قصة وسبب نزول سورة الممتحنة
سورة الممتحنة من سور الجزء الثامن والعشرين ، وهي من السور توقيفية ، التي ينبغي الوقوف عند اسم السورة ومعرفة سبب تسميتها .. من هي الممتحنة ؟، ورد أن الممتحنة هي : أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وأبيها عقبة بن أبي معيط الذي لقب (بأشقى القوم)، الذي أتى بسلإ جزور (سلا جزور يعني أمعاء الشاة والقاذورات الموجودة في بطن الشاة ) ووضعها علي ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد ، وهو الذي لف رداءه وخنق به النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي فنقص الأكسجين عنه وأغمي على النبي –صلى الله عليه وسلم- ، وهو الذي بصق في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالرغم من ضلال عقبة ابن أبي معيط ربنا أخرج من صلبه من يوحد الله وهي ابنته أم كلثوم .
ابنته أم كلثوم كانت ذكية جداً وكانت تحب العلم وكانت من قلائل النساء الذين يهتمون في العلم بمكة ، و يدخل الإيمان في قلب أم كلثوم ولكن تكتم إيمانها عن أبوها عقبة بن أبي معيط وعن إخوتها عمارة ، والوليد ، ويأتي موعد الهجرة ويهاجر النبي علية الصلاة والسلام ، وأم كلثوم تريد أن تهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها تخاف من بطش أبوها وإخوتها فتصبر أم كلثوم ، وتأتي غزوة بدر ويقتل أبوها عقبة بن أبي معيط ويموت علي الكفر ، وتكبر أم كلثوم وعندها (16او 17) سنة ، وهي في سن الزواج ويتقدم لخطبتها أشرف شبان مكة وترفض أم كلثوم وتصبر وحلمها دين محمد وأن تهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.
ويحصل حدث يغير حياة أم كلثوم ويأتي بعدها صلح الحديبية ويكون من شروط صلح الحديبية أن لو أحد ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينه حتى يسلم فالنبي –صلى الله عليه وسلم- يرد الشخص ويرجعه إلى مكة ، وتسمع أم كلثوم بشروط صلح الحديبيه فتعلم أنها من المستحيل أن تهاجر للنبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينه ولو هاجرت النبي سيرجعها إلى مكة من أجل شروط الصلح ، ويشتد الخناق على أم كلثوم وتقرر أن تهاجر حتى لو أرجعها النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة.
شابة عمرها يقارب 16 سنة تهاجر لوحدها إلى المدينة المنورة في الليل والطرقات بين مكة والمدينة وعرة والمسافة طويلة ، ومن الممكن أن النبي صلى الله عليه وسلم يرجعها إلى مكة وسيعلم الجميع أنها مسلمة وتتأذي من إخوتها ، إنه ثبات كالجبال الراسية، ويشاء الله وتهاجر أم كلثوم وتصل المدينة المنورة وتذهب للنبي -صل الله عليه وسلم-، فيحتار في أمرها والصحابة يقولوا : كيف نرجعها إلى مكة يا رسول الله ، والنبي عليه الصلاة والسلام صامت ينتظر أمرًا من الوحي، فقال تعالى : « وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى».
وينزل الفرج من السماء ، جبريل الوحى من فوق سبع سموات في أمر أم كلثوم وتنزل آيات سورة الممتحنة : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ »، وينزل أمر الله من فوق سبع سموات بأن أم كلثوم لا ترجع إلى مكه ويقبلها الله سبحانه وتعالى ، والله يجزيها علي صبرها فتتزوج ليس من أشراف مكة فقط بل من : عبدالرحمن بن عوف ، أحد العشرة المبشرين بالجنة وأغنى أغنياء المدينة المنورة وأشرفهم، تلك كانت قصة اسم سورة الممتحنة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق