{ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا } أي: تركوا دار الشرك،
وأتوا إلى دار الإيمان،
وفارقوا الأحباب والخلان والإخوان والجيران { وأخرجوا من ديارهم } أي: ضايقهم المشركون بالأذى
حتى ألجأوهم إلى الخروج من بين أظهرهم؛
ولهذا قال : { وأوذوا في سبيلي } أي: إنما كان ذنبهم إلى الناس
أنهم آمنوا بالله وحده؛
دليل على أن الكفار غير منعم عليهم في الدنيا؛
لأن حقيقة النعمة الخلوص من شوائب الضرر العاجلة والآجلة،
ونعم الكفار مشوبة بالآلام والعقوبات،
فصار كمن قدم بين يدي غيره حلاوة من عسل فيها السم،
فهو وإن استلذ آكله لا يقال أنعم عليه؛ لأن فيه هلاك روحه
القرطبي: 5/481
المغتر فارح بالشيء الذي يغتر به،
فالكفار مغترون بتقلبهم، والمؤمنون مهتمون به،
لكنه ربما يقع في نفس مؤمن أن هذا الإملاء للكفار إنما هو لخير لهم،
فيجيء هذا جنوحاً إلى حالهم ونوعا من الاغترار؛
فلذلك حسنت { لا يَغُرَّنَّكَ } ما من مؤمن ولا كافر إلا والموت خير له،
أما الكافر فلئلا يزداد إثماً،
وأما المؤمن فلأن ما عند الله خير للأبرار
ابن عطية: 1/558.
فلا يقدمون الدنيا على الدين
كما فعل أهل الانحراف الذين يكتمون ما أنزل الله،
ويشترون به ثمنا قليلا، وأما هؤلاء فعرفوا الأمر على الحقيقة،
وعلموا أن من أعظم الخسران الرضا بالدون عن الدين
السعدي: 162.
ختم تعالى السورة بما تضمنته هذه الآية العاشرة من الوصاة
التي جمعت الظهور في الدنيا على الأعداء والفوز بنعيم الآخرة،
فحض على الصبر على الطاعات، وعن الشهوات،
والصبر: الحبس
القرطبي: 5/485.
السؤال :
ذكرت الآية عدة شروط للظهور على الأعداء ،
والفوز بالآخرة، فما هي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق