حلم بقلم فتحى يحى هاشم - منتديات قلوب مصريه
حلم بقلم فتحى يحى هاشم
حلم
منذ نعومة أظافرى يطاردنى فى منامى حلم متكرر لمشاهد طائرات مخيفه وهى تغطى برماديتها صفحة السماء يعقبها إسقاط القنابل وقصف للصواريخ فتدمر كل شئ تصيبه مخلفه ألسنة النار وأعمدة الدخان المتصاعده لعنان السماء
لا أتذكر عدد المرات التى هاجمتنى فى نومى أشباح تلك الطائرات برعبها المهول فأستيقظ مروعا مفزوعا بينما تهدهدنى أمى الطيبه رحمها الله وتحتضننى مسريه ومهدئه بينما يطل على أبى غفر الله له بإبتسامته العذبه المطمئنه حتى يهدأ روعى ويسكن بكائى
لكن هذه الطائرات البغيضه لم تكتفى بقض مضجعى وإصابتى بالسهاد فقد قامت بغزو بلادى أيضاً فى الحقيقه وليس فقط فى أوهام المنام
تعاودنى ذكريات الطفوله عندما كنت تلميذاً فى المرحله الإبتدائيه حيث كانت تفاجئنا الغارات الإسرائيليه فأظل أعدو مسرعاً و هاربا من مدرستى و أحيانا من أماكن اللعب بينما دوى الطائرات المغيره يصم أذنَىَّ و يطاردنى حتى أصل لاهث الأنفاس إلى منزلى.
كان ذلك أيام حرب الإستنزاف . فى هذا الوقت كنا نتبارى أنا وأقرانى من الأطفال الصغار فى معرفة نوع الطائره التى قامت بالهجوم وننقسم فريقين مختلفين متشاكسين فريق يرى أنها طائره فانتوم وفريق آخر يرى أنها طائره سكاى هوك فقد كنا نحفظ أشكالها الكريهه وأنواعها آنذاك
عندما كبرت لم تتوقف كوابيسى الطائره التى تحجب الشمس فى السماء و تقذف أسطح المنازل وشوارع الحى بقنابلها فتدمرها بينما عبثا يحاول سكان الحى والجيران الفرار منها و أنا معهم لا أستطيع أن أصدق أن هذا الجحيم يلاحقنى ويطارد الجميع فلا أنجح فى الإفلات منه إلا بأعجوبة الإستيقاظ
وهكذا استمرت مشاهد الطائرات المرعبه تترى فى الخيال و فى الحقيقه ولكن مع تغيير مأسوى زاد الطين بله فقد تطور الأمر وأصبحت الطائرات المجرمه المهاجمه التى تحمل نجمة العدو السداسيه أصبحت تحمل أيضا النجمه الخماسيه العربيه التى أصبحت آثمه وتلوثت بدم بنى جلدتها و تحمل أيضاً صلبان بلدان الغرب المعادى اللدود ثم صارت تزاحمهم الطائرات ذات العلم الأحمر بمنجلها الزائف للدوله التى كانت تزعم أنها كانت فى يوم من الأيام حليفه لبلادى. فأبت إلا أن تشارك تلك الدوله بالعدوان الجوى اللئام ولائم إلتهام الأيتام فى غيره وحشيه مسعوره
تكتظ شاشات الإلهاء بمشاهد الهزل وحوارات الغربان و برامج التضليل والتغييب ومتاهات الكره وصخب الغناء الصارخ والرقص الداعر بينما تنزوى فى ركن حزين سحيق من أركانها مشاهد وأخبار القتل اليومى والمذابح البشعه فتدهسنى هى و صفحات التواصل الزرقاء بمشاهد الرؤوس المهشمه والسواعد المبتوره والأجساد الممزقه و الأشلاءالمحترقه والأطفال الصرعى فأعجز عن فعل أى شئ سوى قبض الريح
من بعدما ولت أمجاد التاريخ القديم أتمعن فى هزائم التاريخ الحديث المصاحبه لعصور الضعف والتخلف والهوان فلا أجد شيئا قد تغير ولا أسمع إلا تكراراً لأنشودة الفناء والدماء والأشلاء والأنين وسقوط الشهداء بالإعتداء الوحشى والقتل الغادر دون أن يتمكنوا من استخدام سلاح أو امتشاق حسام ..... منذ سقوط الأندلس وهجمة الإفرنج منذ الهجمة الفرنسيه النابوليونيه اللعينه منذ تقطيع أوصال الوطن الحزين على أيدى الإستعمار البربرى الدموى و احتلال أبناء القرود والخنازير لفلسطين تنهمر الكوارث و المصائب والمآسى فى دونشواى فى بحر البقر فى أبى زعبل فى جحيم الإنسحاب و فرم الأسرى فى سيناء ٦٧ فى دير ياسين وكفر قاسم فى ملجأ العامريه وفى قانا الأولى و قانا الثانيه وصبرا وشاتيللا و فى البوسنه و الهرسك وكوسوفا و فى الشرق الأقصى الذبيح بنصال وحوش أتباع بوذا و الهندوس عبدة الأصنام
فى غزو العراق المتعدد وفى سوريا المنكوبه وليبيا المنهكه وغزه الأبيه واليمن غير السعيد فى لبنان الجنوب وبغداد الجريح فى محارق أفغانستان والشيشان من أطراف العالم فى بورما مرورا بمالى إلى الصومال وصولا إلى مذابح الشوارع والميادين
أرقب كل هذا النزيف الفادح و ما زال حلمى التعيس المفزع يعربد فى منامى
ومازلت لا أستطيع الفرار من شعور الخزى والخجل والأسى إزاء طوابير النعوش والشهداء
فى كل ليله أنام متمنياً أن أرى فى منامى بدلا من الطائرات القاتله اللعينه رؤيا سعيده تعيد الروح للحميه الغائبه وتبعث الحياه فى الأمه الأسيره وتبث الروح فى نخوتها الميته
أتمنى أن أرى أبطال بدر وخيبر والقادسيه واليرموك وعين جالوت وفتح القسطنطينيه وحطين يعودون من جديد فيأخذون بالثأر للطفل الوليد صاحب الرأس المهشم و للطفل الغريق ويقتصون للأشلاء المحترقه والأجساد الممزقه يغضبون غضبة الأسد الهصور لديار المسلمين المدمره للأشجار المقتلعه للأرض المحروقه
للقدس الحزين
لعذابات المسلمين
كل نهار كل مساء أنتظر الرؤيا تتحقق
ولكنها لا تأتى
بينما تأتى الطائرات اللعينه تغطى برماديتها وجه السماء
منذ نعومة أظافرى يطاردنى فى منامى حلم متكرر لمشاهد طائرات مخيفه وهى تغطى برماديتها صفحة السماء يعقبها إسقاط القنابل وقصف للصواريخ فتدمر كل شئ تصيبه مخلفه ألسنة النار وأعمدة الدخان المتصاعده لعنان السماء
لا أتذكر عدد المرات التى هاجمتنى فى نومى أشباح تلك الطائرات برعبها المهول فأستيقظ مروعا مفزوعا بينما تهدهدنى أمى الطيبه رحمها الله وتحتضننى مسريه ومهدئه بينما يطل على أبى غفر الله له بإبتسامته العذبه المطمئنه حتى يهدأ روعى ويسكن بكائى
لكن هذه الطائرات البغيضه لم تكتفى بقض مضجعى وإصابتى بالسهاد فقد قامت بغزو بلادى أيضاً فى الحقيقه وليس فقط فى أوهام المنام
تعاودنى ذكريات الطفوله عندما كنت تلميذاً فى المرحله الإبتدائيه حيث كانت تفاجئنا الغارات الإسرائيليه فأظل أعدو مسرعاً و هاربا من مدرستى و أحيانا من أماكن اللعب بينما دوى الطائرات المغيره يصم أذنَىَّ و يطاردنى حتى أصل لاهث الأنفاس إلى منزلى.
كان ذلك أيام حرب الإستنزاف . فى هذا الوقت كنا نتبارى أنا وأقرانى من الأطفال الصغار فى معرفة نوع الطائره التى قامت بالهجوم وننقسم فريقين مختلفين متشاكسين فريق يرى أنها طائره فانتوم وفريق آخر يرى أنها طائره سكاى هوك فقد كنا نحفظ أشكالها الكريهه وأنواعها آنذاك
عندما كبرت لم تتوقف كوابيسى الطائره التى تحجب الشمس فى السماء و تقذف أسطح المنازل وشوارع الحى بقنابلها فتدمرها بينما عبثا يحاول سكان الحى والجيران الفرار منها و أنا معهم لا أستطيع أن أصدق أن هذا الجحيم يلاحقنى ويطارد الجميع فلا أنجح فى الإفلات منه إلا بأعجوبة الإستيقاظ
وهكذا استمرت مشاهد الطائرات المرعبه تترى فى الخيال و فى الحقيقه ولكن مع تغيير مأسوى زاد الطين بله فقد تطور الأمر وأصبحت الطائرات المجرمه المهاجمه التى تحمل نجمة العدو السداسيه أصبحت تحمل أيضا النجمه الخماسيه العربيه التى أصبحت آثمه وتلوثت بدم بنى جلدتها و تحمل أيضاً صلبان بلدان الغرب المعادى اللدود ثم صارت تزاحمهم الطائرات ذات العلم الأحمر بمنجلها الزائف للدوله التى كانت تزعم أنها كانت فى يوم من الأيام حليفه لبلادى. فأبت إلا أن تشارك تلك الدوله بالعدوان الجوى اللئام ولائم إلتهام الأيتام فى غيره وحشيه مسعوره
تكتظ شاشات الإلهاء بمشاهد الهزل وحوارات الغربان و برامج التضليل والتغييب ومتاهات الكره وصخب الغناء الصارخ والرقص الداعر بينما تنزوى فى ركن حزين سحيق من أركانها مشاهد وأخبار القتل اليومى والمذابح البشعه فتدهسنى هى و صفحات التواصل الزرقاء بمشاهد الرؤوس المهشمه والسواعد المبتوره والأجساد الممزقه و الأشلاءالمحترقه والأطفال الصرعى فأعجز عن فعل أى شئ سوى قبض الريح
من بعدما ولت أمجاد التاريخ القديم أتمعن فى هزائم التاريخ الحديث المصاحبه لعصور الضعف والتخلف والهوان فلا أجد شيئا قد تغير ولا أسمع إلا تكراراً لأنشودة الفناء والدماء والأشلاء والأنين وسقوط الشهداء بالإعتداء الوحشى والقتل الغادر دون أن يتمكنوا من استخدام سلاح أو امتشاق حسام ..... منذ سقوط الأندلس وهجمة الإفرنج منذ الهجمة الفرنسيه النابوليونيه اللعينه منذ تقطيع أوصال الوطن الحزين على أيدى الإستعمار البربرى الدموى و احتلال أبناء القرود والخنازير لفلسطين تنهمر الكوارث و المصائب والمآسى فى دونشواى فى بحر البقر فى أبى زعبل فى جحيم الإنسحاب و فرم الأسرى فى سيناء ٦٧ فى دير ياسين وكفر قاسم فى ملجأ العامريه وفى قانا الأولى و قانا الثانيه وصبرا وشاتيللا و فى البوسنه و الهرسك وكوسوفا و فى الشرق الأقصى الذبيح بنصال وحوش أتباع بوذا و الهندوس عبدة الأصنام
فى غزو العراق المتعدد وفى سوريا المنكوبه وليبيا المنهكه وغزه الأبيه واليمن غير السعيد فى لبنان الجنوب وبغداد الجريح فى محارق أفغانستان والشيشان من أطراف العالم فى بورما مرورا بمالى إلى الصومال وصولا إلى مذابح الشوارع والميادين
أرقب كل هذا النزيف الفادح و ما زال حلمى التعيس المفزع يعربد فى منامى
ومازلت لا أستطيع الفرار من شعور الخزى والخجل والأسى إزاء طوابير النعوش والشهداء
فى كل ليله أنام متمنياً أن أرى فى منامى بدلا من الطائرات القاتله اللعينه رؤيا سعيده تعيد الروح للحميه الغائبه وتبعث الحياه فى الأمه الأسيره وتبث الروح فى نخوتها الميته
أتمنى أن أرى أبطال بدر وخيبر والقادسيه واليرموك وعين جالوت وفتح القسطنطينيه وحطين يعودون من جديد فيأخذون بالثأر للطفل الوليد صاحب الرأس المهشم و للطفل الغريق ويقتصون للأشلاء المحترقه والأجساد الممزقه يغضبون غضبة الأسد الهصور لديار المسلمين المدمره للأشجار المقتلعه للأرض المحروقه
للقدس الحزين
لعذابات المسلمين
كل نهار كل مساء أنتظر الرؤيا تتحقق
ولكنها لا تأتى
بينما تأتى الطائرات اللعينه تغطى برماديتها وجه السماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق