وفاة سمراء النيل الفنانه مديحه يسرى

مديحة يسري

توفت الفنانة مديحة يسري، مساء الثلاثاء الموافق 29/5/20018 بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 97 عامًا.

وقال نقيب الممثلين، إن صلاة الجنازة، تقام ظهر يوم الأربعاء من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة.

ليلى علوي: مديحة يسري إنسانة عظيمة.. كنت أدعوها ماما مديحة

ولدت مديحة يسري أو هنومة خليل حبيب في 3 ديسمبر عام 1921 بالقاهر، وتلقت تعليمها بمدرسة “الفنون”، وكانت أسرتها ضمن المجتمع الذي رفض عمل أبناء العائلات في الفن، إلا أن موهبتها طغت عليها منذ كانت طالبة بمدرسة التطريز بحي شبرا، التي مارست فيها الرسم.

تتسلل بخفة بين القلوب، وتتقلب بين الأدوار ببراعة شديدة، فهى صاحبة الطلة التى لا تخطئها العين، ميزتها سمرة ممزوجة بلون الأرض الطيبة فاض عليها بها النيل، لتظل «سمراء النيل» مرتبطة باسمه إلى الأبد، عشقت الفن فأعطاها أسراره وفتح لها الأبواب على مصراعيها، ظلت على مدار حياتها متعبدة فى محرابه، لم تتوقف مديحة يسرى عن العطاء حتى بعد أن غيبها الموت عن عمر يناهز الـ97 عاماً كانت مليئة بالفن والحب والعمل المجتمعى.

سيرة فنية وإنسانية طويلة امتدت على مدار تسعة عقود، بدأت عندما فتحت الفتاة المولودة فى عام 1921 عينيها على الدنيا فى المرة الأولى، ومنحها والدها المهندس بهيئة السكك الحديدية اسم «هنومة»، قضت سنوات طفولتها ومراهقتها فى منزل عائلتها وهى تداعب الفن من بعيد وتسقى جذوره بداخلها، ما بين الرسم ومكافأة والدها لها إذا أجادت تقليد اللوحات الشهيرة، والتحاقها بمدرسة للتطريز، أو حرصها على الذهاب إلى دور العرض السينمائى بشكل أسبوعى، وتأملها فى صور نجمات السينما العالمية التى تتصدر الوجهات ولم يخطر ببالها يوماً أن تكون واحدة منهن، ولكن القدر كان له خطة أخرى.

«عيناها السودا»، على حد تعبيرها، كانتا الهبة التى فتحت لها الباب الأول، عندما شاهدها المخرج محمد كريم فى أحد الصباحات وهى تجلس فى مقهى «جروبى» برفقة صديقاتها، ليعرض عليها أن تقف ضمن مجموعة من الفتيات أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب، فى أغنية «بلاش تبوسنى»، التى سيقدمها فى فيلمه الجديد «ممنوع الحب»، وبالرغم من معرفتها برفض والدها إلا أنها تمسكت بتلك الفرصة مهددة بالانتحار تارة وبشرط جزائى كبير تعجز عن دفعه تارة أخرى حتى رضخت العائلة أمام تصميمها على حلمها.

اقتناع المخرج محمد كريم بها ساعدها بشكل كبير بداية من مشاركتها فى أدوار صغيرة، حتى أول بطولة لها فى فيلم «أحلام الشباب» أمام فريد شوقى فى عام 1942، حيث لم تتجاوز سنها الـ21 عاماً فى ذلك الوقت، وبدأت تأخذ خطوات منحتها نضجاً أكثر خاصة عندما تعاونت مع يوسف وهبى، حيث قدمت على مدار مشوارها الفنى ما يقرب من الـ100 عمل من كلاسيكيات السينما المصرية، قبل أن تقرر دخول مجال الإنتاج بسبب حبها للسينما، حيث خاضت التجربة الأولى فى الإنتاج بفيلم «الأفوكاتو مديحة» وتبعته مجموعة أخرى من الأعمال.

حياتها الحافلة بالشهرة والأضواء لم تكن تخفى خلفها سوى حياة مليئة بالآلام والحزن فى أحيان كثيرة، سواء بالنسبة لزيجات لم تكتمل بسبب الخيانة، على حد تعبيرها، منها علاقة زواجها بالفنان والملحن الراحل محمد فوزى، التى استمرت زيجتهما على مدار 10 سنوات، أو تأميم ممتلكاتها واضطرارها إلى بيع مجوهراتها حتى تتمكن من العيش بشكل كريم، أو مع الصدمة الأكبر فى حياتها بفقدان نجلها بعد حادث سيارة.

أما آخر زيجاتها فكانت من الشيخ إبراهيم سلامة الراضي، شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية الصوفية.

لم يتوقف عطاء «سمراء النيل» على الجانب الفنى فقط، بل كان لها دور كبير فى الحياة الخدمية، حيث تم اختيارها عضواً بمجلس الشورى عام 1998 بقرار من الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق