كيفية قطع العلاقات مع أفراد عائلتك المتسببين في إيذائك
إن التعرض لسوء المُعاملة من طرف أحد الأشخاص من شأنه أن يُشعِرك بالألم، ما بالك لو كان هذا الشخص أحد أفراد عائلتك؛ حينها سيصعب عليك التعامل مع الأمر والتغلب على تلك المُعاملة المؤذية. نضطر في بعض الأوقات أن نقطع علاقتنا مع أحد أفراد عائلتنا إما بسبب تصرف بعينْه لا يُمكن مُسامحته أو ربما للهروب من التعرض للإساءة المُستمرة على يد هذا الشخص، في كل الحالات يُحافظ قطع العلاقات على سلامتك النفسية. ستحتاج تلك الخطوة إلى وضع الحدود في التعامل والحصول على الدعم من أحبائك حتى تتمكن من المُضي بحياتك.
تحديد المساحة التي تحتاجها بعيدًا عن قريبك المؤذي
انظر للصورة الكاملة فيما يخص علاقتك بفرد العائلة المُتسبب بإيذائك. يُحتمل أن هذا الشخص يكن لك مشاعر الحب وأن تكون تصرفاته لطيفة في أغلب الأوقات، بل وقد يكون شخصٌ في مُنتهى اللطف في أغلب جوانب حياته. لا يعني هذا أن علاقتكما صحية بالنسبةِ لك.
2
لا تُبرر تصرفات الطرف المؤذي. لا يهم لماذا تصرف على هذا النحو أو إذا كان يشعر بالأسف تجاه ما فعل، يتوجب عليك أن تتخذ القرار الصائب لسلامتك طالما تضمنت علاقتكما تصرفات مؤذية لك وطالما شعرت بأن حياتك ستُصبح أفضل بدونه.
- على سبيل المثال: لا تُبرر التصرفات المؤذية لأحد أفراد عائلتك تجاهك بأسباب مثل "رُبما مرّ بيومٍ سيء" أو "ربما تعاني من الضغوطات في حياتها".
- لا تُلقِ باللوم على نفسك بقول "لم يكن ليضربني لو لم أتهمه بالكذب".
- لا بأس من وضع بعض الاعتبارات إذا ما تصرف قريبك هذا بعصبية تجاهك في موقفٍ واحد فقط في حين أنه عادةً ما يُعاملك بلطف.
3
ضع في الاعتبار أفراد العائلة الآخرين الذين سيتأثرون بقرارك. إن العلاقات العائلية مُعقدة في أغلب الحالات نظرًا لعدد الأشخاص المُتأثرين بالقرارات الفردية، هذا يعني أن تضع في اعتبارك بقية أفراد عائلتك الذين سيتأثرون بقرار قطعك للعلاقة مع قريبك أو قريبتك حيث أن التأثير والعواقب تكون حتمية في كثير من الحالات.
- إذا نويت قطع العلاقات مع أحد والديك فقد يؤثر ذلك على علاقتك بالآخر، وإذا كنت تواجه المشكلات في علاقتك بأخيك أو أختك فقد تخسر فرصة التواصل مع أبنائهم. كذلك لن يتم دعوتك للمناسبات والتجمعات العائلية التي يُدعى سائر أفراد العائلة إليها.
- لا تجعل هذه الفكرة هي العامل الأساسي في اتخاذ قرارك، فعلى الأرجح أنك ستجد بعض أقاربك الذين يدعمونك ويدعمون قرارك.
- لا تطلب أو تتوقع من بعض أقاربك أن يقطعوا علاقتهم بدورهم مع نفس الشخص لمجرد أنك فعلت ذلك.
4
تراجع خطوة للوراء في علاقتك بقريبك هذا. إذا لاحظت أن علاقتك بقريبك تدور فقط حول أخباره وظروفه بدون فرصة التواصل الفعّال بينكما، فهذه العلاقة غير صحية وتتسم بالنرجسية من طرفه وهو الأمر الذي لا يتغير بسهولة. يُفضل إذن أن تتراجع خطوة للوراء فيما يخص علاقتك بقريبك المؤذي وأن تكتفي بجعل علاقتكما أكثر سطحية.
5
ابتعد قليلًا عن أفراد العائلة المهتمين بمعرفة تفاصيل المشكلات والدراما المُحيطة بالمواقف. يصعب الحفاظ على علاقة صحية مع قريبك أو قريبتك التي تحب أن تكون طرفًا في المشكلات وتتلذذ بمشاركة أسرار الآخرين. ليس عليك بالضرورة أن تقطع علاقتك معه أو معها وإنما اكتفِ بوضع حدود مناسبة في التعامل بينكما.
- يتصرف هؤلاء الأشخاص وكأنهم أصدقائك في بعض الأحيان ومن ثم يحاولون إبعادك إذا ما عارضتهم أو انتقدتهم
- احذر من أي قريبٍ لك يحب النميمة ومشاركة أسرار الآخرين.
- احذر أيضًا من الأقارب الذين لا يتحلون بالصدق ودائمًا ما يكذبون.
6
تجنب الأقارب الذين يشعرونك بالتعاسة أو الضغط العصبي على نحوٍ دائم. تجنب عمتك التي تستمر بانتقاد مظهرك ووزنك أو أختك التي تتباهى دائمًا بكونها أكثر نجاحًا منك. أنت لديك الحق في تجنب أي من هؤلاء الأشخاص الذي يشعرونك بالسوء؛ وبالتالي تجنب أن تجمعك الظروف بهؤلاء الأشخاص إذا ما شعرت بالضغط العصبي بمجرد التفكير في مُلاقاتهم.
- أحيانًا تسمح لك الهُدنة المؤقتة بينك وبين قريبك المؤذي على تهدئتك مع ضرورة اتخاذ رد فعل حاسم إذا ما استمرت تصرفاته المؤذية، قد يكون قطع العلاقة هو الحل الأمثل وخصوصًا إذا ما كنت تفكر في أقواله على نحوٍ دائم حتى في غيابه.
- تجنب الأشخاص الذين ينكرون إيذائك أو يحاولون تبرير تصرفاتهم، فهؤلاء من غير المُحتمل أنهم سيغيرون من تصرفاتهم في المُستقبل.
7
انسحب من أيّة علاقة مؤذية مع أقاربك. يُمكن لجميع العلاقات أن تتحول إلى علاقة مؤذية قائمة على تعرضك للإساءة سواء كانت علاقتك بوالديك أو جدك أو إخوتك أو حتى أحد أقربائك من بعيد. تختلف أشكال الإساءة من محاولات مُستمرة لإحباطك أو الصياح بوجهك أو ضربك أو الإساءة الجنسية. انسحب على الفور من علاقتك بقريبك الذي يُعرضك للإساءة.
- من أمثلة أوجه الإساءة النفسية: المُعاملة الصامتة والتصرفات التحكمية وإلقاء اللوم عليك باستمرار بخصوص أفعالٍ لم ترتكبها.
- إذا كنت مُراهقًا وتتعرض للإساءة من أحد والديْك، فعليك باختيار شخص بالغ محل ثقة وطلب مساعدته سواء كان أحد أفراد عائلتك أو مُعلم أو مرشد نفسي بالمدرسة. يُمكنك أيضًا البحث عبر الإنترنت عن الخطوط الساخنة لحماية الطفل في بلدك أو حتى الاتصال بالطوارئ إذا شعرت أنك في خطر.
- اقطع علاقتك بأي من أقاربك إذا ما ثبت لك أو شككت بأنه تعرض بالإيذاء لأحد أطفالك.
1
خُذ وقتًا مُستقطعًا إذا لم ترغب في قطع علاقتك كُليةً. أحيانًا تكون في حاجة لبعض الوقت بعيدًا عنه حتى تتمكن من مُسامحته عن طريقته المؤذية لك، هذا بالخصوص إذا كان قريبًا للغاية منك وتعمد إيذائك بشكل لا تتقبله. يُمكنك حتى الابتعاد عن قريبك هذا مؤقتًا دون الحاجة لمواجهته شخصيًا.
- إذا ما أردت بعض المساحة الشخصية، فيُمكنك أن تخبر قريبك بأنك مشغول وأنك ستتواصل معه لاحقًا.
- عندما تهدأ قليلًا يتحتم عليك إخباره بأنه تسبب في إيذاء مشاعرك حتى تمنحه فرصة الاعتذار وإصلاح علاقتكما وبالطبع التوقف عن هذه النوعية من التصرفات.
2
اتفقا على أرضٍ مُحايدة إذا لم يكن بإمكانك تجنب مُلاقاة قريبك هذا. إذا لم يكن قطع العلاقة مع قريبك المؤذي حلًا عمليًا، فربما تعمل على إيجاد أرض مُحايدة للتعامل معه. اطلب منه أو منها أن تكون اللقاءات بينكما في مكان عام مثل الحديقة أو مطعم أو كافيتريا حتى يتمكن كلاكما من المُغادرة في أيّة لحظة.
- فإذا ما قررت التحدث مع جدتك في منزلها الذي عاشت فيه طوال حياتها، فأنت بالتأكيد لن تحظى بفرصة الانتصار في المُحادثة لكونها المُسيطرة وصاحبة اليد العُليا في هذه الحالة.
- في المقابل ستشعر باختراق مساحتك الآمنة إذا ما واجهتك قريبك المؤذي في منزلك ورفض هو أو هي المُغادرة عندما طلبت ذلك.
3
حافظ على رباطة جأشك إذا اضطررت لمواجهته. قد تقرر التحدث مع قريبك المؤذي وجهًا لوجه لإعلامه بنيتك في قطع العلاقة، وبناءً على ذلك أخبِره أنك لا تنوي زيارته مرة أخرى وأنك لن ترد على مُكالماته أو محاولاته للتواصل معك. احتفظ بهدوئك قدر الإمكان خلال تلك المُحادثات والتي عادةً ما تكون مشحونة عاطفيًا واشغل تفكيرك بأن هذه العلاقة ستصبح قريبًا جزءًا من الماضي. حاول التخطيط لما ستقول مُسبقًا حتى تتمكن من التحلي بالهدوء وقت المواجهة.
- قد لا يتوفر أمامك الوقت الكافي للتخطيط لما ستقول حيث أنك قد تضطر أحيانًا للمواجهة الحتمية دون تخطيط وإخبار قريبك المؤذي بأنك في حاجة لمساحتك الشخصية بعيدًا عنه. يحدث ذلك عندما يُثير الشخص حفيظتك على نحوٍ غير متوقع بينما تكون مُنشغلًا بالتفكير في كيفية الخروج من هذه العلاقة.
- ابدأ مُحادثتك بقول "لقد قررت أنه من الأسلم لي ألا أقضِ مزيدًا من الوقت معك بعد الآن".
- إذا ما غضب أو حاول الرد فيُمكنك أن تقول "أنا لا أرغب في الجدال، وإنما أرغب في احترام مساحتي الشخصية في الوقت الحالي. أنا لا أشعر أن علاقتنا علاقة صحية على الإطلاق" ثم غادر المكان على الفور.
4
تواصل مع قريبك المؤذي عن طريق الرسائل أو البريد الإلكتروني إذا رغبت في التفكير فيما ستقول جيدًا. إذا خشيت المواجهة وقول ما ترغب بصراحة لقريبك، فيُمكنك أن تتواصل معه عن طريق الخطابات أو الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني لتخبره بأنك تنوي الابتعاد عنه لفترة. احرص على الاحتفاظ بنسخة من رسالتك تحسبًا لادعاءه الكاذب عمّا قُلت.
- يُعتبر إرسال خطاب أو بريد إلكتروني فكرةً سديدة إذا كان من قريبك تحريف أقوالك أو مقاطعتك أثناء التحدث أو التصرف بعدوانية عنما يغضب.
- يُمكنك إخبار قريبك المؤذي بما فعل بالتحديد وتسبب في إيذائك أو يُمكنك الاكتفاء بإعلامه بموقفك عمومًا بقول "لقد سئمت كلماتك المؤذية التي لا تلحقها أبدًا بالاعتذار".
5
اجعل رسالتك واضحة ومُباشِرة وتُعلِمه برغبتك في الابتعاد عنه. لا تترك المحادثة بينكما مفتوحة تحت أي ظرف سواء كنت تتواصل معه وجهًا لوجه أو عن طريق الرسائل، لأنك إذا قررت فيما بعد مُسامحة هذا الشخص فربما لا يأخذك على محمل الجدية إذا ما ظن أنك شخص كثير الشكوى وحسب.
- يُمكنك أن تقول مثلًا "أنا لا أرغب في مقابلتك أو التواصل معك أبدًا". احرص أيضًا على توضيح حدود تعامل قريبك المؤذي مع أبنائك في حالة وجودهم وإذا كان مسموحًا له التواصل معهم أم لا.
6
انتبه لمحاولاته التلاعب بالآخرين. قد يتصرف قريبك المؤذي بعدوانية كرد فعل عن قرارك، ربما ينشر الشائعات عنك أو يحاول التلاعب بأفراد عائلتك ليتوقفوا عن التحدث إليك أو التلاعب بك لإصلاح علاقتكما. لا تقلق! ستتحلى بالقوة والعزيمة إذا ما خططت للأمر جيدًا بشكلٍ مُسبق.
قد يشعر قريبك بالحزن تجاه قرارك وربما يكون حزنه صادقًا، لكن عليك أن تتذكر ألا تتراجع في قرارك لمجرد الشعور بالذنب تجاهه فهو في النهاية من تسبب بإيذائك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق