.
البغوي:2/100.

السؤال :
السؤل: كيف يكون المتاع الحسن يوم القيامة خالصاً للمؤمنين ؟

( 5 )

{ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ }

{ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ } أي : نوضحها ونبينها
{ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }: لأنهم الذين ينتفعون بما فصله الله من الآيات ،
ويعلمون أنها من عند الله، فيعقلونها ويفهمونها.

ثم ذكر المحرمات التي حرمها الله في كل شريعة من الشرائع،
فقال : { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن }
أي : الذنوب الكبار التي تستفحش وتستقبح لشناعتها وقبحها ؛
وذلك كالزنا ، واللواط ، ونحوهما
السعدي:287.

السؤال :
لماذا خص أهل العلم بتفصيل الآيات ؟

( 6 )

{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا
وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }

أصول المحرمات التي قال الله فيها :

{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا
وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }

مما اتفقت عليه شرائع الأنبياء.
ابن تيمية:3/157.

السؤال :
ما أصول المحرمات من خلال الآية الكريمة ؟

( 7 )

{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }

القبح والحسن في المعاني إنما يتلقى من جهة الشرع ، والفاحش كذلك ؛
فقوله هنا : { الْفَوَاحِشَ } إنما هي إشارة إلى ما نص الشرع على تحريمه
في مواضع أخر؛ فكل ما حرمه الشرع فهو فاحش وإن كان العقل لا ينكره؛
كلباس الحرير والذهب للرجال ونحوه.
ابن عطية:2/395.

السؤال :
ما ميزان الحسن والقبح المؤثر في التحليل والتحريم ؟

التوجيهات

1- لا تسرف في الأكل والشرب أو الإنفاق المالي؛
فإن الله لا يحب المسرفين،

{ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }

2- فرق بين ما تكرهه نفسك وما حرمه الله سبحانه؛
فإنه لا يَحِلُّ لأحدٍ أن يحرم شيئاً أباحه الله،

{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ }

3- حال الأمم كحال الأفراد؛ يحصل الهلاك عند انتشار المرض
في أكثر الأمة ، كما يهلك الفرد عندما يستشري المرض
في أكثر جسمه

{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }

العمل بالآيات

1- تجمل وتزين اليوم في خروجك للصلاة
عملاً بهذه الآية الكريمة :

{ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ }

2- أرسل رسائل تحذر فيها من أصول المحرمات
المذكورة في الآية الكريمة :

{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا
وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }

3- أرسل رسالة تحذر فيها من الفتوى أو القول على الله بلا علم،

{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ }

معاني الكلمات

زِينَتَكُمْ : سَاتِرِينَ عَوْرَاتِكُمْ، مُتَزَيِّنِينَ

نَصِيبُهُمْ : حَظُّهُمْ

مِنَ الْكِتَابِ : مَا كَتَبَ عَلَيْهِمْ فِي اللَّوْحِ مِنَ الْعَذَابِ

▪ تمت ص 154

انتظروني غدا باذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق