مأمون البسيونى يكتب مقالته 2/1/2016 - منتديات غزل وحنين

مأمون البسيونى يكتب مقالته 2/1/2016 - منتديات غزل وحنين

مأمون البسيونى يكتب مقالته 2/1/2016





أشهدكم على أشياء شخصية وقعت لى فى الفاتح من يناير لأعوام مضت ,وأترك لكم استخلاص علاقتهاببناء الدولة المدنيّة الديموقراطيّة .

فى أوّل يناير 1955قاموا بالقبض علىّ وأنا أعبر من مبانى كلية طب الإسكندرية إلى الباب الخارجى للمستشفى الأميرى.حيث عرفت بأنّهم يبحثون عنى منذ حادث المنشيّة الذى أطلق فيه السمكرى محمود عبد اللطيف من جماعة الإخوان رصاصات طائشة على زعيم ثورة يوليو , الرئيس جمال عبد الناصر.

ضحكت فى داخلى , فهم لايعرفون أنني هجرت جماعة الإخوان حرّا مختارا ,ومضى علىّ ثلاث سنوات منتظما فى صفوف الحزب الشيوعى المصرى ! كان اسم المباحث العامّة هو التغيير الوحيد الذى جرى على جهاز القلم المخصوص أو البوليس السياسى الذى كان مكلفا بتعقب الوطنيين فى العهد الملكى الإقطاعى ومصر محتلة بقوات انجليزية.

اعتمد عبد الناصر على جهاز الدولة الموروث فى تنفيذ توجهات ومقرّرات 23يوليو , فساقتنى تحرياته عنى حيث كنت محبوسا على ذمة قضية تظاهرة لجماعة الإخوان أيام الملك, صرت إلى جهنّم السجن الحربى لأذوق العذاب , سنة ونصف سنة .

وفى فجر أول يناير1959,تم اقتيادى, بأفكار وإبداعات وتجديدات نفس جهاز المباحث العامة ,حيث أمضيت مايقرب من ستة سنوات متصلة بسجن المحاريق بالواحات الخارجة فى قلب الصحراء الغربية .. هذه المرّة ,كقيادى بالحزب الشيوعى المصرى !

فكّرت أنا فى مسيرتى ولا أعتقد ان الدولة اهتمت, إن كانت هذه المسيرة , هى مصدر تعاستى جلبتها لنفسى ولإ سرتى , أم هى سرّ سعادتى ؟

أمضيت حياتى قصّة تحرر من خلال المعرفة, أنظر إلى الإخوان والمتاجرة بالدين وأنا فى غاية الذعر , ولاأكف عن نقد اليسار.

والتفاصيل محزنة وموجعة , مبكية ومضحكة , لكنّنى استطيع أن أقول الآن لنفس الناس الذين أسميناهم مجدّدا ,الأمن الوطنى ,أن القضية الرئيسية لإقامة وتثبيت دعائم دولة ديمو قراطية مدنية أنتم من أكثر الناس استحوازا على ملفاتها. تشجّعوا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق