اهمال ماسبيرو .. اهدار للمال العام بقلم: سمير البرعى

ملف:Maspiro-cairo.jpg - ويكيبيديا

اهمال ماسبيرو .. اهدار للمال العام بقلم: سمير البرعى

قيمة الإذاعة والتليفزيون تُقدر بالمليارات؛ مبانى واستوديوهات وأجهزة ومعدات، أما الكوادر المدربة والخبرات التي أحدثت التميز الإعلامي المصري عبر السنين في الحقب الماضية، وأنشأت إعلام دول كثيرة عربية وأجنبية؛ هذه الكوادر والخبرات لا تُقدر بالمال، والتي كانت صوت القيادة السياسية العليا، ولسان حالها، وتُبلور سياسة الدولة، وتنشر الوعي لدي الجماهير بأهداف كل مرحلة، كانت همزة الوصل بين الحكومة والشعب بدورها الوطني الخدمي؛ هذا الدور لا يحقق ربحًا ماديًا؛ لذلك كانت الدولة تُدعم الإعلام،
كما كان اتحاد الإذاعة والتليفزيون ملتقي الأمراء، والوزراء العرب والأجانب والفنانين والمبدعين من خلال الأنشطة والبرامج والحفلات القومية والمناسبات المحلية والعربية والدولية، والدراما التليفزيونية بجانب المهرجانات، ومن أشهرها وأعرقها مهرجان التليفزيون.
بذلك كانت مصر بحق هوليوود الشرق، والوصول إليها أمل كل الفنانين والمبدعين من كل البلاد، خصوصًا البلاد العربية.
كما كان لمعهد الإذاعة والتليفزيون دور كبير في إعداد الكوادر الإعلامية لكثير من الدول العربية والأفريقية، وأيضًا بما قدمه من منح التدريب، خصوصًا للدول الأفريقية.
وهنا نذكر بأن تحقيق سياسة الدولة وأهدافها السياسة والوطنية يكلف الكثير، ولا تحقيق الربح المادى!!!
الوحدة العربية التي لم تتحقق في السياسة كانت حقيقية في الفن والإعلام، بفضل اتحاد الإذاعة والتليفزيون؛ اختلفت السياسة في عصر أنور السادات عن أيام الزعيم جمال عبد الناصر، كما تغيرت الأحوال واختلفت في زمن حسني مبارك، لكنهم جميعًا دعموا اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فزاد قوة ونشاطًا؛ لأن الإعلامى في “الهيئة الوطنية للإعلام” هو موظف حكومي، يعمل وفق توجيهات الحكومة.
لم تُحرم مصر في السابق من قواها الناعمة سوى فى السنة التي حكم فيها الإخوان المسلمين؛ كان الإعلام والصحافة دائمًا في خدمة الوطن، وهنا أذكر بالدور الوطني لمجلة الإذاعة والتليفزيون يوم كانت واسعة الانتشار كمجلة متخصصة متفردة بتخصصها في إبراز النشاط الإعلامي، وتحقيق سياسة الدولة يوم كانت مجلة كل أسرة مصرية وعربية، كانت مدعمة من الدولة؛ لتكون في متناول كل أسرة، ولها مكان في كل بيت !!!
وهنا يظهر بوضوح غباء بعض مستشارى القيادات السياسية العليا الآن، أو ربما هناك مصالح في إضعاف دور الإذاعة والتليفزيون المصري لحساب قنوات خاصة !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق