انتقل من أمرهم بالتوحيد إلى تذكيرهم بنعمة الله عليهم
التي لا ينكرون أنها من نعم الله دون غيره -لأن الخلق والأمر لله لا لغيره
تذكيرا من شأنه إيصالهم إلى إفراد الله تعالى بالعبادة.
ابن عاشور:8/204.
السؤال :
لماذا جاء التذكير بالنعم بعد الأمر بالتوحيد؟
وهذا التذكير تصريح بالنعمة، وتعريض بالنذارة والوعيد
بأن قوم نوح إنما استأصلهم وأبادهم عذاب من الله على شركهم،
فمن اتبعهم في صنعهم يوشك أن يحل به عذاب أيضا.
ابن عاشور:8/205.
وجعلكم تخلفون الأمم الهالكة الذين كذبوا الرسل، فأهلكهم الله وأبقاكم؛
لينظر كيف تعملون، واحذروا أن تقيموا على التكذيب
كما أقاموا فيصيبكم ما أصابهم.
السعدي:294.
قبحهم الله؛ جعلوا الأمر الذي هو أوجب الواجبات وأكمل الأمور،
من الأمور التي لا يعارضون بها ما وجدوا عليه آباءهم،
فقدموا ما عليه الآباء الضالون من الشرك وعبادة الأصنام
على ما دعت إليه الرسل من توحيد الله وحده لا شريك له،
وكذبوا نبيهم، وقالوا:
{ قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ } أي : لا بد من وقوعه؛
فإنه قد انعقدت أسبابه، وحان وقت الهلاك.
{ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ } أي : كيف تجادلون
على أمور لا حقائق لها، وعلى أصنام سميتموها آلهة
وهي لا شيء من الإلهية فيها، ولا مثقال ذرة.
السعدي:294.
السؤال :
كيف يقول هودٌ بأنه قد وقع عليهم العذاب وهو لم يقع بعد ؟
{ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ } أي: آية ظاهرة؛ وهي الناقة،
وأضيفت إلى الله تشريفاً لها، أو لأنه خلقها من غير فحل،
وكانوا قد اقترحوا على صالح -عليه السلام- أن يخرجها لهم من صخرة،
وعاهدوه أن يؤمنوا به إن فعل ذلك، فانشقت الصخرة
وخرجت منها الناقة وهم ينظرون، ثم نتجت ولداً فآمن به قوم منهم،
وكفر به آخرون.
ابن جزي:1/360.
السؤال :
من لم يكتب الله له الهداية فإنه لا يريد من النقاش والحوار إلا التعجيز,
وضح ذلك من الآية ؟
التوجيهات
1- احتجاج المشركين على صحَّة باطلهم بفعل آبائهم وأجدادهم
يكاد يكون سنّةً مطَّردةً في أهل الباطل، وهو من التقليد المذموم،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق