روائع الإعجاز العلمي في السنة النبوية.. رسالة للمشككين..(8)

 

هل أشار النبي إلى ظاهرة الموت المفاجئ؟




تدل الإحصائيات الدقيقة للأمم المتحدة أن ظاهرة الموت المفاجئ، لم تظهر إلا حديثاً وهي في تزايد مستمر على الرغم من كل الإجراءات الوقائية. حيث يؤكد أطباء القلب أن ظاهرة الموت المفاجئ انتشرت كثيراً في السنوات الماضية، وأنه على الرغم من تطور علم الطب إلا أن أعداد الذين يموتون موتاً مفاجئاً لا تزال في ازدياد.

يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة) [رواه الطبراني]. في هذا الحديث تتجلى معجزة علمية في حقائق طبية لا تقبل الجدل، وهذه المعجزة تشهد للنبي الأعظم عليه الصلاة والسلام أنه رسول من عند الله لا ينطق عن الهوى. وسؤالنا: من الذي أخبر النبي الكريم عن ظهور الموت المفاجئ في عصرنا هذا؟ ولماذا يتحدث عن هذه القضية الطبية التي لم تنكشف إلا قبل سنوات قليلة فقط؟ هذا سؤال أوجهه لكل من يشك برسالة هذا النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام.

هل يوجد علاج للهرم؟

يؤكد معظم العلماء أن الهرم هو أفضل وسيلة للنهاية الطبيعية للإنسان، وإلا فإن أي محاولة لإطالة العمر فوق حدود معينة سيكون لها تأثيرات كثيرة أقلها الإصابة بالسرطان، ويقول البروفيسر "لي سيلفر" من جامعة برينستون الأمريكية: "إن أي محاولة لبلوغ الخلود تسير عكس الطبيعة". لقد خرج العلماء بنتيجة ألا وهي أنه على الرغم من إنفاق المليارات لعلاج الهرم وإطالة العمر إلا أن التجارب كانت دون أي فائدة.

هذا ما أشار إليه النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام بقوله: (تداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاءً إلا داءً واحداً: الهرم) [رواه أحمد]. وهكذا يأتي العلم بحقائق جديدة لم تكن معروفة من قبل تثبت وتؤكد صدق هذا النبي وصدق رسالة الإسلام.

الشفاء في جناح ذبابة!

من أغرب التجارب العلمية ما قامت به الدكتورة "جوان كلارك" في أستراليا، وجدت أن الذباب يحوي على سطح جسمه الخارجي مضادات حيوية تعالج العديد من الأمراض، أي أن الذباب فيه شفاء!!! المفاجأة أن أن أفضل طريقة لتحرير هذه المواد الحيوية المضادة أن نغمس الذبابة في سائل!! لأن المواد المضادة تتركز على السطح الخارجي لجسد الذبابة وجناحها.

العجيب أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن هذه الحقيقة العلمية حيث يقول: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء) [رواه البخاري]. هذا الحديث حدد لنا وجود الشفاء في جناح الذبابة، وحدد لنا أسلوب استخلاص هذا الشفاء من خلال غمس الذبابة في السائل. وهذه المعلومة لم تُكتشف إلا منذ سنوات قليلة فقط. ألا يشهد  هذا الحديث على صدق نبينا عليه الصلاة والسلام؟

هل أشار النبي إلى عمل القلب؟

تظهر الصورة الخلايا العصبية داخل القلب، وهي خلايا معقدة جداً لم يعرف العلماء حتى الآن طريقة عملها، ولكن هذه الخلايا مسؤولة عن تخزين المعلومات وتحميلها لخلايا الدم وبثها لكافة أنحاء الجسم، وبالتالي فهي أشبه بذاكرة الكمبيوتر التي لا يعمل بدونها. (حسب معهد رياضيات القلب الأمريكي). ولذلك يتحدث العلماء اليوم عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، تعمل مثل دماغ داخل القلب.

لقد سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في إصلاح جميع أجهزة الجسد قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [متفق عليه] فمن الذي أخبر النبي الكريم بهذه الحقيقة العلمية الحديثة؟

هل أشار النبي إلى علاقة اللون بدرجة الحرارة؟

يؤكد العلماء أن لون الضوء الذي يشعّه الجسم المشتعل أو المحترق يتعلق بدرجة حرارة هذا الجسم، وهذه حقيقة لم تكن معروفة في الماضي، إنما هنالك قياسات حديثة أثبتت وجود هذه العلاقة.. فعندما تزداد درجة الحرارة تنتقل الألوان من الطول الموجي الأكبر باتجاه طول الموجة الأقصر، أي من اللون الأحمر إلى اللون الأصفر فالأزرق فالبنفسجي ثم فوق البنفسجي وأخيراً اللون الأسود.

لقد تناول النبي الكريم الحديث عن ألوان النار من خلال تحذيره من عذاب الله تعالى. وقد استخدم معجزة علمية ليؤكد لكل من مشكك بأن هذه النار آتية لا محالة، وأن إخبار الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضمن إطار معجزة علمية هو تأكيد على صدق كلامه صلى الله عليه وسلم. يقول عليه الصلاة والسلام: (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة) [رواه الترمذي] فمن الذي أخبر النبي بهذه الحقيقة العلمية؟

خاتمة

وأخيراً يا أحبتي.. هذا هو أحد مؤلفي الكتب من الغرب (Michael H. Hart) يقول في كتابه (The 100: A Ranking of the Most Influential Persons in History):

إن محمداً (صلى الله عليه وسلم) هو الرجل الوحيد الذي استطاع النجاح على المستوى الديني والمستوى الدنيوي. إن تأثير محمد لا زال قوياً على الرغم من مرور 14 قرناً، ومحمد هو القائد السياسي الوحيد الذي تمكن من إنشاء دولة قوية وناجحة دينياً وعلمياً، وهو الرجل الوحيد الذي نجح على المستوى الاجتماعي والسياسي.. ولذلك فإنه مؤهل ليكون "الرجل الوحيد الأكثر تأثيراً في تاريخ البشرية"..

ونقول لكل مشكك: إذا لم تقتنعوا معي بأن محمداً رسول من عند الله تعالى، أعطوني رجلاً لديه مثل هذه التعاليم الرائعة، وأسس أمة عظيمة تعدادها أكثر من ربع سكان العالم؟ أعطوني رجلاً واحداً يحبه أتباعه لدرجة التضحية بأنفسهم وأولادهم وأموالهم من أجله؟ أعطوني رجلاً واحداً يحبه أتباعه أكثر من أنفسهم؟؟ أعطوني رجلاً واحداً كان حريصاً على رحمة المؤمنين ودفع الضر وبذل كل وقته وجهده من أجل سعادة البشر وضمان السعادة لهم والحياة الطيبة المطمئنة... والله لن تجدوا إلا رجلاً بالفعل فيه هذه الصفات الرحيمة وهو يستحق أن يصفه الله تعالى بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق