أرى نفس البحر

أرى نفس البحر

***قال : أنا أفهمُ أنّ الله أدخلني بستانه ..وقال لي : كل واشرب وانظر فيه وإذا فكّرتَ بأيّ شيء فأنت لا تفكّر إلّا بي…أنا مَن بنيتُ البستان ….وإذا عرفتَ أنّي أراك أينما تذهب فيه ..فأنت معي وأنا معك وكلّ طريق فيه توصلك أليّ …

…ولا أ خبرك بيوم موتك …فتحزن وتقعد تذكر موتك وتنسى الحياة …..!!…ولا تفكّر كيف تأكلك الديدان في التراب …فتلك صورة لا تقبلها وأنت حيّ ….ولكن الموت هو بوابة عودتك اليّ …ويجب أن تراني وأنت غارق في ضباب نفسك المليئة بالشهوات والأمل ….تقشع ضبابك هكذا…….لتراني …..فأنت معي ولست مع نفسك …..حين تقهر غيومك …أنت وكلّ المؤمنين

**قال: لم يتبقَّ إلّا بعض مقاومة ..نقاوم الموت كما تقاوم زهرة لم تتشبث بالأرض رياح العاصفة …ولكننا عرفنا الله وكنّا معه ..ما يضرّنا الموت ونحن معه ..فهو الذي يحيي ويُميت ..ولا تضرّنا عاصفة الحياة وهو صاحب الحياة …المهمّ أن تكون معه …..ويصير الموت مثل الحياة والمصاب مثل الأفراح

**قال : ثلاثون عاما مرّ ت وكأنها يوم واحد …ماهو الزمان !!…ثلاثون عاما وأنا في عرض البحر أرى نفس البحر ..ماء وسماء …لا أذكرُ إلّا تفكيري ما أنت إلّا عقلك ….عينك تألف أيّ شيء تراه في لحظة واحدة ويبقى دائما عقلك هو زمنك ….ففكّر كثيرا تعِشْ كثيرا …..تحملنا قارورة اجسامنا …لنفكّر ومافائدة تفكير بعيد عن الحق ….و الحق الذي تحسبه بعيد ا عن الله باطل …

***نظر الى شاب مبتهج في عرس بهيج وقال: في يوم قادم ستذكر هذا …كثيرا …فبعدما نصحو من الحلم نذكره بفرح كبير أو حزن كبير ……وما نحن إلّا في حلم ……..ونظَرَ إلى رجل في وظيفة كبيرة …وشاعر يولّف الكلام…..وقال : أنتم تحلمون ……..فكلّ شيء تفيق منه …..وتراه في الذاكرة بعد حين …..هو حلم ……….والحياة الحقّة خالدة ……..مستمرّة …وأنت لا تذكر إلّا مايغيب والجنّة شاهدة .تعيشها هي نفسها الحلم قد أمسكته ,,….لأنها لا تغيب
.
عبدالحليم الطيطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق