حفظ سورة سبـأ – صفحة 433 – نص وصوت
الوقفات التدبرية
١
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ }
يخبر تعالى أنه يقرع المشركين يوم القيامة على رؤوس الخلائق؛
فيسأل الملائكة: (أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ ).
ابن كثير:3/520.
السؤال:
ما الحكمة من سؤال الملائكة يوم القيامة عن عبادة المشركين لهم؟
٢
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ }
والاقتصار على تقرير الملائكة واستشهادهم على المشركين لأن
إبطال إلاهية الملائكة يفيد إبطال إلاهية ما هو دونها ممن [عبد]
من دون الله بدلالة الفحوى، أي بطريق الأولى، فإن ذلك التقرير
من أهم ما جعل الحشر لأجله.
ابن عاشور:22/222.
السؤال:
ما فائدة الاقتصار على تقرير الملائكة،
واستشهادهم على المشركين يوم القيامة؟
٣
{وَكَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا۟ مِعْشَارَ مَآ ءَاتَيْنَٰهُمْ فَكَذَّبُوا۟ رُسُلِى
ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ }
أي: أعطينا الأمم الخالية من القوة والنعمة وطول العمر
(فكذبوا رسلي فكيف كان نكير) أي: إنكاري وتغييري عليهم؛
يحذر كفار هذه الأمة عذاب الأمم الماضية .
البغوي:3/611.
السؤال:
بين السر في إشارة القرآن للأمم القوية المكذبة من قبل أمة
محمد ﷺ .
٤
{ ۞ قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَٰحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا۟ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَٰدَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا۟
ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}
ومعناه: أن تقوموا للنظر في أمر محمد ﷺ قياماً خالصاً لله تعالى،
ليس فيه اتباع هوى ولا ميل. وليس المراد بالقيام هنا القيام
على الرجلين، وإنما المراد القيام بالأمر والجدّ فيه.
ابن جزي:2/209.
السؤال:
متى يكون القيام بأمر الله خالصا؟ ومتى يكون باطلاً؟
٥
{ ۞ قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَٰحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا۟ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَٰدَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا۟
ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }
(ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا۟ ) هل جربتم على صاحبكم كذباً، أو رأيتم فيه جِنة،
أو في أحواله مِن فساد، أو اختلف إلى أحد ممن يدَّعي العلم بالسحر،
أو تعلم الأقاصيص وقرأ الكتب، أو عرفتموه بالطمع في أموالكم،
أو تقدرون على معارضته في سورة واحدة؟! فإذا عرفتم بهذا
الفكر صدقه، فما بال هذه المعاندة؟!
القرطبي:17/330.
السؤال:
ما التفكر الذي طلب منهم؟ وكيف نعرف بذلك الحق من الباطل؟
٦
{ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ }
وثَمَّ مانع للنفوس آخر من اتباع الداعي إلى الحق،
وهو: أنه يأخذ أموال من يستجيب له، ويأخذ أجرة على دعوته،
فبيَّن الله تعالى نزاهة رسوله صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر،
فقال: (قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ) أي: على اتباعكم للحق
(فَهُوَ لَكُمْ ) أي: فأشهدكم أن ذلك الأجر – على التقدير –
أنه لكم.
السعدي:683.
السؤال:
بين الله عز وجل في هذه الآية علامة من علامات الدعاة الصادقين،
فما هي؟
٧
{ قُلْ إِنَّ رَبِّى يَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَّٰمُ ٱلْغُيُوبِ }
وتخصيص وصف (عَلَّٰمُ ٱلْغُيُوبِ ) من بين الأوصاف الإِلهية؛
للإِشارة إلى أنه عالم بالنوايا، وأن القائِل يعلم ذلك، فالذي يعلم
هذا لا يجتريء على الله بادعائه باطلاً أنه أرسله إليكم.
ابن عاشور:22/238.
السؤال:
ما فائدة تخصيص وصف (عَلَّٰمُ ٱلْغُيُوبِ ) في الآية الكريمة؟
التوجيهات
1- نزه الله تعالى، وسبحه، وعظمه، وخاصة عند سماع ما
ينقص من عظمته وجلاله؛ اقتداء بالملائكة المقربين، ﴿ سُبْحَٰنَكَ أَنتَ
وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴾
2- أحي في نفسك عبادة التفكر؛ فهي من أجلِّ العبادات القلبية،
﴿ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا۟ ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ ﴾
3- لا تجعل الدين سلماً تنال به عرض الدنيا الزائل؛ فإن الآخرة
خير وأبقى، ﴿قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ ۖ
وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ ﴾
العمل بالآيات
1- انطق بشهادة التوحيد، قاصداً التبرؤ من كل معبود سوى الله سبحانه وتعالى،
﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ ﴾
2- ا رسل رسالة إلى أهلك أو زملائك للتحذير من السحر والذهاب
إلى السحرة، مبيّنا أن هذا منافٍ لعبادة الله، ﴿ بَلْ كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ ﴾
3- فرّغ وقتا لنفسك، واقرأ سورة من سور القرآن الكريم،
﴿ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالُوا۟ مَا هَٰذَآ إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ
عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُكُمْ ﴾
معاني الكلمات
الكلمة معناها
سُبْحَانَكَ نُنَزِّهُكَ.
أَنْتَ وَلِيُّنَا أَنْتَ الَّذِي نُوَالِيهِ وَنَعْبُدُهُ.
إِفْكٌ مُفْتَرىً كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ.
يَدْرُسُونَهَا يَقْرَؤُونَهَا.
مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ عُشْرَ مَا أَعْطَيْنَاكُمْ مِنَ القُوَّةِ وَالنِّعَمِ.
نَكِيرِ إِنْكَارِي عَلَيْهِمْ.
بِوَاحِدَةٍ بِخَصْلَةٍ وَاحِدَةٍ.
مَثْنَى اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ.
جِنَّةٍ جُنُونٍ.
يَقْذِفُ بِالْحَقِّ يَرْمِي بِحُجَجِ الحَقِّ عَلَى البَاطِلِ؛ فَيَدْمَغُهُ.
تمت الصفحة ( 233 )
انتظروني غدا باذن الله
شارك هذا الموضوع:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق