هل يُصاب الأطفال بالصداع النصفي؟
هل يُصاب الأطفال بالصداع النصفي؟
يصيب الصداع النصفي الإناث والذكور في مرحلة الطفولة بنسبة متقاربة، إلا أن تلك النسبة تتغير بعد البلوغ، فالصداع النصفي أكثر شيوعًا عند النساء. وقد يعاني العديد من البالغين من أولى نوبات الصداع النصفي في أثناء فترة الطفولة أو المراهقة.
وتشير الأبحاث إلى أن احتمالات إصابة الأبناء بالصداع النصفي ترتفع إلى 50% في حال إصابة أحد الوالدين، وتزيد النسبة إلى 90% في حال إصابة الوالدين كليهما.
متى قد يصاب الأطفال بالصداع النصفي؟
تشير إحدى الدراسات إلى أن 10% من الأطفال في الفئة العمرية من 5 إلى 15 عامًا يعانون من الصداع النصفي، وأن حوالي 50% من المرضى قد أصيبوا بأولى نوباتهم قبل أن يُتموا 12 عاما. بل إن هناك حالات إصابة بالصداع النصفي رُصِدَت عند أطفال رضع لا تتعدى أعمارهم 18 شهرا!
وتشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن الرضع الذين يعانون كثيرًا من المغص، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي.
لكن رغم هذا، فقليلًا ما يتم تشخيص الصداع النصفي في أثناء مرحلة الطفولة، ولا يبدأ العلاج إلا بعد البلوغ.
هل يختلف الصداع النصفي لدى الأطفال عن البالغين؟
تختلف نوبات الصداع النصفي عند الأطفال عن البالغين، فعادةً ما تكون النوبة:
أقصر.
أقل تكرارًا.
بينما تزيد فترة نوبة الصداع النصفي في حالة البالغين عن 4 ساعات (وقد تطول لأكثر من 72 ساعة)، لا تتعدى فترة النوبة لدى الأطفال الساعتين إلى أربع ساعات، في أغلب الحالات.
وغالبًا ما يصاحب الصداع النصفي في حالة الأطفال أيضًا أعراض قد لا يعاني منها البالغون، مثل:
ألم في البطن، ويعرف باسم “الصداع النصفي البطني”.
فقدان الشهية.
غثيان شديد وقيء مستمر بصفة دورية.
قد يعاني الأطفال المصابون بالصداع النصفي من الدوار المتكرر.
يحدث لدى الأطفال شعور بالإرهاق الشديد بعد انتهاء النوبة.
يشعر الأطفال بالصداع النصفي في الجزء الأمامي من الرأس، ونادرًا ما يشعرون به في الجزء الخلفي. كما أن الألم غالبًا ما يخفت عند النوم، بعكس الكبار.
ما هي محفزات الصداع النصفي؟
رغم أن أسباب الصداع النصفي ليست معروفة تمامًا، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بإحدى النوبات، مثل:
اضطرابات النوم. فقد يؤدي كل من قلة النوم أو الإفراط في النوم، أو عدم انتظام مواعيد النوم إلى زيادة احتمالات الإصابة.
الإجهاد والتوتر. قد يتسبب التوتر في أثناء فترات الامتحانات على سبيل المثال في زيادة حالات الإصابة بالصداع.
المجهود البدني. بينما قد تؤدي التمارين الرياضية في بعض الأحيان إلى تحفيز نوبات الصداع النصفي، إلا أن التمارين المنتظمة قد تساعد على تقليل عدد النوبات.
التغيرات المناخية. قد يؤدي كل من الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة، أو تغير الضغط الجوي، أو الرطوبة الشديدة، أو الجفاف الشديد أو التعرُّض الطويل لأشعة الشمس المباشرة إلى تحفيز نوبات الصداع النصفي.
الطعام أو المشروبات. قد يؤدي عدم انتظام الوجبات اليومية، وعدم شرب ما يكفي من الماء إلى تحفيز الإصابة بالصداع. أشارت الدراسات أيضًا إلى أن الإكثار من تناوُل بعض الأطعمة والمشروبات قد يسبب الإصابة بالصداع النصفي، وأن الحد من تناوُلها يساعد في تقليل النوبات أو منعها، وتتضمن هذه الأطعمة: اللحوم المصنعة، والأجبان القديمة، والشيكولاتة، والفواكه الحمضية، والمخللات، والأطعمة الحارة، والبصل، والمكسرات، كما تتضمن المشروبات: الشاي والقهوة والمشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين.
تشير الدراسات أيضًا إلى أن بدائل السكر الصناعية، مثل الأسبرتام، وملح الغلوتامات أحادي الصوديوم (الذي يستخدم لتعزيز النكهات) قد تؤدي إلى تفاقم نوبات الصداع النصفي.
هل يوجد علاج للصداع النصفي؟
يعد الصداع النصفي مرضًا مزمنًا، لهذا لا يوجد حتى الآن علاج واحد للقضاء عليه، لكن الطبيب قد يصف بعض الأدوية المسكنة التي تساعد على تخفيف الأعراض، أو الأدوية الوقائية للحد من تكرار النوبات أو التخفيف من شدتها. ولا يجب تناوُل الدواء دون استشارة الطبيب المختص.
كيف يمكن تجنب الإصابة بالصداع النصفي؟
رغم أنه لا يوجد علاج محدد للصداع النصفي، إلا أن تغيير نمط الحياة من خلال:
الحفاظ على نظام غذائي صحي قد يساعد في منع أو تقليل نوبات الصداع النصفي، والحد من شدتها.
يوصي الأطباء الأطفال بالنوم لفترة من 8 إلى 10 ساعات يوميًا، كما يُنصح بالحد من “وقت الشاشة”، وعدم تعريض العينين لأي شاشات لمدة ساعة على الأقل قبل الذهاب إلى النوم.
ينصح بالحفاظ على تناول 3 وجبات يوميًا في مواعيد ثابتة، وتجنب الأطعمة المحفزة، والإكثار من شرب الماء.
بسبب اختلاف المحفزات من طفل إلى آخر، ينصح الأطباء بالاحتفاظ بدفتر لتسجيل اليوميات الخاصة بالصداع عند الطفل، التي تتضمن: عدد النوبات وأوقاتها، والأطعمة أو المشروبات التي يتناولها الطفل، ومواعيد نومه، وأي تغييرات تطرأ على يومه، لتحديد المحفزات التي تتسبب في إصابته بنوبات الصداع، سعيًا لتجنبها أو الحد من تأثيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق