قصة مثل: “إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب”:
إن قصة مثلنا هذا تعود إلى زمن قديم، وبطلها كان رجلًا مسنًّا عجوزًا، إذ إنه شعر بالوحدة بالإضافة إلى مرضه، فقد كان طريح الفراش لمدة طويلة، ولم يجد من يؤنس وحدته ويتحدث إليه، أو يجلس معه ويُشعره بالحياة، وقد ضاقت به الدنيا، فقرّر العجوز المسنّ، أن يخرج من وحشة هذا الوضع المظلم المملّ، ففكر بأن يستأجر حكواتيًّا؛ ليقوم بتسليته بقصصه وحكاياته.
بالفعل أتى الحكواتي ليباشر عمله على أتمّ وجه في اليوم الأول، إذ قصّ على العجوز، الكثير من الحكايات والقصص من الصباح حتى المساء، وأخذ أجره مقابل ما قام به، وفى اليوم الثاني ومنذ الصباح الباكر، قام الحكواتي بمباشرة عمله أيضًا منذ لحظة وصوله؛ وذلك لأن الأجرة التي أخدها الحكواتي من الرجل المسنّ العجوز في اليوم السابق كانت وفيرة جدًّا.
مرّ الوقت، وبدأ الرجل المسنّ يشعر بأن كلام الحكواتي ثقيل على مسامعه وقلبه، إذ كان لا يصمت أبدًا، لدرجة أشعرت الرجل المسنّ بالملل الشديد والضيق، فطلب إليه الرجل المسن أن يلتزم الصمت تمامًا، على أن يأخذ أجرته كاملة، بل وأكثر ممّا سبق، وبالفعل التزم الحكواتي الصمت تمامًا حتى انتهاء يومه في المساء، وبالفعل في آخر النهار أعطى العجوز المسنّ الحكواتي أجرة أكثر من أجرة اليوم السابق، فدُهش الحكواتي، وعند خروجه من بيت المسنّ في آخر النهار، أخذ الحكواتي يردّد بينه وبين نفسه: “إذا كان الكلام من فضة، فإنّ السكوت من ذهب”، وانتقل المثل المشهور، وتداوله الناس عبر الأجيال.
تفسير المثل على النحو التالي:
الكلام من فضة: الكلام له قيمة كبيرة، ويُمكن من خلاله التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا والتواصل مع الآخرين.
السكوت من ذهب: الصمت له قيمة أكبر من الكلام في بعض الأحيان، ويُمكن من خلاله تجنب سوء الفهم، والتفكير بوضوح، والتعلم من الآخرين.
المواقف التي يُصبح فيها السكوت أفضل من الكلام
عندما لا نملك معلومات كافية عن الموضوع.
عندما نكون غاضبين أو منزعجين.
عندما نريد الاستماع إلى الآخرين.
عندما نريد التفكير بوضوح.
عندما نريد تجنب سوء الفهم.
ولكن، لا يعني ذلك أن الكلام دائمًا ما يكون سيئًا:
الكلام ضروري للتواصل مع الآخرين.
الكلام ضروري للتعبير عن أفكارنا ومشاعرنا.
الكلام ضروري لحل المشكلات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق