كيف تحمي الأم طفلها داخل المدرسه؟
مع تسارع وتيرة الحياة وتزايد التحديات التي يواجهها الأطفال داخل المدرسة وخارجها، لم يعد دور الأم مقتصرًا على الرعاية التقليدية، بل أصبح تمكين الطفل من حماية نفسه أولوية تربوية ونفسية ملحّة، تساعده على التعامل بثقة ووعي مع المواقف اليومية في الشارع والمدرسة والعالم الرقمي.

ويؤكد خبراء التربية أن بناء الثقة بالنفس هو الخطوة الأولى في حماية الطفل، حيث يحتاج إلى الشعور بقيمته وقدرته على اتخاذ القرار. فالأم التي تستمع لطفلها وتمنحه مساحة للتعبير دون خوف أو توبيخ، تزرع داخله أساس الأمان النفسي.
ومن أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها الطفل هي القدرة على قول "لا" دون تردد، سواء في مواجهة طلب غير مريح من زميل أو محاولة اقتراب غير أمنة من شخص بالغ، مع التأكيد أن الرفض حق مشروع وليس سلوكًا خاطئًا.
ويمكن تعزيز هذه المهارة من خلال تمثيل مواقف افتراضية داخل المنزل، وتشجيع الطفل على استخدام صوته بثقة.
كما تُعد قواعد السلامة في الطريق إلى المدرسة عنصرًا أساسيًا في حماية الأطفال، وتشمل عبور الشارع من الأماكن المخصصة، وعدم التحدث مع الغرباء أو قبول هدايا منهم، والسير مع الأصدقاء إن أمكن، إلى جانب حفظ أرقام الطوارئ.
وتتحول هذه القواعد إلى عادات أمنة عبر التكرار والممارسة اليومية، وفي البيئة المدرسية، يحتاج الطفل إلى وعي اجتماعي يساعده على التمييز بين المزاح والتنمر، مع ضرورة إبلاغ المعلمة فور الشعور بالخطر أو الإزعاج، وتجنب الأماكن المنعزلة داخل المدرسة، والحفاظ على ممتلكاته الشخصية.
ويبرز أيضًا دور تعليم الطفل فهم مشاعره، حيث يُعد الشعور بالخوف أو القلق أو عدم الارتياح رسالة تحذيرية مهمة يجب أن يتعلم الطفل التعامل معها، من خلال إبلاغ شخص بالغ يثق به دون تردد.
ومن الإجراءات الوقائية الفعالة، ابتكار كلمة سر عائلية تُستخدم للتأكد من هوية أي شخص يدّعي اصطحاب الطفل من المدرسة، وهي خطوة بسيطة لكنها قد تمنع مواقف خطرة.
ومع انتشار التكنولوجيا، يصبح من الضروري توعية الطفل بمخاطر الفضاء الرقمي، مثل عدم مشاركة الصور أو الموقع مع الغرباء، وتجنب الحديث مع أشخاص مجهولين عبر الإنترنت، وإبلاغ الأم فور تلقي أي رسالة مريبة.
ويظل الحوار اليومي بين الأم والطفل مفتاح الأمان الحقيقي، فالتواصل المستمر يمنح الطفل شعورًا بالأمان والدعم، ويجعله أكثر قدرة على مواجهة المواقف الصعبة بثقة ووعي. فحماية الطفل لا تعني تخويفه، بل تمكينه بالأدوات التي تجعله قادرًا على حماية نفسه أينما كان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق