الصوم وشكر النعمة
من حِكَم الصيام أنه يُذكِّر الإنسان بنعمة الله تبارك وتعالى، فالإنسان
إذا تكاثرت عليه النِّعَم ألِفَها وطال أنسه بها، وربما نسي الشعور بقيمتها
والإحساس بأهميتها، من طول تعوده على وجودها.
والنِّعَم لا تعرف إلا بفقدانها، فالصحة لا تعرف قيمتها إلا عند المرض، والمال
لا تدرك قيمته إلا عند الفقر، والشبع لا تدرك أهميته إلا عند الجوع.
والصوم مرتبة بدائية من المواعظ العملية، حيث يسلب الله تعالى به
من العباد بعضَ نعمه في أوقات محدودة، ولا يسلبهم الاختيار حتى يصابوا
بالذل، وإنما يسلبهم مؤقتًا باختيارهم بعضَ نعمه، لكي يتذوقوا ألم الحرمان،
فيعرفوا نعمة الله تعالى، ويشكروه، عندما يحل لهم الطيبات.
ومتى تكرر هذا الحرمان أيامًا متتالية كل عام، تركز الشكر في نفوسهم،
فلزموه على كل حال، فأصبحوا شاكرين.
إننا مدعوون إلى مد العون لإخواننا الجياع، الذين يطوون أيامًا وليالي
لا يجدون ما يسد جوعهم في أفغانستان و أفريقيا؛ شكرًا لله على نعمه
واعترافًا بفضله.
الصوم والصحة العامة
الصوم يريح جميع الأجهزة داخل الجسم، والأنسجة، والخلايا،
والغدد من الإنهماك في العمل المتواصل.
والصوم يقي المسلم البدانةَ وأخطارها، فإذا صام المرء واتبع آداب دينه
في طعامه وشرابه، ومارس عمله بصورة عادية، فإن جسمه سيحصل
على طاقته الحرارية من كمية الغذاء الأقل عن المعدل اليومي، وبالتالي نجد
أنه سيكون في حاجة لمصدر آخر لتزويده بالطاقة الحرارية يأخذها من
الدهون المترسبة تحت الجلد وبالعضلات والأنسجة الأخرى، وبذا يكون
الصوم صيانة دورية ومانعًا متجددًا من حدوث السمنة.
والصوم وما يؤدي إليه من تقليل الوزن، وتقليل كمية الأملاح بالجسم،
وطرد النفايات السامة، من أهم العوامل المساعدة في علاج أمراض
المفاصل، وهناك عدة مدارس طبية لعلاج الأمراض المفصلية بالصوم، منها
مدرسة دكتور آلان، وكذلك مدرسة دكتور ماك فادون الأمريكي.
ويستفيد الكثيرون من مرضى الأمراض الجلدية من الصوم، كمرضى البشرة
الدهنية والصدفية وحب الشباب وقشور الرأس، لأن تقليل كمية الغذاء
والمواد الدسمة والحريفة، هي التي تساعد على تقليل متاعب
هؤلاء المرضى.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق