إرحموا مَن يذوبُ رأسُ مالِه !!
قال أحد السلف :
لقد قرأت سورة “العصر” عشرين عامًا ولم أفهم معناها الحقيقي!
كنت أفكر كيف يكون الأصل في الإنسان الخسران.. والله يؤكده بكل المؤكدات.. ثم يستثني الله الناجين من الخسران بصفات أربعة وهي: الإيمان/ والعمل الصالح/ والتواصي بالحق/ والتواصي بالصبر؟
إلى أن سمعت يوماً بائعًا للثلج ينادي على بضاعته مستعطفا الناس فيقول:
“إرحموا من يذوبُ رأسُ مالِه”..
لأن الثلج ماء متجمد..
وقطرة الماء التي تسقط لن تعود مرة أخرى..
رجل يستدِرّ عطف الناس وأموالَهم بأن بضاعته تذوب مع الوقت فتفنى؛ فلو لم يبع الثلج لذاب،ولضاع رأس المال،فهو ينادي في السوق: «ارحموا من يذوب رأس ماله» أي: اشتروا مني الثلج وإلا ذاب وضاع رأس مالي كله.هذا الرجل خسارته دائمًا فادحة، ثم هي خسارة لا يمكن تعويضها، ولا الهروب منها،لذا فهي خسارة عظيمة، بخلاف باقي التجار؛
هنا فهمت أن هذا هو معنى القسم في سورة “العصر”..
فرأس مالِك في الدنيا هو عمرك..
واللحظة التي تمر من عمرك لن تعود ثانية..
فكل واحد منا يذوب رأسُ ماله..
فأنتبهوا لرأسِ مالِكم وهو الوقت الذي تحيا فيه.. قبل أن ينتهي الأجل..
ولا تظنوا ان إضاعة الوقت قاصرة على اللهو واللعب، لا والله، بل مظاهر ضياع الوقت كثيرة لكننا لا نشعر..إن انشغالك بالمفضول عن الفاضل نوع من تضييع الوقت.إن انشغالك في غير هدفك نوع من إضاعة الوقت.إن انشغالك في غير ما يعود عليك بالنفع في الآخرة هو ضياع الوقت..
نعم! أنا وأنت بضاعتنا هي أنفسنا -التي هي أوقاتنا- ونحن بائعوها لا محالة..فرابحٌ في بَيْعِه، أو خاسر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق