بعض ما في صُحف إبراهيم وموسى

بعض ما في صُحف إبراهيم وموسى
بعض ما في صُحف إبراهيم وموسى






بعض ما في صُحف إبراهيم وموسى :







صحابيٌّ جليل سأل النبي عليه الصلاة والسلام؛ فعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قلتُ: يا رسول الله ما كانت صحف إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟ فقال: كانت أمْثالاً كُلَّها: أيها المُبْتلى المغْرور، لم أبْعَثْك لِتَجْمَعَ الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثْتُك لِتَرُدَّ عني دَعْوة المظلوم، فإني لا أَرُدُّها وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغْلوباً على عقْله أنْ يكون له ساعاتٌ يُناجي فيها ربَّهُ، وساعةٌ يُحاسِبُ فيها نفْسَهُ، وساعةٌ يتفكَّرُ فيها في صُنْع الله، وساعة يخْلو فيها لِحاجتِهِ للمطْعم والمَشْرب، وعلى العاقل أن لا يكون مُسافراً إلا لِثَلاث: تَزَوُّدٌ لِمَعاد، أو شُغْلٍ لِمَعاش، أو لَذَّةٍ في غير مُحَرَّم، وعلى العاقل أن يكون بشيراً في زمانه، مُقْبِلاً على شَأنه، حافِظاً لِلِسانه، ومن حسَبَ كلامه من عمله قَلَّ كلامه إلا فيما يعْنيه، قلتُ: يا رسول صلى الله عليه وسلَّم، فما كانت صحف موسى عليه الصلاة والسلام؟ فقال: كانت عِبَراً كُلَّها؛ عَجِبْتُ لِمَن أيْقَن بالموت كيف يفْرح، وعجِبْتُ كيف أيْقَنَ بالنار ثمَّ هو يضْحك، وعَجِبْتُ لِمَن أيْقن بالقَدَر ثمَّ هو ينْصَب، وعَجِبْتُ لِمَن يرى الدنيا وتَقَلُّبَها ثمَّ يطمئِنُّ إليها، عَجِبْتُ لِمَن أيْقَن بالحِساب غداً ثمَّ لم يعْمل! قُلْتُ: يا رسول الله أوْصِني؟! قال: أوصيك بِتَقْوى الله تعالى فإنَّها رأسُ الأمر كُلِّهِ، قلتُ: يا رسول الله زِدْني؟! فقال: عليك بِتِلاوة القرآن وذِكر الله تعالى فإنَّهُ لك ذِكْرٌ في السماء ونورٌ لك في الأرض، قلتُ: يا رسول الله زِدْني؟! فقال: إياكَ وكَثْرَةَ الضحِك فإنَّهُ يُميتُ القلب، ويذْهَبُ بنور الوجه! فقلتُ: يا رسول الله زِدْني؟! فقال: عليك بالجِهاد فإنَّهُ رَهْبانِيَّةُ أُمَّتي؟ فقلتُ: يا رسول الله زِدْني؟! فقال: أحِبَّ المساكينَ وجالِسْهُم، قلتُ: يا رسول الله زِدْني؟! فقال: اُنْظر لِمَن هو تحْتك ولا تنْظر لِمَن هو فوْقَكَ فإنَّهُ أجدر أن لا تزْدَري نِعْمَةَ الله عليك، قلت: يا رسول الله زِدْني؟! فقال: قُلْ الحق ولو كان مُراًّ، قلتُ: يا رسول زِدْني؟ فقال: لِيَرُدَّكَ عن الناس ما تجده في نفْسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي - أي تغْضب عليهم - وكفى بِكَ عَيْباً أن تعْرف من الناس ما تجْهَلُهُ من نفْسك، ثمَّ ضرب بيَدِهِ على صدْري وقال: يا أبا ذر لا عقْل كالتدْبير، ولا ورعَ كالكَفّ، ولا حُسْن كَحُسْنِ الخُلُق،




هذا بعض ما في صُحف إبراهيم وموسى، فربنا عز وجل يقول:



﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا*وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى*إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾
الحق قديم فَمُنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها هذا هو الحق وهو الطريق المُستقيم، فَمَن سار عليه سعِد ومن حاد عنه شَقِيَ.




والحمد لله رب العالمين

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على الحبيب صلى الله عليه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق